زيتون غزة.. قليل.. مرتفع السعر وطقوس قطفه لا تخلو من فرحة
نشر بتاريخ: 19/10/2009 ( آخر تحديث: 20/10/2009 الساعة: 09:43 )
غزة-تقرير معا- "على دلعونا على دلعونا.. زيتون بلادي اجمل ما يكون" بهذه الكلمات احيا ابناء الشنباري موسم قطف الزيتون الذي يعتبرونه بمثابة عرس فلسطيني في بيارتهم شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد ان افترشوا اكياس النايلون تحت اشجار الزيتون بعضهم تسلق الشجرة الى قمتها واخر يهز اغصانها المتشابكة من اسفل، واخر يتجول بدلو يلملم ما تبعثر من حبات زيتون من هنا وهناك على هذه الارض.
العرس هذا العام ياتي حزينا بعد ان تم تجريف جميع الاراضي على محاذاة الشريط الحدودي في الحرب الاخيرة على قطاع غزة وانخفاض محصول الزيتون.
ويقول محمد حسن مصلح صاحب عشرات الدونمات من الزيتون شرق بيت حانون وهو يتجول بين اشجار الزيتون بخطى ثقيلة وبطئية يسنده عكازه ليتفقد حملها :"نحن تقريبا عشرة أشخاص، نتوزع على 60 شجرة من الزيتون، يقطف كل منا ما تخصص عليه من الشجرة، حتى ينتهي منها تماما" مبينا انه يمتلك 10 دونمات من الزيتون جميعها تم تجريفها بعد ان امضى سنوات شبابه الاولى يعمل عليها من العام 1957.
هذا ما تبقى لمصلح بعد ان دمرت جميع مصادر رزقه حيث كان يمتلك مصنعا للبلاط واخر للحجارة قصفت جميعها في الحرب الاخيرة على غزة، مشددا ان "الارض لو تجرفت مرة ومرتين ومئة لازم نزرع تنشوف احنا ولا هم راح نصمد".
وبين مصلح انه كلما قامت اسرائيل بتجريف الاراضي سيقوم ابنائه واحفاده بزراعتها مرة اخرى معقبا "هم بيخلعوا ونحنا بنزرع".
محمد الشنباري مزارع فلسطيني يلملم ما تبقى من حبات الزيتون المتبعثرة بين الاشجار ويضيفها الى شوال الزيتون الذي يحمله على كتفه لعل هذه الحبات تحدث فرقا في وزن الشوال.
يقلب الزيتون المُلقي على النايلون، قائلا: " أشجار الزيتون هذه السنة عقيمة، حتى حجم الزيتون أصغر، ولا أعتقد أن عصره سيأتي بنتيجة" مبينا ان ذلك نتيجة طبيعية لما تعرض له اشجار الزيتون في تلك المنطقة من مواد كيماوية والفسفور الابيض.
واشار الشنباري الى ان الوضع الزراعي صعب للغاية لانه لا يوجد كيماويات في اشارة الى السماد ولا شبكة ري والاراضي تم تجريفها بالكامل ما ادى الى انخفاض المحصول هذا العام، مبينا ان انتاج زيت الزيتون في الاعوام السابقة كان ما بين 50 الى 70 تنكة، اما اليوم فان محصول الزيت لا يكفي لانتاج تنكة واحدة يستفيد بها هو وعائلته المكونة من 16 فردا.
ويقول الشنباري:" الحرب الاخيرة على القطاع واستخدام الفسفور الابيض اثر على محصول الزيتون وعلى الشجر "، مشيرا الى الاوراق اليابسة والاغصان الجافة التي تتكسر بين يديه.
من جانبه اكد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الموارد الطبيعية في الحكومة المقالة حسن ابو عطية ان هناك انخفاض في انتاج محصول الزيتون اذا ما قورن بالعام السابق حيث يصل الانتاج لهذا العام الى 12% من قيمة الانتاج في العام الماضي ، مبينا ان انتاج الزيتون لهذا العام بلغ 2000 طن فقط في حين ان انتاجه العام السابق بلغ 18 الف طن .
وحول الاسباب التي ادت الى انخفاض محصول الزيتون لهذا العام اشار ابو عطية الى ظاهرة طبيعية في شجرة الزيتون تسمى ظاهرة "المعاومة" اي تفاوت الحمل وعوامل جوية اثرت على اظهار الزيتون بالاضافة الى تجريف كميات كبيرة من اشجار الزيتون تصل الى 4000 و5000 دونم من الزيتون وستعمال اسلحة محرمة دوليا كالدايم والفسفور اثرت تاثيرا مباشرا على انتاج الاشجار لهذا العام.
وبين ابو عطية ان تاثير انخفاض محصول الزيتون لهذا العام سيكون له تاثير سلبي سيطال المزارع والمستهلك على حد سواء اذا ما قورن بانتاج الدونم في العام السابق حيث وصل الى حوالي الطن في حين يصل هذا العام الى 125كغم من الزيتون.
كما اكد ان هناك عجز في كميات زيت الزيتون وصل الى 2800 طن حيث وصل انتاج هذا العام من زيت الزيتون الى 200 طن في حين وصل في العام السابق الى 2000طن مبينا ان حجم الاستهلاك من زيت الزيتون يصل الى حوالي 3000 طن.
وقال او عطية:"اذا ما فتحت المعابر سيتم استيراد العجز من الضفة رغم ضعف الانتاج لديها وايضا سيتم الاستيراد من خارج غزة".،مبينا ان المعاصر تشغل فقط 20% من الطاقة الانتاجية السنوية للمعصرة من زيت الزيتون.
وحول ارتفاع اسعار زيت الزيتون لفت الى ان هناك ارتفاع في اسعر زيت الزيتون حيث يصل ثمن صفيحة الزيت التي يصل وزنها الى 16 كغم ما بين 160 و170 دينار اردني في غزة بينما في الضفة الغربية يصل ثمنها ما بين 140 الى 150 دينار.