الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا *بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 15/10/2009 ( آخر تحديث: 15/10/2009 الساعة: 20:53 )
وها هو دورينا يتأهب لمعاودة فعالياته على مستوى الممتازة أ، ولعل فترة التوقف كشفت عن مدى ما يوجده دوران عجلته من حراك على كافة المستويات ، وحال دورينا بين ما كان في الزمن الغابر وما آلت إليه أموره من دوران جرّاء ما بعثه الاتحاد بقيادته من نبض في شرايين الكرة ، دورينا يعود لتعود الإثارة من جديد.

البيرة والخضر ..على المحك
فريقان يحظيان بالاحترام ولكن مردودهما في الجولات الستة الأولى لم يكن بالمستوى المأمول ليتراجع المردود ، ولعل الدرس الذي يجب استلهامه يتمثل في أخذ العبرة من أن التاريخ لا يشفع ، وأن اللاعبين مطالبون بإعادة الاعتبار لفريقين ظلا على الدوام في طليعة الفرق الكروية .
ما يجمع الفريقين مع معاودة الانطلاقة التجديد في المدربين ، والمدربان الجديدان مطالبان بترك بصمتهما والتجديد في النتائج ليعاود الفريقان التشبث بأمل البقاء ، والوقت لم ينقض بعد ، لكن البيرة مطالب بحل العقم الهجومي والترهل الدفاعي ، والخضر مطالب بوضع حد لتفكك الدفاع وهفواته القاتلة وتمتين عرى خط الوسط التائه .
الفريقان أيضا يحظيان باحترام الشارع الرياضي ، وبعلاقتهما التاريخية مع مكونات العمل الرياضي ، وحالهما لا يسرّ عدوا ولا صديقا ، والأسبوعان القادمان هما اللذان سيكشفان عن الوجه الحقيقي للنوايا فهل ستكون : عودة واستدراك أم مواصلة النزيف والارتباك ؟؟؟؟

الحسم حصل لكنه لم يكتمل
هذا أبرز ما جادت به قريحة فترة التوقف ،حيث القرارات القاضية باستكمال مباريات الثقافي والمركز ، وصور باهر وجنين ، وستكون قضية استكمال المباريات ونتائجها مؤشرا على وضع الفرق المتبارية لا سيما وقد استعاد الثقافي والمركز بريقهما ليواصلا الطريق نحو التمركز في خماسي القمة ، وبالتالي ستعاد المباراة بعيدا عن حساسية التراجع في المراكز بعد أن وطّن الفريقان نفسيهما وسط الكبار .
ما يسجل هو عدم اكتمال الحسم ،فقد كان متوقعا البت في مصير مباراة العميد وبيت أمر على صعيدين :
أولهما وأهمهما : اشتراك مثير للجدل لحارس مسجل في صفوف الأول ضمن الثاني ، والتخبط الذي رافق المباراة من حيث نزول الحارس ثم خروجه لتكون سابقة قلما يشهدها أي دوري .
ثانيهما : تخبط الحكم الذي أدار اللقاء ، والإداري الاتحادي الذي سجل ثم اتصل ، سجّل الحارس ثم عاود الاستدراك متناسيا أن الأمور لا تدار بهذه الطريقة .

الفئات العمرية ..والتغييب
مفارقة غريبة يشهدها دورينا وواقعنا الكروي ، وأعني بها الاهتمام بالفئات العمرية على صعيد المنتخبات وإهمالها على صعيد الأندية والمسابقات ، ليضاف هذا التهميش لما عززته توجهات الأندية من استقطاب للاعبي التعزيز دون اهتمام بترفيع لاعبين من الفئات المساندة للفرق المشاركة في الدوري ، وهو ما أصاب هؤلاء الصاعدين في مقتل .
المطلوب تنظيم مسابقات خاصة إجبارية للفرق العمرية ، وتوظيفها للاهتمام باللاعبين الصاعدين من جهة ، وبالحكام المستجدين من جهة أخرى بعد أن كشف أداء الحكام عن احتياج فعلي لرفد الدوري بحكام جدد ، ففي ظل عدم التجديد في الحكام باتت المنهجية عدم محاسبة أي حكم يخطئ ، وهنا لا نقلل من شأن الحكام المبدعين الذين قادوا العديد من المباريات بكفاءة واقتدار .

هلال أريحا والبيرة والعقبة وجلد الذات
هذا هو الوصف الأنسب لفرق ينطبق عليها قول الشاعر:
كالعيس في البيدا يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
فهذه الفرق ظلت المرشحة الأبرز دوما للعب على أرضها ، ومع هذا لم تلعب حتى اللحظة ، فملعب أريحا مجمّد لأسباب يقال أنها ترتبط بمناكفة الاتحاد ، ومن يدفع الثمن هما فريقا أريحا: الهلال وعقبة جبر ، وعلى نفسها جنت براقش .
أما ملعب البيرة فهو ضحية المماطلة والتراخي والتسويف ، والملعب الذي من المفترض أن يكون شاهدا على تجميع أصحابه للنقاط بات معطلا ، وعلى البيرة ألا تلوم إلا نفسها في حال كان الثمن استمرار نزيف النقاط .
مرة أخرى ، هذه الفرق تعاني ، وهي تعاني من ظلم ذوي القربى ممن تعاملوا معها بمنطق آل بها إلىملعب مبارياتها خارج أرضها لتغدو مسيرتها معطوبة بفعل التراخي لا بفعل العقوبة .

الجدعان: مبكرا كسبوا الرهان وكذا سلوان
ثبات في النتائج ، وتسيد للمشهد باقتدار ، وانطلاق من وضوح الرؤيا وتحديد الأهداف ، هذا هو حال الجدعان وسلوان ، فالأول حطم الأرقام وتسلح بالعزيمة ليظل بمنأى عن الهزيمة وسط أداء رجولي وتكتيكي ، فالفن وحده غير كاف والروح هي التي تصنع الإرادة ، وما قدّمه الجدعان دلالة على استيعابهم درس السقوط والرد بأبلغ الجمل التكتيكية والفنية ، والتنوع في الهدافين .
سلوان هو الآخر ، انطلق وعبّر عن جهود إدارته وحنكة مدربه الجامع بين المؤهل الأكاديمي والخبرة الرياضية العملية ليسجل الفريق انتصارات متتالية حطّت به في القمة ، ولعل وجود هداف من طينة حسام زيادة أضاف للفريق رونقا جديدا علاوة على صفقة ناجحة لم يتنبّه لها الكثيرون تمثلت في وجود شادي حرب حيث يجب أن يتواجد لحظة الحسم ليسجل هدفين قاتلين للفريق منحاه ست نقاط في منازلات صعبة.

عناوين للأسبوع
الأمعري ينشدها لاستمرارية الاستئثار ، والعبيدية لتأكيد أنه قادرة العودة باقتدار
الخضر والعميد : الأول لمفارقة القاع ، والثاني للتذكير بأنه قادر على الإقناع
الوادي والمكبر : استفاقة النسور الطامحة للتحليق تصطدم بنوايا بطل يخشى الغريق
الهلال والسمران : غرابة الاستهلال وسوء الطالع : قاسم مشترك ، فماذا سيقولان في السابع؟؟؟
البيرة الجريح وبيت أمر ملك التعادلات ، مباراة لفريقين كلاهما يبحث عن الذات
الثقافي والغزلان : العنابي بانتصارات عطرها يفوح ، والغزلان للتعبير عن عودة الروح
هذه عناوين مقترحة تنم عن تباين الوقائع لدى كل فريق ، والتشابه في الطموح ، مع تمنيات بأن تعكس الجولة القادمة تميزا في الأداء وروعة في السلوك ، وحكمة في التحكيم ، والتزاما من الجماهير ، وهي كلها مقومات لنجاح دورينا.