لأول مرة: فلسطين تحيي يوم الكرامة العالمي 2009 بمشاركة 30 دولة
نشر بتاريخ: 22/10/2009 ( آخر تحديث: 22/10/2009 الساعة: 06:42 )
رام الله -معا- عقدت مؤسسة مجموعة الاتصالات الفلسطينية للتنمية المجتمعية (فلستيا) ومدرسة الفرندز اليوم الأربعاء؛ ورشة عمل بمناسبة يوم الكرامة العالمي لستين طالبةً وطالباً من طلبة الصفين السابع والثامن في مقرّ مدرسة الفرندز برام الله، حيث صادف يوم الكرامة العالمي العشرين من الشهر الحالي، ويهدف يوم الكرامة العالمي والذي أحيته حوالي 30 دولة في مختلف قارات العالم، إلى تعميم مبادئ الكرامة ونشرها حول العالم، وتشجيع فئات الشباب والأجيال القادمة إلى وضع مفهوم واضح حول الكرامة.
وخلال الورشة قام الطلبة بتدوين مفاهيمهم الخاصة حول الكرامة، والذين أبدوا خصوصيةً لإدراكهم لمعنى الكرامة بما يميّزهم عن أقرانهم في دول العالم، وشدّد بعض الطلبة على أنّ الكرامة هي حقّ لكلّ فلسطيني، ذلك أنّ أطفال وشباب فلسطين عاشوا عقوداً من الاحتلال وسلب الكرامة والحرية، فعرّف الطفل حسام عواشرة (12 عاماً) الكرامة "بأنها تعني الحريّة لأننا شعب محتلّ"، فيما كتبت الطالبة لينا عنبتاوي من الصف السابع أن الكرامة تعني "أن نقول رأينا بصراحة وبصدق"، وقال الطفل ناجي حرز الله (12 عاماً) "أنه في حرب غزة شعرنا بنقصان الكرامة لأن الشعب لم يتوحد"، بينما عبر علاء الرمحي (13 عاماً) عن شعوره بفقدان الكرامة حين عبوره على معبر الكرامة. وقالت الطفلة سارة الريان أنها تشعر بفقدان الكرامة لأنها لم تتمكن من زيارة أهلها وذويها في قطاع غزة لاسيّما بعد العدوان الإسرائيلي على غزة نهاية العام الماضي.
وكانت مؤسسة إحياء الأمل (Operation Hope) قد أطلقت مشروع يوم الكرامة العالمي بهدف إلهام وتحفيز الشباب في العالم لخلق مفهوم واضح حول الكرامة ومساعدتهم من أجل بناء قدراتهم وجعلهم قادة قادرين على توجيه الأجيال القادمة، وتعميم مفهوم الكرامة عالمياً من أجل توعية الشباب حول حقّ كل فرد في خلق حياة كريمة، وجعل هذا المفهوم ثقافة ولغة سائدتين في العالم بغرض مواجهة آفة الفقر، وتحقيق السلام والازدهار.
وعبّر د. عبد المالك الجابر رئيس مجلس إدارة مؤسسة فلستيا- الذراع التنموي لمجموعة الاتصالات؛ عن فخره واعتزازه بمساهمة فلستيا لإحياء هذا اليوم لأول مرة في فلسطين، وذلك بالتزامن مع 30 دولة في العالم قامت بإحياء هذا اليوم عبر الأنشطة التفاعلية مع الطلبة في مختلف قارات العالم، مثمّناً اهتمام مدرسة الفرندز التي سارعت إلى تبني هذه التجربة وإحياء هذا اليوم بمشاركة طلبة المدرسة.
واعتبرت سماح أبو عون حمد المدير العام لمؤسسة فلستيا؛ هذه الخطوة انطلاقة لمزيد من الأنشطة والبرامج التي تعتزم المؤسسة تنفيذها بمشاركة فعاليات ومؤسسات محلية بحيث يصار إلى تبني هذا النشاط كبرنامج سنوي في فلسطين من أجل نشر وتعميم ثقافة الكرامة ضمن فئات الشباب والطلبة في مدراس الضفة وقطاع غزة، وأملت أن تسهم فعاليات يوم الكرامة العالمي في رفع معنويات أبناء فلسطين وتشجيعهم على التعبير عن رأيهم وتبني وتطوير معنى الكرامة وتوظيفه بما يخدم بناء مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة، بالإضافة إلى ترسيخ المبادئ الإنسانية ومبادئ التسامح والعدالة والصدق والثقة.
وأشارت أبو عون حمد إلى أنه سيتمّ نشر مفهوم طلبة فلسطين عن الكرامة في الموقع الإلكتروني لموقع يوم الكرامة العالمي ومواقع إلكترونية أخرى بحيث يتم نقل معنى الكرامة كيفما يراه أطفال وشباب فلسطين إلى العالم، مؤكدة أن فعاليات يوم الكرامة تنسجم ورؤية وأهداف فلستيا في تحقيق مشاريع التعليم والدعم النفسي ودعم الأطفال والشباب.
بدوره شكر محمود عمرو مدير مدرسة الفرندز للبنين في رام الله؛ مؤسسة فلستيا لتبنيها هذه المبادرة والتجربة الجديدة في فلسطين، وقال أن المدرسة سارعت إلى المشاركة في هذا اليوم لسببين هما: أولاً أننا وضمن رؤيتنا وسياستنا نشجع خوض أي تجربة تقوم على تجريب أساليب جديدة في التعليم وتوفير فرص تدريبية للمعلمين بحيث يكون محور العملية التعليمية هو مشاركة وتفاعل الطالب بما يساهم في تطوير العملية التربوية، والسبب الثاني هو أن هذا الموضوع هو بأهمية بمكان لشعبنا وأبنائنا، وله خصوصية لنا كفلسطينيين حيث نرزح تحت الاحتلال منذ أمد، وبالتالي فإن موضوع الكرامة تبرز أهميته باستمرار وفي حياتنا اليومية".
وعلّق عمرو حول مفهوم الكرامة لدى الطلبة يجسّد الحالة اليومية التي يعيشها طلبة فلسطين من حيث مسألة الحواجز والتضييق في حرية الحركة، ونتيجة عامل الاحتلال فقد تشكلت حالة وعي أعلى لدى الطلبة حول مفهوم الكرامة وفي ذات الوقت بات الطالبة يخوض تجربة مفهوم الكرامة منذ الصغر ويقدّر قيمتها. وأيّد عمرو أن يكون هذا اليوم نشاطاً سنوياً في فلسطين ويتم تكريسه لرفض الاحتلال.
وقد حدّد مشروع يوم الكرامة العالمي مبادئ لمفهوم الكرامة هي: أنه من حقّ كل فرد أن يساهم لتحقيق حياة كريمة، وأن الحياة الكريمة تعني توفير الفرصة لتوظيف إمكانات الفرد نحو الارتقاء بمستوى المعيشة والرعاية الصحية والتعليم وضمان دخل الفرد وتوفير الأمن والأمان، كما تعني الكرامة بالضرورة حريّة الفرد في اتخاذ القرارات وأن يلقى بالمقابل احترام المجتمع لهذا الحق، وينبغي أن تكون الكرامة المبدأ الأساسي لكافة الأنشطة والإجراءات، وأخيراً أن كرامة الفرد تتكامل مع كرامة الآخرين.