المطران عطاالله حنا يدعو للتضامن مع القدس والشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 20/10/2009 ( آخر تحديث: 20/10/2009 الساعة: 19:51 )
القدس – معا – شارك المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم في مؤتمر الجمعيات المسيحية الحقوقية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي عقد في مركز المؤتمرات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا.
وألقى المطران كلمته من القدس بواسطة الفيديو كونفرنس،حيث تعذر عليه السفر للولايات المتحدة بسبب أنشغاله الكثيرة.
وشدد في كلمته على المكانة التي تحتلها مدينة القدس قائلا " القدس بالنسبة الينا ليست مدينة فحسب وانما نعمة سماوية لنا نحن الذين على الأرض. إنها قطعة من الأرض مباركة مقدسة تذكرنا بمحبة الله للإنسان ونعمه الكثيرة التي أسبغها على الخليقة ، ومع أطلالة فجر كل يوم في مدينة القدس نشكر الله على أنه أهلنا لكي نكون من خدام هذه المدينة ومن الساعين من أجل الحفاظ عليها. نشكره تعالى لأنه جعلنا خداما لكنيسته ورعيته".
وأضاف "إن مدينة القدس مدينة ترتبط بالشعب الفلسطيني ثقافة وانتماء وهوية وأصالة، وكل فلسطيني ينظر الى القدس على أنها عاصمته الروحية والوطنية ولكن الغالبية الساحقة من الفلسطينين يحرمون من الوصول اليها، لأن الأسوار العنصرية والحواجز العسكرية تمنع الفلسطيني من الدخول الى مدينته وعاصمته".
وتحدث المطران عن الاخطار التي تتهدد مقدسات القدس، مؤكدا أن المدينة مهددة بكنائسها ومساجدها وأوقافها وكل شيء عربي فيها، مشيرا إلى أن الاحتلال يستهدف الحضور العربي فيها مسلمين ومسيحيين".
وقال " إن الاستهداف ليس فقط للمقدسات وانما أيضا للإنسان، ونحن ننظر الى إستهداف الإنسان على أنه لا يقل خطورة عن استهداف المقدسات. فما فائدة المقدسات والكنائس والمساجد بدون الإنسان؟ غيرالإنسان الفلسطيني في القدس لا يشعر بالطمأنينة ويعيش حالة قلق على حاله ومستقبله ، فلا يوجد له استقرار. ومع صبيحة كل يوم نسمع عن اجراءات هدم المنازل واقتلاع السكان من بيوتهم وتشريد المواطنين الآمنين، فالفلسطيني المقدسي يعامل كالغريب في مدينته وفي عاصمته".
كما طالب المطران القيادات الدينية والمسؤولين الكنسيين في أمريكا وغيرها بالالتفات الى القدس، مؤكدا ان جرح القدس هو جرح الجميع وان ألمها ألم الجميع.وأضاف " نحن نعتقدأن الواجب يدعو كافة كنائس العالم لكي يكونوا بلسما وتعزية للشعب الفلسطيني المظلوم ، وإننا نؤكد أن التضامن مع فلسطين وأهلها ومع القدس تحديدا هو واجب على كل إنسان في هذا العالم أيا كان دينه وانتمائه العرقي. وأقول لكم بما أنكم تمثلون الكنائس في أمريكا بأن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب على كل مسيحي ، فالمسيحية بمبادئها وأخلاقها وسلوكياتها تعلمنا أن نقف الى جانب المظلومين والمنكوبين في هذا العالم".
وقال أيضا "إن شعبنا هو شعب منكوب ظلم عام 48 وما زال يدفع فاتورة هذا الظلم حتى الآن. فالمخيمات الفلسطينية واللاجئون الفلسطينون منتشرون في كل القارات وهم خير دليل وشهادة على هذا الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا".
وذكر أن التضامن مع فلسطين ومع أهلها هو تضامن مع المسلمين ومع المسيحيين على السواء ، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي قضية مسيحية إضافة الى كونها قضية إسلامية.
وناشد المطران عطاالله المؤتمرين بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاهه، وخصوصا مؤسسات حقوق الإنسان حيث يرى ان عليها أن ترصد انتهاكات حقوق الأنسان في فلسطين، وعليها أن تسعى وبكل الوسائل القانونية والإنسانية والإعلامية والسياسية لرفع الظلم عن الفلسطينيين حسبما اشار.