الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح اعمال المؤتمر الدولي الثاني حول البيئة الفلسطينية بحضور فياض

نشر بتاريخ: 13/10/2009 ( آخر تحديث: 13/10/2009 الساعة: 18:04 )
نابلس - معا - افتتح اليوم الثلاثاء في مسرح سمو الامير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد لجامعة النجاح الوطنية، اعمال المؤتمر الدولي الثاني حول البيئة الفلسطينية تحت رعاية وبحضور رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض والاستاذ الدكتوررامي حمد الله، رئيس الجامعة، ويعقد المؤتمر بالتعاون بين سلطة جودة البيئة الفلسطينية وجامعة النجاح الوطنية وبرعاية شركة جوال.

وحضر جلسة الافتتاح الاولى للمؤتمر الى جانب الدكتور سلام فياض، والاستاذ الدكتور رامي حمد الله، جميل المطور نائب رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية، وعمار العكر، مدير عام شركة جوال، ومفكرين وباحثين ومهتمين في مجال البيئة الفلسطينية ووسط حضور اعلامي.

وكان د.جلال الدبيك عريف الجلسة الافتتاحية ومنسق عام المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية قد دعا رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور رامي حمد الله الى القاء كلمة الجامعة التي رحب بها بالدكتور سلام فياض والحضور والمشاركين والباحثين في هذا المؤتمر، وقال في كلمته :" اننا نلتقي اليوم في المؤتمر الدولي الثاني حول البيئة الفلسطينية وهذا المؤتمر يأتي ضمن عدة مؤتمرات في هذه الفترة تقيمها جامعة النجاح الوطنية، مما يدل على تكثيف حركة الانشطة العلمية في الجامعة وفي الساحة الفلسطينية في وقت ازدادت فيه الاعتداءات على البيئة بجميع عناصرها" .

واضاف أ.د.رئيس الجامعة إن حكمة المولى عز وجل اقتضت خلق الكون وخلق الظواهر الطبيعية في باطن الارض وعلى سطحها وفي الجو لتكون باعثاً للإنسان في إعمال الفكر وتسخير العلم والخبرة والتجربة في فهم هذه الظواهر وأسبابها ونتائجها للحد من تأثيرها السلبي عليه اينما كان ليتجنب بنو البشر هدم ما بنوه من آلاف ومئات السنين مادياً ومعنوياً ونشطت في السنوات الاخيرة المحاولات والتجارب والنظريات العلمية للحد من هذه المؤثرات ومجابهة ما يستجد من تحديات بيئية من التلوث الذي تسببه عوامل طبيعية وعوامل من نتاج الانسان وخاصة ما تسببه الاحتلال والاستيطان في بلادنا في انتهاكات بيئية تكاد تكون يومية من سلب المياه الجائر، والمياه العادمة للمستوطنات وغيرها من الملوثات.

وبين رئيس الجامعة في خطابه امام المشاركين ان الندوات والمؤتمرات التي تقام محلياً واقليمياً ودوليا تنطلق من تكاتف جميع الجهود والدراسات والأبحاث المتعلقة بقضايا البيئة، واضاف ان جامعة النجاح تشارك بفعالية في هذه المؤتمرات، انطلاقاً من إدراك الدور المناط بها في خدمة المجتمع المحلي وتحاول أن تكون مؤثرة في القطاعات المتعددة في مجال التنمية والبيئة وغيرها من المجالات الحياتية، وهذا ما تحقق في كثير من الانشطة والاعمال التطبيقية المنبثقة عنها من خلال الدور الذي تقوم به الأقسام والمراكز العلمية مثل معهد الدراسات المائية والبيئية، مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل، ومركز التحاليل الكيماوية والبيولوجية وبرنامج الصحة العامة ووحدة الجينات، والطب، والصيدلة السريرية وغيرها كل وحدة في مجال اختصاصها فيما يطلب منها من فحوصات ودراسات لها أثر على البيئة.

واضاف:" إننا وأمام الدور التكاملي مع الوزارات والمؤسسات المعنية وانطلاقاً من التعاون والروح الجماعية في العمل والتي تؤدي الى الطريق السليم من أجل التعامل مع البيئة التي نعيشها والتي تواجه الفلسطينيين جميعاً، ننطلق الى المحيط الخارجي تلبية لإبراز مكانة فلسطين في ميادين العمل البيئي".

ووجه كلمة الى المشاركين في المؤتمر قال فيها" إنكم أيها الإخوة المشاركون تشكلون طليعة العلماء الذين يمكنهم أن يتعاملوا بعلم ودراية مع ما حصل ويحصل من مؤثرات على البيئة من خلال اطلاعكم وتواصلكم مع ما يستجد من علوم ومعالجات لعوامل التاثير على البيئة سواء ما كان منها من عوامل وظواهر طبيعية أو عن طريق التقدم الصناعي وما يخلفه من نفايات وآثار مدمرة من خلال انشاء شبكات التعاون والبحث العلمي في بناء جسور الترابط العلمي والقومي والانساني في معادلة الوصول الى الابداع العلمي في مضامين ومعطيات التعامل مع معادلة نظافة البيئة وخلوها ما أمكن، مروراً بالتوعية المستدامة في مراحل التعليم المختلفة لبناء شخصية انسانية وطنية تعرف كيف تتعامل مع البيئة في مراحل التحضُّر الانساني المتسارع في العصر الحديث ليكون هذا الوعي لغة بشرية للوصول الى عمق الأهداف المرجوة في حقول الأفكار الأكاديمية الموضوعية بعيداً عن الاختفاء وراء التبريرات في أطر تلاقي الأفكار وفي معادلة بعيدة عن تضارب المصالح الفردية او القومية أو السياسية".

وفي ختام كلمته تمنى أ.د.حمد الله النجاح الكامل للمؤتمر والخروج بتوصيات يكون لها التأثير الفاعل في الجهود المبذولة عالمياً من اجل البيئة وتؤتي أكلها قريبا بمشيئة المولى.

اما جميل مطور نائب رئيس سلطة الجودة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر فالقى كلمة سلطة جودة البيئة والتي شكر فيها جامعة النجاح الوطنية على استضافتها المؤتمر وتقديمها التسهيلات اللازمة وشركة جوالعلى رعايتها ودعمها للمؤتمر ورئيس الوزراء على حضوره جلسات افتتاح المؤتمر واكد ان ذلك كله ينبع من اهمية البيئة والعمل من اجل تطوير البرامج والخطط من اجل الحفاظ على البيئة، واضاف ان البيئة احتلت مكانا بارزا في وثيقة رئيس الوزراء من اجل تطوير الدولة واطرها المختلفة.

واضاف ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظروف استثنائية وصعبة وفي ظل ضغوط تمارس على البيئة والانسان من قبل الاحتلال، وبين ان رسالة المؤتمر هي ان حماية البيئة مسؤولية مشتركة وتحتاج الى تظافر الجهود الفردية والجماعية وبين ان سلطة جودة البيئة مصرة على رفع الجاهزية الفلسطينية لمواجهة الانتهاكات وبالتالي تطوير العمل لارسمي من اجل حماية البيئة.

وبعد ذلك القى الاستاذ عمار العكر، مدير عام شركة جوال كلمة الشركة وهي راعية المؤتمر حيث رحب بدولة رئيس الوزراء ورئيس الجامعة ونائب رئيس سلطة الجودة، وقال:" لا شك ان هذا المؤتمر هو فرصة جيدة للمراجعة والتقييم والتأمل في حالة البيئة الفلسطينية في ظل تسارع عجلة التنمية على حساب الموارد الطبيعية والعناصر البيئية".

واشاد العكر بجهود القائمين على هذا المؤتمر الذي وصفه بانه يستحق الاهتمام والدعم من قبل مختلف المؤسسات الفلسطينية، واضاف ان شركة جوال وجدنا فيه ما يتماشى مع رؤيتنا في التنمية المجتمعية من جهة وتعزيز سياستنا البيئية من جهة اخرى، ويبن ان جوال ليست شركة اقتصادية وحسب وانما شركة لديها رؤية شاملة وسياسات واضحة وخطط عمل معدة مسبقا من اجل المساهمة في تنمية المجتمع بمختلف فئاته وبمختلف اوجه الحضارة.

واستطرد العكر انه ليس الاولى الا ان يكون هذا المؤتمر برعاية جوال التي تتبع سياسيات داخلية صارمة فيما يخص الحفاظ على البيئة ولذلك فقد حصلت على شهادة نظام ادارة البيئة العالمية (ISO1400) للمرة الخامسة على التوالي وذلك لالتزامها بالمعايير والمقاييس الدولية التي تضمن تجنب التأثيرات البيئية السلبية التي قد تنتج عن انشطتها وخدماتها.

واكد العكر حرص جوال على تطبيق القوانين والتشريعات الوطنية والعالمية في الحفاظ على البيئة من خلال اهتمامها بان تكون محطات التقوية التابعة لها آمنة، واشار في ختام كلمته الى ان جوال ماضية وبكل عزم نحو تحقيق ما آمنت به من رسالة صادقة بما يخص عدالة قضايا البيئة. وتمنى النجاح للمؤتمر.

وفي كلمته اكد د.سلام فياض رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني ان انعقاد المؤتمر الدولي الثاني حول البيئة الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية يأتي في ظل مخاطر وتحديات كبيرة تواجه الشعب الفلسطيني، واكد ان خطة الحكومة انهاء الاحتلال واقامة الدولة وتأمل ان يلقي هذا المؤتمر الضوء على انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وبين رئيس الوزراء ان بلورة رؤية مستقبلية وبناء بنية تحتية من مختلف القطاعات وازالة الانتهاكات والتخطيط للمستقبل والحفاظ على البيئة كأساس للدولة المستقلة، وبين ان فلسطين تواجه احتلال يقوم بالاعتداء على البيئة من مختلف المناحي من مصادرة مياه واراضي وبناء جدار وقطع اشجار وتلوث للاجواء الفلسطينية بالاضافة الى ان الحواجز العسكرية المنتسرة في الضفة الغربية زادت من حدوث التلوث كما ان المستوطنات تشكل مشكلة رئيسية للبيئة الفلسطينية، وتحديدا في المناطق المصنفة "ج" والتي لم يعد من المقبول بقائها تحت سيطرة الاحتلال كما بين ان هذه المنطقة هي اساس التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة لما فيها من مصادر مختلفة، كما نوه الى مشكلة بيئية اخرى تتمثل في تقليص مساحات الغابات وتجريفها لاقامة مستوطنات عليها، وكذلك بين ان الاراضي الفلسطينية تعاني من شح في المياه العذبة منذ عام1967 لان الاحتلال يسيطر على المياه في نهر الاردن وبالتالي فان 18% من استلاك المياه للفلسطينين و82% يذهب للاسرائيليين وقد فاقم من ازمة المياه في فلسطين عدم التزام الاسرائيلين بالاتفاقيات الدولية وعدم السمح بحفر الآبار في مناطق مختلفة في الضفة الغربية.

وبين الدكتور فياض ان الطرق الالتفافية وغياب التواصل الجغرافي اثر سلبا على امكانية تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، بالاضافة الى مخلفات المستوطنات ومخاطرها وبين د. فياض ان تضافر الجهود الاهلية والرسمية وتطوير الوعي البيئي يساعد في الحفاظ على المصادرالبيئية للاجيال الحالية والاجيال القادمة. وطالب بالعمل على وقف التدهور وحماية البيئة وتفعيل السياسات والقوانين للحفاظ على المصادر وحماية المحميات الطبيعية والتنوع الحيوي وترشيد استخدام المصادر البيئية ووقف انجراف التربة.

وفي ختام كلمتة بين د. فياض ان هذا المؤتمر فرصة لدعم البحث العلمي والحفاظ على البيئة والعمل على بناء التنمية العمرانية و الانسانية.

بعد الجلسة الافتتاحية افتتحت اعمال جلسات المؤتمر التي كانت المجموعة الاولى فيها حول السياسات والتشريعات والنظم البيئية والبيئة والتنمية المستدامة حيث ترأسها د. زياد الميمي وكان مقررها لواء ركن متقاعد واصف عريقات د.جاد اسحق، وعبير صفر من معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) ببحث بعنوان " استدامة بيئية نحو حياة أفضل أسلوب بحثي متكامل لتوطين جدول أعمال القرن 21 في محافظة بيت لحم" .

وتحدث د.عمر دراغمه من وزارة الزراعة ببحث بعنوان "نحو زراعة مستدامة، ادارة التربة الخصائص الهيدروليكية كما تحدث م.عصام نوفل من وزارة الزراعة ايضا في بحثه عن " التنمية الزراعية نحو بيئة مستدامة"، وبعد ذلك القى أ. قاسم عبده من وزارة ازراعة بحث بعنوان "بدائل ادارة الجفاف الزراعي" وتقدم أ. مراد منذر مدني بورقة عمل بعنوان "تشريعات النفايات الصلبة في فلسطين الواقع والاحتياجات التشريعية" وهو من سلطة جودة البيئة، اما د.محمد شلش من جامعة القدس المفتوحة –الخليل فقدم بحثا "بعنوان رؤية الشريعة الاسلامية ومنهجها في الحفاظ على البيئة"، وختم الجلسة الاولى أ.سامر العقروق من جامعة النجاح الوطنية بالتشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة في فلسطين البيئة كمفهوم وحق من حقوق الإنسان وانتهاكات الاحتلال للبيئة الفلسطينية.

اما المجموعة الثانية بعنوان "نوعية المياه والادارة البيئية" فاشتملت على جلستين الاولى ترأسها المهندس مازن كتانة فيما كان مقررا لها م.ابراهيم عطية. وتناولت اوراق عمل للدكتور عصام الخطيب وأ.عادل السلايمة من جامعة جامعة بيرزيت وبلدية الخليل حيث قدما بحثا بعنوان "نوعية المياه المجمعة من مياه المطر في مدينة الخليل" اما د. مروان حداد ود. نعمان مزيد وأ.عادل عبد الله من جامعة النجاح الوطنية فعرضوا بحثا حول "تقييم معالجة واعادة استخدام الزراعة المباشرة بالمياه العادمة" اما د. عبد الحميد البرغوثي من معهد أبحاث السياسات الاقتصادية فكان له بحثا بعنوان "نحو ادارة فعالة لنبع عين السلطان في اريحا".

واختتم الجلسة الاولى في المجموعة الثانية د. عصام الخطيب من جامعة بيرزيت ببحث بعنوان إدارة النفايات الطبية في الضفة الغربية وقطاع غزه: معوقات وحلول.

اما الجلسة الثانية في المجموعة الثانية التي كان رئيسها م.قاسم عبده ومقررا لها د.محمد حميدي فقد تحدث فيها د. محمد نواهضة المهندس سيمر الشنطي من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في رام الله عن "تأثير التراجع العمراني على البيئة حالة دراسية لمدينة قلقيلية" فيما تحدث كل من م.ازل سرحان ود.محمد حميدي من المركز الفلسطيني الفرنسي ود. بيير اندريوكس من جامعة باريس ببحث مشترك حول "دراسة تلوث المياه الجوفية والتربة باستخدام الطرق الجيوفيزيائية".

وختم الجلسة الثانية د. ياسر شاهين من جامعة فلسطين الاهلية ببحث البعد البيئي للمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص الفسطيني.
واشتمل المؤتمر على معرض للبيئة شاركت فيه عدد من الشركات والمؤسسات.

يذكر ان المؤتمر يستمر حتى الخامس عشر من هذا الشهر الحالي .