لا يصنع المجد إلاّ كل ذي همم *بقلم : وليد خرمه - نابلس
نشر بتاريخ: 15/10/2009 ( آخر تحديث: 15/10/2009 الساعة: 21:29 )
في خمسينيات القرن الماضي أسس مركز الشباب الاجتماعي في مخيم بلاطة أسوة ببقية مراكز الشباب في مخيمات اللجوء ، وكان هذا الصرح منذ تأسيسه نجماً مضيئاً وجبلاً شامخاً أثبت وجوده في شتى الميادين وعلى كافة المستويات فكان بطلاً في كل شيء وإن لم يكن البطل فكان منافساً وحاضراً ... ففي كرة القدم حصد البطولات وازدحمت خزائنه بالكؤوس والدروع ... وفي كرة السلة حدث ولا حرج فكأس بطولة مراكز الشباب في المملكة خير شاهد على ذلك ... وفي كرة الطائرة فبطولات وصواعق الضفة والقطاع تشهد عليها صالات الطيرة وملاعب بيتر ناصر وجباليا والشجاعية ... ولا ننسى الألعاب الأخرى كتنس الطاولة وكرة اليد ... هذا في المجال الرياضي ، ناهيك عن مجالات العمل الأخرى التي سارت جنباً إلى جنب مع الأنشطة الرياضية كالأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها ... ولم يكن ذلك يتحقق إلاّ على أكتاف رجال بمعنى رجال نذروا أنفسهم لخدمة هذا الصرح وهذا المخيم المعطاء فوصلوا الليل بالنهار وضحوا بالغالي والنفيس ولم يبخلوا بجهد أو وقت أو مال فكان لهم ما أرادوا حتى أصبحت سمعة واسم مركز شباب بلاطة في كل مكان .
الحياة كرّ وفرّ فيها المصاعب والشدائد وفيها والفرح والسرور ، فالإنسان يمرض ولكنه بقوته وإرادته وعزيمته يقاوم المرض والحصان قد يتعثر لكنه سرعان ما يقف على قدميه ناهضاً رافعاً رأسه ويعود للسير بخطى ثابتة ... ففي العام الماضي وبعد سنين الانتفاضة وتعطيل الأنشطة والمسابقات ، بدأت الحياة تعود من جديد إلى أنديتنا ومراكزنا وملاعبنا وكان من ضمنها الدوري التصنيفي بكرة القدم ، وكان ما كان في هذه الدوري في حلوه ومره وشاءت الظروف المحيطة بفريق بلاطة أن يهبط إلى مصاف الدرجة الممتازة (ب) وأن يكبو هذا الحصان وأن يصاب هذا الجسد بالمرض ، لكن جهاز المناعة لم يستسلم وقاوم المرض وعض على جراحه وما هي إلاّ أشهر قليلة وإذا بالجسد يعود إليه عنفوانه وإذا به أقوى مما كان وإذا بالدماء تجري في العروق ... وإذا بالأرض عاد إليها خضارها وبدأ الزرع ينبت وبدأت الأشجار تثمر من جديد ... وهكذا عاد الجدعان إلى سابق عهدهم الذي اعتادوا وعودونا عليه ... عادوا ليحافظوا على إرث الماضي وليكتبوا من جديد صفحات مجد اسمها مركز شباب بلاطة ، كتبت بأيدي مخلصة منهم من قضى نحبه وأصبح في عالم آخر ومنهم من تنحى جانباً ومنهم ما زال يقود هذه السفينة .
وأنا كنت ممن عشق هذا المركز منذ نعومة أظفاري وعملت فيه في مجالات ومراكز عديدة ، ومن خلال متابعتي للفريق الحالي توسمت فيه الخير ، وأقول لعناصره يا من عملتم على إعادة النور إلى صفحات عز ومجد بلاطة ... يا من أعدتم البسمة إلى شفاه جماهير وعشاق المركز ... يا من أشعلتم مدرجات ملعب قلقيلية ونابلس وفيصل الحسيني والخضر طرباً من حناجر عشاقكم المتعطشين لهز الشباك الذين هبوا كالسيل الجارف كبيرهم قبل صغيرهم وراء فريقهم المحبوب الذي عشقوه وهتفوا له بلاطة العز والله العز بيلبقلك ، يا من أعدتم إلى الذاكرة أيام الزمن الجميل ... أيام الصولات والجولات والكؤوس والبطولات ... أيام كأس فلسطين . وأقول لكم سيروا على بركة الله وحافظوا على إنجازاتكم وقدموا المزيد من الجهد والعطاء وتمسكوا بأخلاقكم وسيرتكم الحسنة ، وإلى جماهيركم أقول هاهو فريقكم المحبوب يعيد لكم البسمة والأمل بالعودة إلى المكان الطبيعي لبلاطة بين الكبار كما كان وسيظل وسيبقى بإذن الله وعليكم التمسك بالأخلاق والروح الرياضية التي عهدناها فيكم .