"يش دين": إسرائيل تتباطأ بالتحقيق فيما يخص الاعتداء على فلسطينيين
نشر بتاريخ: 12/10/2009 ( آخر تحديث: 12/10/2009 الساعة: 14:24 )
القدس- معا- قال قسم الأبحاث في مؤسسة حقوق الإنسان "يش دين" أن هناك تباطؤا شديدا وعدم مهنية مبرمجة، فيما يتعلق بفتح ومتابعة ملفات التحقيق الجنائية لدى الشرطة العسكرية والنيابة العامة للجيش الإسرائيلي بخصوص الاعتداءات على فلسطينيين.
وأضاف قسم الأبحاث في مؤسسة حقوق الإنسان في تقريره أن هذا الأمر يشكل أولا خطرا كبيرا على مجريات التحقيق (خاصة وانه في غالبية الملفات الجنائية العامل الزمني للتحقيق يؤثر بشكل كبير على مجريات التحقيق)، وثانيا فيما يتعلق باتخاذ القرار بتقديم المشبوهين للمحاكمة بعد الانتهاء من التحقيق.
وأكدت مؤسسة "يشن دين" أن المعطيات المتوفرة لديها والمدعومة والمثبتة بالدلائل القاطعة، هي أيضا نفس ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الأممية والتي ترأسها القاضي غولدستون، والتي أقرت أنه ليس بالإمكان الاستناد إلى تحقيقات الجيش بقضايا اعتداء جنوده على مواطنين فلسطينيين.
وفحصت المعطيات التي استندت إليها مؤسسة "يش دين" المسار الجنائي في مرحلتين مختلفتين، الأولى قرار فتح التحقيق من قبل محققي الشرطة العسكرية واتخاذ قرار تقديم لوائح اتهام من قبل النيابة العامة العسكرية بعد إنهاء التحقيق.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى المؤسسة التي تتابع أكثر من 130 ملف تحقيق، فإن 76 ملفا ما زالت تنتظر اتخاذ قرار النيابة العامة و12 ملف ينتظر اتخاذ القرار أكثر من سنة وفي 11 ملفا لم يتم اتخاذ قرار تقديم أو عدم تقديم لوائح اتهام وفي ملف واحد لم يتم اتخاذ القرار بفتح التحقيق أصلا رغم وجود شكوى رسمية.
وبينت أنه في 26 ملفا تأخر اتخاذ القرار من ستة أشهر إلى سنة، في الوقت الذي في 18 ملفا من بين هذه الملفات لم يتم حتى اليوم اتخاذ القرار بتقديم أو عدم تقديم المشبوهين للمحاكمة، وفي 8 ملفات إضافية تم تجميد التحقيق بأمر من النيابة العامة العسكرية.
أما بالنسبة لـ38 ملفا والذي تم تحويلها إلى النيابة العسكرية في الستة أشهر الأخيرة لم يتم حتى اليوم اتخاذ أي قرار بشأنهم و14 تحقيق لدى الشرطة العسكرية تم تحويله إلى النيابة العامة العسكرية ليتم اتخاذ قرار بشأنهم، إلا أنه لم يتم إلى اليوم اتخاذ أي قرار بشأنهم، أما في 26 ملفا أخر فقد تم الانتهاء من معالجتهم وفي 7 منهم اتخذ القرار بشأنها بعد اكثر من سنة و12 اتخذ القرار بشأنهم بعد نصف عام إلى عام منذ أن تم تحويلها من الشرطة العسكرية إلى النيابة العسكرية.
وعلى ضوء النتائج المقلقة، قال المستشار القانوني لمؤسسة "يش دين" ميخائيل سفرد: "عند التأخر والتباطؤ باتخاذ القرار بفتح التحقيق لعدة أشهر فان إمكانية التوصل إلى الحقائق تكون ضئيلة جدا وعندما يتم اتخاذ القرار بتقديم لائحة اتهام بعد مرور سنوات فليس من الممكن ان تكون محاكمة عادلة".
وأضاف سفرد"النتيجة النهائية عندما لا يتم الحفاظ على حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من قبل الجيش ولا يتم اتخاذ القرار بتقديم المشبوهين للمحاكمة في إسرائيل فانه سيتم تقديمهم للمحاكمة خارج البلاد".
وورد في التقرير بعض الأمثلة لعدم فتح التحقيق من قبل الشرطة العسكرية، وتأخر اتخاذ القرار في النيابة العامة العسكرية لتقديم لوائح اتهام، في 10.11.2006 تم إيقاف مجموعة من 16 فلسطينيا من قرية الزاوية، حيث تم الاعتداء على بعضهم من قبل قوات الاحتلال في الوقت الذي كانت أيديهم مكبلة وأعينهم مغطاة وتم تقديم شكاوى باسم المعتدى عليهم للشرطة العسكرية من قبل مؤسسة "يش دين" حيث تم إبلاغ المؤسسة بتاريخ 3.12.2007 انه تم تحويل الملف للنيابة العامة العسكرية لاتخاذ قرار , إلا انه حتى اليوم لم يتم اتخاذ أي قرار بالقضية.
وبتاريخ 18.3.2007 تم الاعتداء من قبل جنود الجيش الاسرائيلي على طالب جامعي فلسطيني في حاجز حواره وتسبب الاعتداء لأضرار جسدية جسيمة وأضرار نفسية كبيرة، حتى اليوم لم يتم تحويل التحقيق من الشرطة العسكرية إلى النيابة العامة العسكرية ولم يتم اتخاذ أي قرار بالملف، وفي تاريخ 12.12.2008 أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاما من الخليل بشكل بالغ جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل الجنود الإسرائيليين، وتم تقديم شكوى بمساعدة مؤسسة "يش دين" حتى اليوم لم تأمر النيابة العامة العسكرية على فتح التحقيق.