الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عائلة جابر بين سندان مستوطني كريات أربع وخاصينا ومطرقة جنود الاحتلال

نشر بتاريخ: 21/10/2009 ( آخر تحديث: 21/10/2009 الساعة: 19:08 )
الخليل-معا- في ظل الدعوات الدولية التي تطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي العربية الفلسطينية، والتي كان آخرها دعوة رئيس الوزراء الإسباني "خوسيه لويس ثابتيرو" الى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اجل مواصلة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تقوم سلطات الاحتلال بأعمال التجريف والتوسع في مستوطنة " خارصينا " المقامة على أراض مصادرة لمواطني مدينة الخليل إلى الشرق من المدينة .

وشرعت جرافات الاحتلال بأعمال التجريف في أراض مصادرة لمواطنين من عائلة جابر، وأفاد أصحاب الأراضي المصادرة أن أعمال التجريف قد بدأت في منتصف شهر أيلول 2009 ، ولا تزال مستمرة إلى الآن – أي تشرين أول 2009-.

ولدى زيارة باحث مركز أبحاث الأراضي للمنطقة شوهدت الحفارات وهي تقوم بأعمال التسوية والتجريف في أراضي المواطنين المصادرة منذ عام 1998 ،لإقامة وحدات سكنية استيطانية تضاف لمستعمرة " خارصينا ".

وحسب مصادر مطلعة في منطقة البقعة المحاذية لمستوطنة " خارصينا " فان سلطات الاحتلال تنوي إقامة ( 12 ) وحدة استيطانية في المكان، مشيرين إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار إلحاق هذه الوحدات الجديدة بوحدات استيطانية أخرى كانت قد أقيمت مطلع العام 2000، حيث أقامت سلطات الاحتلال حينها (24) وحدة استيطانية وهي الآن مسكونة وقيد الاستعمال، فيما بوشر العمل في المنزل رقم ( 25 ) وهو الآن قيد الإنشاء، وتنوي سلطات الاحتلال إقامة 12 وحدة سكنية ليصبح مجموع الوحدات الاستيطانية ( 37 ) وحدة في المنطقة المذكورة.

جدير بالذكر أن سلطات الاحتلال كانت قد صادرت أراضي عائلة جابر في العام 1998، وبدون إخطار مكتوب، فيما أفاد أفراد عائلة جابر المالكين لطابو تركي تثبت ملكيتهم لأراضيهم أنهم علموا بخبر مصادرة أراضيهم عبر الصحف الفلسطينية وتحديداً عبر جريدة القدس آنذاك، فيما قدم أفراد العائلة اعتراضاتهم على مصادرة أراضيهم، إلا أن سلطات الاحتلال عملت على تسييج هذه القطعة البالغة ( 11 ) دونماً، وبدأت مستعمرة خارصينا بالتوسع على هذه الأراضي مطلع العام 2000 .
وتعود ملكية هذه الأراضي لكل من :
1 ) حسام عيسى جابر
2 ) موسى عبد المنعم جابر.
3 ) الحاج ديب جابر.
4 ) نعيم يقين جابر.

في ظل الحديث عن انتهاكات المستوطنين بحق أهالي منطقة البقعة شرق مدينة الخليل، أقدم المستوطنون مطلع تشرين الأول 2009، على إحراق برابيج لري المزروعات وتعود للمواطن عطا جابر، بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال على تدمير عدة برك لجمع المياه في المنطقة.

وأفاد المواطن جابر لباحث مركز أبحاث الأراضي " أن مستوطنين يمتطيان خيولاً قد هاجموا مزروعاته ليلا وأضرموا النار في أكوام البرابيج وبراميل المياه التي تروي مزروعاته " .

وأضاف جابر انه سبق للمستوطنين وان احرقوا برابيج وأدوات زراعية له قبل حوالي ثلاث شهور.

لا شك أن أعمال المستوطنين هذه تكبد المزارع الفلسطيني أضراراً باهظة، حيث أفاد جابر الذي يعتمد على الزراعة ويعيل أسرة من (6) أفراد أن تكلفة ما حرقه المستعمرون من برابيج وبراميل تقدر بحوالي ( ألف دولار) فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمزروعات جراء حرمانها من برابيج الري، مشيراً الى أن حوالي (70 %) من اشتال الخضروات قد تلفت جراء العطش والجفاف.

هذا وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت المواطن عطا جابر بتاريخ 19/7/2009 أمراً عسكرياً يقضي بوقف العمل في أرضه المحاذية لمنزله، والتي كان جابر قد عمل على استصلاحها وزراعتها في العام 2000، وتبلغ مساحة الأرض التي سيحرم جابر من العمل فيها حوالي 3 دونمات، وتحوي بئراً للمياه يتسع ( 48 م3 ) تستعمل للشرب والاحتياجات المنزلية.

وعن فحوى قرار الاحتلال هذا فانه ينص انه " يتوجب على المواطن عطا جابر إخلاء قطعة الأرض وإعادتها إلى طبيعتها ". علماً أن جابر يحمل تصريحاً من سلطات الاحتلال منذ العام 1999، يقضي بالسماح له بالعمل في أرضه المحاذية لمنزله والمقدرة ب( 4 دونمات و 300 مترا)، إلا أن سلطات الاحتلال تراجعت عن قرار السماح وأمرت المواطن جابر بإخلاء أرضه، دون إبداء أي أسباب.

مأساة أطفال البقعة في الوصول إلى مدارسهم

تشدد سلطات الاحتلال من إغلاقها لمنطقة البقعة ( 600 نسمة )، حيث أصبح الاتصال والتواصل مع مدينة الخليل شبه معدوماً، نظراً لإغلاق مداخل البقعة المؤدية إلى مدينة الخليل، مما أدى إلى صعوبة المواصلات بين أحياء المدينة الشرقية ومنطقة البقعة، فجنود الاحتلال يقيمون بوابة على الشارع الواصل إلى البقعة والمحاذي لمستوطنين " كريات أربع " ويحظر على السيارات الفلسطينية المرور عبر هذا الشارع باتجاه البقعة.

وقد انعكست هذه الاغلاقات على المواطنين وخاصة الأطفال منهم والنساء، وبما أن البقعة تتوزع على ثلاثة أحياء سكانية، فان الأطفال وطلاب المدارس يتوجهون أيضاً إلى ثلاث مدارس قريبة وكل حسب منطقته وقربه من المدرسة .

فتجد أطفال الحي الشرقي من البقعة يتوجهون إلى مدرسة العديسة القريبة من بلدة سعير، حيث يسلكون طريقاً جبلياً ومشياً على الأقدام بمسافة تقدر بحوالي 3 كم، في حين يتوجه أطفال الحي الغربي إلى مدارس الوكالة وجبل جوهر ومدرسة طارق بن زياد ومدارس البلدة القديمة من الخليل، حيث يمشي هؤلاء الأطفال مسافة حوالي 1 كم من بيوتهم وصولاً إلى الحاجز قرب " كريات اربع " ثم يستقلون المواصلات وصولا إلى مدارسهم، أما أطفال الحي الجنوبي فيتوجهون إلى مدرسة الجلاجل، والتي تبعد أيضاً حوالي 2,5 كم، ومشياً على الأقدام، وبعضها طرقاً معبدة والبعض الآخر طرقا ترابية.
وعن سبب معاناة هؤلاء الأطفال من طلبة المدارس، فان السبب يتجلى في منع سلطات الاحتلال المواطنين من إقامة مدرسة لأبنائهم في البقعة أو حتى روضة للأطفال، حيث أفاد المواطنون أنهم حاولوا عدة مرات إقامة مدرسة لأبنائهم للحد من معاناتهم في الصيف والشتاء إلا أنهم يقابلون بالرفض من قبل سلطات الاحتلال.

يشار هنا الى أن سلطات الاحتلال كانت قد أوقفت العمل في عيادة طبية تخدم أهالي البقعة، إذ أن البقعة تخلو حتى من عيادة طبية، الأمر الذي يضطر المريض من المواطنين إلى التوجه الى بلدة بني نعيم – في حال توفرت وسيلة نقل – ثم يقوم مركز طوارئ بني نعيم بنقل المريض إلى مدينة الخليل، وأوضح المواطنون انه في كثير من الأحيان اضطروا لنقل مرضاهم على الدواب لإيصالهم إلى اقرب منطقة يتواجد بها وسيلة مواصلات.

فيما شرحت السيدة ردينة جابر إحدى المواطنات في البقعه - لمركز أبحاث الأراضي - معاناة النساء في المنطقة، وأشارت إلى مدى القلق الذي ينتابها على أبنائها الذين يتوجهون الى المدارس مشياً على الأقدام، وخاصة في فصل الشتاء، وأضافت أن القلق الأكبر يتجلى في الخوف على أبنائها من اعتداء المستعمرين الذي يسرحون ويمرحون في الجبال حيث الطريق الذي يسلكه أبنائها. وأضافت أنها في كثير من الأحيان ترافق أطفالها لإيصالهم إلى مدرستهم خوفاً من اعتداء المستعمرين عليهم.

وأضافت السيدة جابر أن ممارسات المستوطنين وجنود الاحتلال قد حرمتها من التواصل الاجتماعي مع أقاربها في مدينة الخليل، مستطردةً حديثها أنها لا تستطيع ترك بيتها في منطقة البقعه خوفاً من اقتحامات المستعمرين له، مشيرة أن المستعمرين قد هاجموا منزلها في العام 2001، واحرقوا منزلها، فيما حاول احد المستعمرين إطلاق النار اتجاهها، مما أدى إلى اجهاضها آنذاك وكانت في شهرها الرابع.