الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحزب الاشتراكي الديمقراطي يلملم جراحه تمهيدا لانتقاله للمعارضة

نشر بتاريخ: 22/10/2009 ( آخر تحديث: 22/10/2009 الساعة: 17:17 )
برلين - معا-رغم مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على هزيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني في الانتخابات الالمانية، الا ان معالم النكسة التي حلت بالحزب مازالت ماثلة في مقره الرئيسي حيث يمكن ملاحظة تداعيات هذه الهزيمة على الحزب من خلال تصريحات المسؤولين عن ادارة الحملة الانتخابية التي اصيبوا بخيبة أمل كبيرة بنتائج هذه الانتخابات والتي حولتها من صفوف الحزب الحاكم الى الحزب المعارض في البرلمان الالماني مع اقرارهم بضعف قدرتهم على التأثير في التشريعات والسياسات الخاصة بالحكومة الالمانية المقبلة.

واكد عضو الهيئة القيادية للحزب، ومسؤول في قم الحملات والتواصل في الحزب، توماس بوش، حاجة هيئات الحزب لمدة نصف عام تقريبا لكي يسنتجوا ويتعرفوا على الاسباب الحقيقية التي قادت الى هزيمتهم في هذه الانتخابات، موضحا ان ذلك سيتم من خلال دراسات وابحاث مبنية على اسس عليمة للكشف عن هذه الاسباب التي يعول عليها اعطاء الحزب صورة واضحة لتعديل برامجه وخططه وسياساته المستقبلية للعودة مجددا على تولي زمام الحكم في المانيا.

ويقول بوش" " النتيجة مؤلمة ولم نته بعد من التحليل النهائي لاسباب هذه النتيجة والخسارة واعتقد اننا بحاجة الى نصف عام للوصول الى نتائج التحليل النهائي"، مشيرا الى حزبه شارك لمدة 11 عاما في ائتلاف مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه مبركل (احمر + اسود).

واضاف " من خلال هذا الائتلاف لم نستطع خلال الحملة الانتخابية ان نوضح باننا رمز للتغير "، موضحا ان الحزب ادارة حملة انتخابات معقدة على اكثر من صعيد من اجل الحصول على ثقة الناخبين خلال الانتخابات الا ان ذلك لم ينجح رغم ان الحزب اقام قرابة 100 فعالية سياسية وركز على جملة من القضايا ذات العلاقة بالعمل والصحة والتربية والتعليم وتحسين الاجور ومجموعة اخرى من النشاطات .

وخلت الحملة الانتخابية بصورة شبه نهائية من التركيز على السياسة الخارجية كونها لا تحظى باهتمام الناخبين الذين يركزوا بالاساس على الاوضاع الداخلية اكثر من أي شيء اخر.

ورأى ان طبيعة الائتلاف الذي اقامه الحزب مع الحزب المسيحي الديمقراطي كان له تاثيره على الحزب خاصة وان الحزب كان على سبيل المثال وعد خلال عام 2005 بعدم رفع الضريبة المضافة لكن الحزب المسيحي اراد رفع هذه الضريبة الى 2% وبعد تلك الانتخابات جرى رفع هذه الضريبة بنسبة 3% الامر الذي كان له اثره الواضح على مصداقية الحزب في اوساط الجمهور.

واعتبر بوش ان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي ، ميركل عملت على امركة الحملة الانتخابية في المانيا من خلال سلوك منهج مغاير وتصرف تظهر فيه كأنها اكبر من الاحزاب في المانيا الامر الذي يجعلها بعد الانتخابات بالدخول في ائتلاف جديد مع الحزب الليبرالي الالماني.

وحول قدرة الحزب على لعب دور المعارضة في البرلمان قال بوش ردا على سؤال معا حول هذا النقطة وحول موقفه ازاء الصراع في منطقة الشرق الاوسط والاستيطان " قال نحن معارضة في البرلمان وبامكان الحكومة تشريع أي قوانين جديدة دون قدرتنا على تعطيلها لكن قوتنا تكمن في تعطيل اية تغييرات في الدستور الذي يحتاج الى الحصول على ثلثي الاعضاء في البرلمان وهذا غير متوفر للحزبين المسيحي الديمقراطي واللبيرالي".

واضاف " موقفنا واضح في فلسطين فلدينا حزبين تربطنا علاقة قوية بهما هما المبادر الفلسطينية التي يقودها د.مصطفى البرغوثي ، الذي يحصل على دعم لمي يبني ويقوي مؤسسات المجتمع المدني، كما مارسنا دورا رئيسيا في الضغط من اجل عقد مؤتمر حركة فتح السادس ".

واكد على حرص حزبه في دعم العملية السياسية في الشرق الأوسط واطلاق مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وقال : نريد ان نكون شركاء لدعم هذه التوجهات بما في ذلك دعم تطور السلطة الفلسطينية والتاكيد على المطالب الداعية الى وقف الاستيطان".

وحول مدى رضا الحزب على وسائل الاعلام ، رفض الحديث مباشرة على موقف الحزب من دور الصحافة والصحافيين ومدى تأثيرهم على الانتخابات ، لكنه حرص على انتقاد دور بعض الصحافيين الذين يرون في أنفسهم بانهم اكبر من الاحزاب .

وكشف بوش عن وجود مشكلة حقيقية تواجه الائتلاف الجديد في ألمانيا من خلال وجود ديوان بقيمة 60 مليار يورو وقال " سنرى ماذا سيفعل الائتلاف الجديد لمعالجة هذه المشكلة الحقيقية والتي لا يجري الحديث عنها رغم انها موجودة".

واشار الى دور الحزب الاشتراكي عمره يزيد عن 146 ورغم كل ما مرت على المانيا من احداث سياسية الا انه بقى وحافظ على وجوده واستمرار دوره وانه سيبقى محافظا على دوره وتاريخه.

وكانت اعمال المؤتمر الاختصاصي الذي نظمته مؤسسة فريدريش ايبرت بالتعاون مع جمعية الصداقة العربية الالمانية، بعنوان " دور الاعلام في الحملات الانتخابية في المانيا والعالم العربي"، بمشاركة اعلاميين وصحافيين من عدة دول عربية ، اختتم اعماله، اليوم، وسط تفاعل ملحوظ من قبل المشاركين ، حيث اشتمل برنامج المؤتمر على تناول دور الاعلام في المانيا من خلال عرض نظرة عامة على المشهد الاعلامي ودور ووظيفة الاعلام في النظم الديمقراطية وهل يشكل الاعلام سلطة رابعة، واستقلالية الاعلام في المانيا / مؤسسات الاعلام العامة والخاصة، والاعلام والسياسة ، واستراتيجيات المعارك الانتخابية والتعامل مع الاعلام من منظور الجهات السياسية ، وخصص اليوم الاول من اعمال المؤتمر لعرض التجربة الاعلامية الالمانية مع الحملات الانتخابية، في حين خصص اليوم الثاني للمؤتمر للحديث دور الاعلام في الحملات الانتخابية في العالم العربي، حيث عرض التجربتين اللبنانية والعراقية في هذا المجال ، اضافة الى مراقبة وسائل اثناء المعركة الانتخابية في المانيا والبلدان العربية والاهداف والاساليب، اضافة الى تطوير خطوط توجيهية لمراقبة وسائل الاعلام اثناء المعركة الانتخابية.
وشارك في المؤتمر اعلاميون واعلاميات من دول مصر ، لبنان، اليمن، العراق، فلسطين، المغرب، الجزائر، السودان.