د. قطم: تأجيل جولدستون مؤسف ولا مفر من الوحدة
نشر بتاريخ: 14/10/2009 ( آخر تحديث: 15/10/2009 الساعة: 09:21 )
بيت لحم - معا - وصف القيادي في حركة فتح د.علي قطم نزال المغترب في الولايات المتحدة الامريكية تأجيل مناقشة جولدستون بالمؤسف داعيا الرئيس عباس لتوضيح اسباب التأجيل وملابساته.
ودعا قطم حركتي فتح وحماس للتوقيع على اتفاق المصالحة لاخراج الحالة الفلسطينية من النفق المظلم الذي دخلت فيه.
وفيما يلي نص المقابلة:
كيف تتوقع مسار المصالحة الوطنية؟
اتمنى من جميع الفصائل ان تضع المصالحة الوطنية فوق كل مصالحها الحزبية، وان توقع على اتفاق المصالحة في القاهرة لان هذا مطلب جماهيري وفي صالح الوحدة الداخلية لكي نقف جميعا صفا واحدا امام تحديات الفترة الراهنة، وفي غياب هذه المصالحة سنظل ننزلق نحو الهاوية وتظل اسرائيل مستمرة في تنفيذ برامجها التوسعية الاستيطانية.
كيف سيؤثر تأجيل مناقشة تقرير جولدستون وتشكيل لجنة تحقيق على الحوار، ان كان له اثر؟
انه لمن المؤسف تأجيل مناقشة تقرير جولدستون بمعزل عن اخذ رأي الشارع الفلسطيني ومؤسساته الشرعية لذلك ارى انه لزاما على الرئيس محمود عباس ان يوضح للجميع اسباب هذا التأجيل وملابساته حتى يضع حدا لهذا الجدل في الساحة الفلسطينية.
فلقد رأينا كيف اخذت بعض الفصائل ومنها حماس وغيرها قرار التأجيل كذريعة لتأجيل الحوار مع انه كان اجدى لو كان لديها حرص على وحدة الصف الفلسطيني الاسراع في التوقيع على المصالحة واجراء الانتخابات.
وكذلك رأينا بعض الشخصيات الفلسطينية ممن يصطادون في الماء العكر يطلقون الخطابات والصيحات المنددة بقرار التأجيل فقط لكي يسجلوا موقفا ما، مع ان معظم هذه الشخصيات ليس لديهم ما يطرحون في سبيل الخروج مما يعاني منه الشارع الفلسطيني والمواطن بشكل يومي، الا زيادة الطين بله وتأجيج الوضع الذي لا يساعد في تضميد الجراح والمضي قدما في تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.
هل ستستغل حماس هذه النقطة "جولدستون" لتأجيل جلسة الحوار؟
للاسف، رأينا كيف تزايد حماس اعلاميا وتحاول تأجيل الانتخابات لاي سبب، لذلك ارجو واتمنى منهم رأب الصدع وتوحيد الصف بالتوقيع على المصالحة واجراء الانتخابات.
لانه من غير المعقول ان يظل الشعب سجينا ورهينة في يد حماس او اي فئة اخرى تريد التلاعب وتأجيل الانتخابات لاهداف حزبية ضيقة ومصالح فئوية باختيار الشعب لممثليه وهو حق لكل فرد وواجب وطني وديني وانساني.
هل ترى تغييرا في حركة فتح بعد مؤتمرها السادس؟
للاسف لم ارى اي تغيير حتى الان في حركة فتح بعد المؤتمر السادس وما زال المواطن الفلسطيني وبالاخص الفتحاوي ينتظر.. لا يوجد تغيير فعلي في القيادة ولا في الطرح ولا في اسلوب العمل، فلقد عادت "ريما لعادتها القديمة" كما يقال، وكان يجب ان تطعم القيادة بالدم والروح الشابة الجديدة مما يجلب اسلوبا وتعاطيا جديدا مع معطيات وقضايا الشعب وخير مثال على ذلك، تأجيل مناقشة تقرير جولدستون، فهذا هو اول اختبار لهذه القيادة الجديدة، ارجو من هذه القيادة ان تنظر الى مسارها وتبدأ في عملية التغيير والاصلاح التي يريدها الجميع.
كفلسطيني مغترب، كيف ترى زيادة ظاهرة هجرة الشباب الفلسطيني ورؤس الاموال الى الخارج؟ الى اين نصل في ظل ازدياد ظاهرة البطالة؟
انها من اهم الظواهر الجديدة بالدراسة ويجب العمل على وقفها، لانها تصدر العقول والخبرات الى الخارج في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة لهم، فالمجتمع الدولي يعمل على تحضير هذه الكوادر بالغالي والنفيس ولا نريد خسارتهم للخارج واكبر دليل على ذلك هو هجرة حوالي 250 الف شاب فلسطيني الى خارج الوطن منذ الانتفاضة الاولى وان حوالي 70% من الشباب في قطاع غزة يريدون الهجرة الى الخارج اذا سنحت لهم الظروف.
فهذا ما تريده اسرائيل تفريغ الشباب المثقف والعامل القوي من ارضه للاسف هذا الوضع غير مدرج على اولويات الساسة الفلسطينيين.
وان شاء الله اذا توفرت الفرصة المناسبة سأعمل للتحضير لمؤتمر عام يعالج هذه المشكلة ويضع لها حلولا.
ماذا استفادت اسرائيل من الضجة الاعلامية من تأجيل تقرير جولدستون؟ وهل استغلت الفترة؟؟
اسرائيل هي الرابح الاكبر من قرار تأجيل مناقشة تقرير جولدستون لانه سابقة قضائية مهمة جدا عندما سيلاحق قادة اسرائيل قضائيا في دول العالم لذلك في ظل التراجع السياسي الفلسطيني والعربي يصبح القضاء العالي من اهم طرق الضغط على دولة اسرائيل وسيفكر قادتها مليا في اي عمل اجرامي من هذا النوع، وللاسف لم نستغل قرار محكمة العدل بالنسبة لجدار الفصل العنصري بالشكل المطلوب وها نحن نضيع الفرصة لتقرير جولدستون، فهذه قرارات مهمة جدا لقضيتنا في المحافل الدولة وخصوصا في ظل الضعف العربي والاسلامي.
كيف تفسر استمرار الاستيطان بعد لقاء نتنياهو الاخير بالرئيس عباس في نيويورك؟؟
في ظل الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والضعف العربي والاسلامي وغياب موحد لكل هؤلاء يصبح الضغط على اسرائيل وامريكا لتجميد الاستيطان مطلب بدون قوة.
فقادة اسرائيل يستغلون وجود رئيس امريكي جديد يتلمس بدايات طريقه والاهم من ذلك ان ما يجب ان يعرفه السياسي الفلسطيني والمواطن على حد سواء هو ان القرار في الولايات المتحدة الامريكية ليس بيد الرئيس اوباما لوحده بل هناك مراكز قوى مختلفة في الكونغرس ومؤسسات مدنية اخرى تعمل مجتمعة على اتخاذ القرار وليس كما هو الحل في بلادنا العربية ان القرار بيد شخص واحد وهو الرئيس.
لذلك نحن لا نفهم هذه المعادلة الامريكية بشكل صحيح كما يفهمها الاسرائيليون لذلك نرى الرئيس اوباما يريد ان يوقف الاستيطان ولكنه لا يستطيع.
كيف ترى فوز اوباما بجائزة نوبل للسلام 2009؟ هل حقق شيئا؟ وهل اسرائيل قلقة من ذلك؟ وهل سيغير اوباما بعد الجائزة من سياسيته، سلبا ام ايجابا؟
اعتقد انه من المبكر حصول الرئيس اوباما على هذه الجائزة فحتى الان لم نرى منه سوى الاقوال بلا شك انه افضل من سلفه ولكنه يظل في نهاية المطاف هل سيترجم اقوله الى افعال ويضع نفسه على المحك، هذا هو السؤال..؟
ارجو ان يكون منحه هذه الجائزة حافزا له يأخذ القرارات التي يريدها العالم بالنسبة لنا بالتحديد اعتقد ان اول اختبار له هو قرار الاستيطان.
كيف تفسر تصاعد وتيرة الاعتداءات على الاقصى في الفترة الاخيرة؟
ان تصاعد وتيرة الاعتداءات على المسجد الاقصى وعمليات التهويد المستمرة في القدس هي نتاج كما قلت سابقا الضعف الفلسطيني والعربي وعدم وجود موقف اسلامي وعربي موحد ليقف في وجه الاقصى غير اهل بيت المقدس وفلسطين، فالجميع يجيد الكلام بلا فعل ومظاهرات، فالى متى نترك ابنائنا في القدس يدافعون لوحدهم الى متى.
يجب ان ندعمهم بكل الوسائل المتاحة وخصوصا لكي يقفوا امام سياسات التفريغ والملاحقات المالية لهم من قبل اسرائيل التي تحاول ان تنهكهم اقتصاديا وتمنع عنهم فرص التعليم والعمل لكي يهاجروا وكذلك ان حالة الانقسام الفلسطيني تسهم في اعتداءات اسرائيل، لذلك وجب على الفصائل الفلسطينية ان توقع على المصالحة من اجل المسجد الاقصى والقدس، فلقد دعوت الى ذلك قبل اشهر ولكن لا حياة لمن تنادي، فنحن مشغولون بالاقتتال الداخلي والصراع على كراسي الورق والقدس تهود والاقصى يدنس ونحن في اجتماعات رقممليون في القاهرة، الا تخجل هذه الفصائل من هذه الاجتماعات امام الشعب الفلسطيني.
كيف ترى الجولات المكوكية لجورج ميتشل في المنطقة؟؟؟ هل ستأتي بنتيجة؟
جولات ميتشل في المنطقة محاطة بالسرية فلا نعرف حقيقة ما يجري او ما يدور في هذه الجلسات وما تقدمه الادارة الامريكية وهذا هو اسلوب عمل جوج ميتشل يحيطه التكتم التام.
في نهاية المطاف لا بد ان يعلن الامريكان عن نتائج هذه الجولات فهو سياسي محنك ومن الخبراء في ادارة الصراعات كما نعلم في تحقيقه المصالحة في ايرلندا الشمالية.
قبل ان اطلق حكمي على هذه الجولات يجب ان ننتظر حتى يعلن ميشتل عن نهاية مهمته.