السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير "شهاب" يحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير داخل السجن

نشر بتاريخ: 18/10/2009 ( آخر تحديث: 18/10/2009 الساعة: 15:08 )
غزة- معا- "المراقب إلى الأسرى والسجون يجدها مدارس وجامعات، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلى مثقف يحب المطالعة والمتعلم يتوسع في دراسته، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث، ويتخصص في مجالات يميل إليها.

وهذا ما حصل مع الأسير عبد الرحمن ربيع شهاب "أبو بلال"- من مواليد بلدة جباليا المتواجد الآن في عزل سجن هداريم- الذي نال درجة الماجستير في مجال علم الاجتماع والتاريخ الديمقراطي من الجامعة المفتوحة في إسرائيل.

وأكد مركز الأسرى للدراسات أن الأسير شهاب والمحكوم مؤبد "مدى الحياة" من قيادات حركة الجهاد الإسلامي والحركة الوطنية الأسيرة في السجون، وقد دخل السجون لم يحمل أي شهادة أكاديمية فحصل على الثانوية العامة وانتسب إلى الجامعة المفتوحة في إسرائيل بعد الموافقة عليها في العام 1992 في أعقاب إضراب الأسرى المفتوح والمطالبة بالتعليم الجامعي.

يذكر أن عبد الرحمن شهاب "حافظ للقرآن الكريم بكامله" وله مؤلفات ومحاضر داخل السجن للجلسات الثقافية التنظيمية والاعتقالية ، وهو أحد عمداء الأسرى حيث اعتقل في بداية الانتفاضة الأولى ، أمضى 21 سنة منها ثلاث سنوات في العزل وفي معظم السجون ( النقب , بئر السبع ,عسقلان , جلبوع , نفحة الصحراوي) والآن يقبع بقسم رقم 3 بسجن هداريم بجانب قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي.

وأشاد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات بالإرادة الصلبة والعزيمة القوية التي يتمتع بها الأسرى على صعيد التعليم الجامعي في الجامعة المفتوحة في إسرائيل.

وقال حمدونة أنه في السجون يوجد الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن ، وشهد الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية.

وأوضح أن إدارة السجون تسعى جاهدة وعلى مدار الحركة الوطنية الأسيرة لتفرغ الأسير الفلسطيني والعربي من محتواه الثقافي والنضالي وتضع له العراقيل على كل الصعد من أجل تحقيق هذا الهدف " مبينا أن إدارة السجون تمنع الأسرى من الانتساب للجامعات وتمنعهم من إدخال الكتب للسجون فى محاولة للتنغيص على الأسرى ووضع الحواجز لتقدمهم العلمي والثقافي والفكري .

وأضاف حمدونة "إن تجربة الانتساب إلى الجامعة المفتوحة في إسرائيل جديرة بالاهتمام فبفضل الله ثم بفضل المعركة التي خاضوها الأسرى بجوعهم وصبرهم لانتزاع حق التعليم الجامعي، الأمر الذي فاجأ إدارة السجون بقوة و إرادة المعتقلين لإتقان اللغة العبرية بجهودهم الذاتية ومساعدة بعضهم فانتسب ما يعادل 460 أسيرا للجامعة منهم 100 أسير أنهى دراسته وحصل على البكالوريوس ومنهم من حصل على درجة الماجستير كالأسير عبد الرحمن شهاب والأسير يحيى اغبارية من أسرى فلسطينيي عام 48 ومنهم من حصل على شهادات امتياز من الجامعة رغم أن إدارة السجون تضع العراقيل كتأخير الكتب لهم، ومزاجية مدراء السجون في الموافقة والرفض للأسير في التعلم، ومنع إدخال الكتب المساعدة، وغلاء الرسوم الجامعية، ونقل الأسرى للعزل لمنعهم من التواصل الجامعي قبل الانتهاء من الدراسة بأشهر، وأحياناً مصادرة الكتب عند التفتيش، أو تأخير بعث التعيينات لمقر الجامعة عبر البريد".