الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الشاباك يوفال ديسكين تابع شخصيا عملية اغتيال جبر الاخرس قائد الوية الناصر صلاح الدين في بيت لحم

نشر بتاريخ: 09/04/2006 ( آخر تحديث: 09/04/2006 الساعة: 17:43 )
بيت لحم -معا- ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان قوة اسرائيلية اغتالت عصر اليوم جبر الاخرس 30 عاما قائد الوية الناصر صلاح الدين في بيت لحم .

واضافت تلك المصادر ان عملية الاغتيال جرت عقب مواجهة مع وحدة اسرائيلية خاصة حاصرته في احد المنازل في قرية بيت تعمر شرقي بيت لحم ، حيث تمكن من الافلات من الحصار الا ان قوات الاحتلال لاحقته حتى استشهد عقب مواجهة مع جنود الوحدة الاسرائيلية الخاصة .
ابو عدي من كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية قال ردا على الحادثة : ان رد كتائب شهداء الاقصى على جرائم الاحتلال في غزة وفي الضفة الغربية وعلى جريمة اغتيال الاخ جبر الاخرس ستكون في عمق الكيان الصهيوني " .

وكان الشهيد وهو احد افراد الامن الوطني مطلوبا لقوات الاحتلال منذ ثلاثة اعوام اثر قيامه بعملية النفق غرب بيت لحم في العام 2003 والتي قتل فيها ثلاثة جنود اسرائيليين .

رئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكين شخصيا كان يتولى ملاحقة المطارد الشهيد جبر الاخرس وذلك بعد سنوات عديدة من فشل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في اغتيال أو اعتقال المطارد الفلسطيني الاول المطلوب هو "جبر الأخرس"، الذي تحول إلى بطل شعبي عند السكان الفلسطينيين والى وصمة عار عند جنود الجيش الاسرائيلي .

ولم تخف اسرائيل ان رئيس الشاباك يوفال ديسكن كان يتولى شخصيا ملف جبر الاخرس وسبق وتوجه إلى إحدى أهم لجان الكنيست الإسرائيلي لمناقشة قضية الأخرس، الذي يشكل تهديدا جديا على الأمن الإسرائيلي، خصوصا وانه ينشط في منطقة حساسة جنوب القدس، التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها .

وعرض ديسكن أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في شهر اذار 2006 ، للمخاطر التي يشكلها الأخرس وخليته، قائلا "بان الشاباك والجيش الإسرائيلي تمكنا من العثور على مدفع صواريخ عيار ستين مليمترا و8 قذائف مورتر (هاون)، في بلدة الخضر جنوب القدس، كان جبر الأخرس ورفاقه يستعدون لإطلاقها باتجاه مستوطنة جيلو جنوب القدس.

وقال ديسكن بشكل لا يخلو من الفخر أمام أعضاء اللجنة... "تمكنا من اعتقال الخلية من خلال حملة بين الشاباك والوحدات العسكرية الخاصة (دوفدوفان) وشمشون)".

واردف ديسكن قائلا "اعتقالنا 5 من أعضاء الخلية ولكن.." واضاف بآسى هذه المرة..."لم نتمكن من اعتقال جبر الأخرس قائد الخلية".

وبعكس تقرير الشاباك يقول رئيس تحرير وكالة معا ان جبر شاب فلسطيني بسيط جدا ، وعادة ما كان يغمره الضحك حين يعرف ان المستعربين جاءوا لاعتقاله وفشلوا وكان يردد عبارة " ولا يهمكوا يلي كاتبوا الله بيصير يا خوي لا تخافوا علي انا مش خايف منهم والله ".

كما ويصفه عارفوه بأنه شاب بسيط ومرح وعنيد في الحق .

ومنذ تشرين الأول (نوفمبر) 2003، يحاول الشاباك، ووحدات الجيش الإسرائيلية اغتيال أو اعتقال الأخرس ولكنها تفشل في كل مرة ، حتى قال الناس ان الله يحمي جبر من كل سوء وحين اقترب المستعربون بسيارة تجارية من مقر المقاطعة لاعتقاله التقطت وكالة معا صورة له وهو يقود مجموعة من المقاتلين ويمطر المستعربين بالرصاص .

وادرج الأخرس على قائمة المطلوبين الأشد خطورة لإسرائيل يوم 18 تشرين الأول (نوفمبر) 2003، عندما خلع بزته العسكرية كمجند في الأمن الوطني الفلسطيني، وقصد حاجزا عسكريا جنوب القدس، وتمكن ببندقية كلاشينكوف من قتل اثنين من جنود الحاجز.

وكان يتوقع أن يقتل فكتب وصيته واودعها لدى احد اصدقائه، ولكن يبدو أن المفاجأة ألجمت باقي الجنود، فاختبأوامما مكنه من العودة غانما بندقية أحدهما.

ووقعت العملية بينما كان الحاج إسماعيل جبر قائد الأمن الوطني الفلسطيني السابق، في بيت لحم للتمهيد لنقل الصلاحيات الأمنية فيها إلى الجانب الفلسطيني بعد أن كانت لفترة طويلة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ضمن اتفاقية عرفت إعلاميا باسم "بيت لحم أولا".

وتم اعتقال الأخرس على يد الأمن الفلسطيني باوامر من القيادة الفلسطينية ، واعتبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن مسالة اغتياله ستكون سهلة، ونفذت عدة عمليات من اجل ذلك فشلت جميعها، وكثفت هذه الأجهزة عملياتها منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) 2005 ضد الاخرس،وكان آخرها في بداية شهر شباط (فبراير) الجاري، ولكن الأخرس هرب من سجنه الفلسطيني، ولاحقه الجيش الإسرائيلي في عدة أماكن وفشل في النيل منه.

وكذلك لم تستطع قوات الأمن الفلسطينية إعادة اعتقال الأخرس، الذي رد بإطلاق النار على مجموعة من الأمن الفلسطيني عندما جاءت لاعتقاله واصاب اثنين منهم .

واعلن ديسكن امام لجنة الكنسيت انه تمكن من اعتقال أعضاء الخلية التي يترأسها الأخرس، ولكنه يعترف أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن، انه فشل في النيل من جبر الأخرس، الشاب البسيط الذي جاء من إحدى مخيمات قطاع غزة إلى الضفة الغربية وانتسب إلى جهاز الأمن الوطني الفلسطيني.

وكانت قضية الأسرى السياسيين في جميع سجون السلطة الفلسطينية إضرابا مفتوحا عن الطعام في شهر يناير من هذا العام للمطالبة بالافراج عن نشطاء الانتفاضة من سجون السلطة فقام الشهيد جبر باعلان الاضراب عن الطعام منذ أسبوع احتجاجاً على اعتقاله .

الا ان قادة امنيين فلسطينيين اعتبروا ان المطالبة بالافراج عنهم يشكل خطرا داهما على حياتهم لا سيما جبر الاخرس ، وقد علمت وكالة معا ان المطارد جبر الاخرس كان ذهب لاستبدال قطعة سلاح ومن ثم كان سيغير موقعه ولكن المستعربين كانوا قد وصلوا اليه حسب احد رفاقه المطاردين .

قائد الامن الفلسطيني في منطقة بيت لحم العميد ابوسيف قال لوكالة معا : ان الرقيب السجين جبر الاخرس قد هرب من السجن بتاريخ 4 -4 -2006 حيث ان الاخرس كان خلع شباك السجن وهرب منه الى مكان مجهول وان الامن الفلسطيني كان يبحث عنه لاعادته للسجن " .

يشار الى ان المطاردين شعروا بعدم الامان في اعقاب قيام قوات الاحتلال باجتياح مدينة اريحا في 13 اذار وقيام جرافات اسرائيل بهدم المقاطعة ، لانهم لم يثقوا بالوعود الاسرائيلية وظنوا ان الاحتلال ربما سيقتحم مقار السلطة وسجونها في الضفة لاغتيالهم او اعتقالهم فهربوا اثر تظاهرة جماهيرية قادها نشطاء كتائب الانتفاضة في مدينة بيت لحم .

كما يشار الى ان المستعربين وقوات الاحتلال تركت المنزل الذي استشهد فيه جبر الاخرس بعد 90 دقيقة وقال مصور معا ان جثة الشهيد كانت ممدة امام فناء المنزل وقد زرع جنود الاحتلال عدة رصاصات فيها . الاحتلال رفض التنسيق لإستلام جثمان جبر الاخرس لدفنه في غزة
وفي تعقيب لاحق أكد أبو مجاهد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية ، أن ألوية الناصر صلاح الدين قد أعطت الأوامر لمجاهديها في الضفة والقطاع لردع العدو وضربه في كل مكان رداً على إغتيال قائد الألوية في بيت لحم القائد المجاهد / جبر الأخرس ...

وقال أبو مجاهد" شرف للألوية أن يقود حقير مثل رئيس الشاباك عملية اغتيال جبر ولكن هم يظننون أنهم باغتياله قد نالوا من المقاومة والصحيح أن المقاومة تزداد قوة وعزيمة بإستشهاد قادتها الأبطال ..



وشدد "أبو مجاهد":" على أن الألوية تحقق في حيثيات وتفاصيل إغتيال قائدها في بيت لحم وأنها لن تتهاون مع أي عميل تثبت علاقته بجريمة الإغتيال ...



وأضاف " جبر كان قائداً مجاهداً وقضّ مضاجع العدو في بيت لحم والقرى المجاورة لها وخرج بفضل الله جيلاً من المجاهدين سيثأرون عما قريب لدمائه الزكية الطاهرة ...

وفي ختم أبو مجاهد تصريحه موجهاً رسالته للعدو قائلاً : اضرب أيها العدو كما تشاء واقصف كما تشاء فإننا نخرج بعد كل مجزرة أقوى شكيمة وأكثر إصراراً على مواصلة المقاومة والتجذر في الأرض المباركة ...