المنتخب الوطني بحاجة لانبعاث جديد ورأفت عياد ووادي والعبيد قصة نجاح
نشر بتاريخ: 14/10/2009 ( آخر تحديث: 14/10/2009 الساعة: 16:59 )
بيت لحم - معا - تقرير: محمد اللحام - قدّر لي شرف مرافقة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم مع زملائي ضمن الوفد الاعلامي المرافق لرحلة المنتخب الفلسطيني للامارات، والتي استمرت لأيام معدودة، الا انها تستحق التوقف بغرض التقييم والتقويم لما لها من اهمية ولاعتبارات عديدة تكمن في بداية امل للعودة لسكة الانجازات. فما جرى هناك في دبي يمكن البناء عليه.
المدرب الجديد وطينة من حديد
المدرب الجزائري الفرنسي موسى البزاز خاض اول مباراة له كمدرب مع المنتخب بعد ان تابع جولات الدوري واختار بمحض ارادته هذه المجموعة، الا ان الوقت لم يسعفه كثيراً بالوقوف على مستوى المحترفين بالخارج والذين التحقوا متأخرين بالمعسكر التدريبي بالاردن بعد الضغط على انديتهم، الا ان الملاحظ ان الرجل يمتلك الحكمة والحدة في التعامل وشاهدته كيف يمنع احمد كشكش من التوجه للمتجر بجانب الفندق لشراء غرض وقال له (ممنوع ان كنت تريد شيء فإن اي اداري يحضره لك اما ان تخرج انت فهذا ممنوع) وايضاً كاد ان يحرم احد اللاعبين من النجوم من المشاركة في المباراة ليس لانه لم يلتزم بالتدريبات بل لانه لم يلتزم بالخروج للتسوق كما هو منصوص عليه في البرنامج وبقي نائماً في الفندق.
والبزاز يجمع بين المدير الفني والمدرب، بالرغم من الفصل بينهما في العلم الحديث، الا ان الرجل لا يكتفي بالمراقبة والتمحيص بل يتوسط الميدان ويعيد الركنية عشرة مرات مع تعليمات للهجوم والدفاع في التعامل مع اللحظة.
والجميل ان الرجل واثق من عمله ولا يسمح بالتدخل الا فيما هو ضرورة ضمن الاختصاص، وعند سؤالي لأكثر من لاعب عن رأيهم في البزاز؟ عبروا عن الاعجاب بإسلوبه وتفكيره، لدرجة ان احدهم قال لي: "لأول مرة اشعر انني امام مدرب يمتلك شيئا مختلفا وله قدرة على التأثير".
الدوري والاحتراف والاثر في الامارات:
من خلال متابعتي لبعض التدريبات للمنتخب بالاضافة للمباراة، كان واضحا تماماً اثر انتظام الدوري على تطور مستوى اللاعبين، الا ان ذلك غير كاف فهناك نجوم في الدوري الا ان اداءهم كان متواضعاً وهم وبكل صراحة غير مؤهلين للعب مع المنتخب ويبدو انه ليس شرطاً ان تكون نجماً مع ناديك لتكون نجماً في المنتخب، واثبتت المباراة التواضع الشديد لبعض النجوم في حين كان البعض الاخر يتألق في موقعه وابرز هؤلاء النجم المظلوم اعلامياً رأفت عياد الذي يستحق التقدير والاعجاب وهو من طينة الكبار ويلعب بروح عالية جداً وبإنتماء وحرارة ولياقة ولباقة بالاضافة للأخلاق والادب والهدوء، مما يؤهل رأفت للنجومية أكثر وأكثر ان حافظ على مستواه وطور اكثر من قدراته.
اما النجم اسماعيل العمور فقد كان حديث رجال الاعلام والمراقبين في استاد الوصل الاماراتي اثناء وبعد المباراة، للمستوى الطيب الذي قدمه وللقدرات الجيدة التي اظهرها بتحركاته وسرعته وذكائه.
اما صاحب القدم المدفعية حسام وادي، فقد أذهل الحضور بقوة قذائفه تجاه المرمى حين باغت الحارس الاماراتي بكرة قوية ارتطمت بالعارضة ولو قدر لها ان تلج المرمى لما حرك الحارس لها ساكن لانه اكتفى فقط بالنظر لها وكرر المشهد اكثر من مرة، هذا عدا عن تحركاته وجهوده الوفيرة في الوسط والجوانب.
سليمان العبيد لاعب يشع بالذكاء وهو صاحب نكتة وفاكهة المنتخب في الترحال والتدريب ودائم الابتسامة والتفاعل ( نقشة رأس ) وفي الملاعب كان اللاعب الاكثر قدرة على المحاورة والمناورة واختصار المسافات وتوفير الكرات للزملاء، ولكنه ورغم سرعته الا انه بحاجة لزيادة منسوب اللياقة ليصبح من ابرز النجوم مع عدم التقليل من نجوميته ومهاراته التي خدمت المنتخب وبعض اللمسات الصغيرة قد تجعل طريق الاحتراف الخارجي معبدة امام العبيد.
المحترفون:
رمزي صالح بجاهزية عالية وتطور واضح على ادائه لعامل الخبرة كحارس لموسم كامل مع الاهلي المصري النادي الاكبر والابرز والاقوى في الشرق الاوسط وافريقيا.
اما الفهد العتال فانه يستحق دوما التقدير والاشادة وكان صاحب المساهمة الحاسمة والفاعلة في صناعة الهدف عندما استبسل وخلص الكرة قبل الحارس الاماراتي ومررها لكشكش الذي لفها اتجاه المرمى لترتد لقدم العمور المتقدم مودعا اياها حلق المرمى.
كشكش لا يزال كما هو في حالة من التمايز الا ان العمر القصير للتجربة الاحترافية مع الوحدات لا تظهر اي تغيير على مستواه.
بينما البهداري- وما شاء الله- فقد ادى مباراة طيبة ومستوى مريح. وفادي لافي لا يزال صائماً بالرغم من تحركه بدون كرة اكثر منه معها، وهذا دليل عقلية احترافية الا ان الجمهور يطالبك يا فادي بهز الشباك ايضا.
ماجد ابو سيدو لاعب خلوق الا ان الاخلاق لوحدها لا تكفي ووجوده بدون نادي منذ اشهر طويلة يتسبب في هبوط مستواه وخاصة اللياقة البدنية.
الانبعاث المطلوب
بالرغم من التعادل العادل امام الامارات الا ان فجوات وهفوات ما زالت قائمة في صفوف المنتخب وفي كل الخطوط تقريباً والمعاناة الابرز في خط الدفاع يساراً ويميناً وكذلك في حشوة الوسط ونحن بحاجة ماسة لدكة احتياط مؤهلة وجاهزة لان المباراة اثبتت فقر شديد في البديل المناسب ليتراجع الاداء في الشوط الثاني وينحصر اللعب في منتصف ملعبنا الذي شق فيه هجوم الامارات شوارع وبفرص خيالية لو استغلت لكانت الهزيمة من نصيبنا.
ونحن لا نقلل من الجهد والاداء ولكننا نحذر من النقص الحاصل في صفوف المنتخب، وتلك الدكة الاحتياطية الفقيرة والتي لا توفر البديل المناسب وهذا كان جليا في الشوط الثاني من المباراة وعليه يتوقع ان تشهد تركيبة المنتخب تغيرات جذرية في المناسبات القادمة دون نسيان العمل اكثر على الاستعانة بالدوري وافرازاته الجيدة وبالمحترفين ممن لم يستدعوا حتى اللحظة وخاصة في الدوري المصري والدوريات العالمية.
الجالية الفلسطينية في الامارات نموذج رائع
اثبتت الجالية الفلسطينية في الامارات حسن الانتماء للوطن من خلال الترتيب والتواصل، وهي التي عملت عبر لجانها المنتخبة على دعوة الجمهور وتنظيمه، فالجالية لديها لجان موزعة على كافة التخصصات التي تخدم الجالية والقضية الفلسطينية ومشكلة من كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الفلسطيني ومتوحدة تحت العلم الواحد.
وكانت المفاجأة بأن الجماهير الفلسطينية كانت وحيدة تغرد وتهتف ليس لفلسطين فحسب، بل وتشجع وتهتف للامارات وللعرب بأسلوب حضاري قومي انساني جميل، في حين غابت الجماهير الاماراتية بينما قدر لي ان احضر مباراة المنتخب الفلسطيني مع الصين في الاردن حين حضرت يافطات المؤازرة وغابت الجماهير.
دفء اللواء مع الابناء
لوحظ العلاقة الابوية الدافئة بين اللاعبين ورئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب الذي يستمع بهدوء غير معتاد اصلاً لكافة الاحاديث التي تختتم بالعادة بمداعبة او قفشة ضاحكة تضفي على العلاقة روح ابوية واخوية دافئة ومريحة.
مجلة الاتحاد والاعجاب
هل هذه المجلة تصدر في فلسطين هكذا كان لسان الحال لدى رجال الاعلام في الامارات والجالية الفلسطينية والذين تلقفوا العدد الخامس بينهم وسعادة مجبولة بالاستغراب والاعجاب بشكل واخراج وتنوع المجلة مقارنة بالظروف المعاشة في الاراضي الفلسطينية حيث تصدر بينما لا تمتلك مؤسساتهم في دولهم المرتاحة نسبيا مثل هذه المجلة وكان الاعجاب ايضا لحجم الاعمدة والمشاركات التطوعية من قبل جموع الاعلاميين الفلسطينيين في المجلة.