الطفلة المبدعة هبة اشتية الأولى من بين 51 دولة في الإنتاج الأدبي تتحدث لمعا عن قصتها مع الجائزة
نشر بتاريخ: 10/04/2006 ( آخر تحديث: 10/04/2006 الساعة: 20:43 )
سلفيت -معا - خالد معالي- هبة سامر اشتية من مدينة سلفيت ، أربعة عشر ربيعا ، ومع ذلك تكتب وتتحدث بطلاقة حول أطفال فلسطين وهي لتوها أنهت كتابةقصة "وطن "تتحدث فيها عن معاناة أطفال فلسطين ، وكيف ان المعاناة تزيدهم حبا وإلهاما نحو الوطن، وترسم لهم طريق الرفض للاحتلال بكل الوسائل ، وهي بذاتها تزيدها المعاناة حبا في الكتابة ، وتعتبره مقاومة لمحتل ظالم.
البدايات:
كتبت هبه قصة عادية وأرسلتها لمعلمتها ، و لم يدر في خلدها أنها ستحوز على المرتبة الأولى في العالم الإسلامي ، فمن بين 51 دولة إسلامية تسابقت للحصول على المرتبة الأولى في مسابقة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) كانت الجائزة فقط من نصيب هبة ابنة أربعة عشر ربيعا .
في البداية لم تعرف هبة انها الفائزة بالجائزة ، ولم يتم إخبارها بذلك إلا من خلال الجرائد ، حيث اتصلت بها معلمتها وباركت لها هذا الانجاز ، إلا إن هبة كان ردها لحظتها : نعم لقد فزت بمقالة شجرة الزيتون بمسابقة المدرسة .
إلا إن معلمتها شرحت لها ما الذي فازت به وهو قصتها "فلسطيني الأصل ولكن بدون هوية" وعلى مستوى العالم الإسلامي عندها ومن الفرحة شعرت ان الدنيا لا تسعها ، وحمدت الله لهذا الانجاز.
هبة ابنة اربعة عشر ربيعا تنحدر من اسرة متوسطة الحال فأمها لم تنه الصف العاشر ، وأبوها لم يكمل الصف الرابع ، حيث إن الأسرة متواضعة إلا انك تلمس في هذة العائلة قوة العزيمة والإصرار والمثابرة ، حيث تقول امها عنها ( في خلال زيارتنا لبيت هبه) إن هبة سألتني وهي تكتب القصة عن عبارة "الشارع يغط في نوم عميق "فقالت لها أمها إن الشارع لا ينام يا هبة ، إلا إن هبة تبتسم وتوضح لأمها ما المقصود بالشارع والتي تعني الناس والشعب، حيث تتعجب أمها من قوة وصفها.
وتضيف أمها قائلة: منذ صغرها وهبة تحب العلم حيث كانت في الروضة تكتب وتقرأ بشكل عادي ، ومميزة عن الأطفال الآخرين وكانت تحصل على المرتبة الأولى في جميع صفوفها ، حيث انها تستثمر الوقت بشكل كلي ولا تدع الأيام تمر هكذا وهي خجولة وذكية ومبادرة ومنذ صغرها كانت تواظب على قراءة قصص البطولة والفداء .
هبة وحب الكتابة:
تقول هبة : لقد آلمني أن أرى أبناء شعبي يقتلعون من وطنهم ويصبحون غرباء خارجه لمجرد انهم لا يحملون بطاقة هوية فقمت بكتابة قصة بعنوان " فلسطيني بلا هوية" خلال ساعتين ، وانا كلي عذاب وألم وحسرة ، على حال أبناء وطني .
واضافت هبة تقول: أبكاني قتل معاذ سليمةوالذي كان مثال الفتى الطيب من سلفيت وهو يحاول الدفاع بجسمة الندي وببراءته وطفولته عن جثامين القسام( سامر دواهقة ومحمد عياش ومحمد مرعي) في طوارئ سلفيت .
وحول معاناة أطفال فلسطين تقول هبة: كلما زادت معاناة شعبي زاد ذلك من تميزي واقبالي على الكتابة ، حيث اشعر بضرورة تحدي هذا المحتل الظالم ، ولا توجد لدي وسيله لمقاومته غير الكتابة ، ويحفزني منظر الشهداء من الأطفال أمثال إيمان حجو وأكابر زايد وغيرهن ، على الإسراع في الإبداع والعمل الكتابي لاقريء العالم عبر كتاباتي ولأعرفه من هو الإرهابي الظالم .
وتتساءل هبه اين هو العالم الغربي الذي يصف نفسه بالمتحضر من ما يجري من قتل وجرح وأسر لأطفال فلسطين؟ وهل الاطفال هم إرهابيون أيضا ، وتضيف: يبدو ان العالم المتحضر اصم كصمت القبور ،واخرس حيال ما يحصل لنا نحن أطفال فلسطين.
وتبدي هبة اسفها لعدم تقديم أي مساعدة لها من قبل أي مؤسسة لترعاها او لتهتم بها او على الاقل اتصال من مؤسسات ادبية او ثقافية لتسألها عن إنتاجها الأدبي ، واين وصلت في ذلك.
واعربت هبة عن املها بان تصبح في المستقبل مهندسة كمبيوتر وأديبة وان تزاوج بينهن وان تقدم شيئا جديدا لوطنها وان تساهم في رفع الظلم عنه.
وتدعو هبة أطفال وفتيات فلسطين الى عدم إضاعة الوقت وتنظيمه والمزيد من العلم لمواجهة العدو ، فمقاومة العدو لها عدة أشكال والاستزادة من العلم هي إحداها ،وإطاعة الوالدين ، وتدعو العالم في يوم الطفل الفلسطيني إلى الضغط على الاحتلال قدر الإمكان ليتمكن أطفال فلسطين من العيش كباقي أطفال العالم بحرية ومحبة وسعادة.
مواصلة الطريق:
وحصلت هبه على عدة جوائز في السابق، حيث انها حصلت على جائزة المرتبة الأولى في قصتها القصيرة بعنوان شهيد الأزقة ، على نطاق لواء سلفيت ، وتضيف الأم قائلة: نشعر الآن بالفخر والاعتزاز ، ولكن أيضا نشعر وكأن المسؤولية أصبحت كبيرة وعظيمة ، وسيل المكالمات لا ينقطع عن المنزل مباركة أو مستفسرة أو داعمة لنا ، وتضيف الأم قائلة :إن قاضي القضاة قد بارك لهم وعرض عليهم إن يتم تسليم الجائزة من خلال حفل ، وهبة على أحر من الجمر لاستلام جائزتها .
وعن القصة تقول الأم : لقد كانت هبة تسأل دائما عن سبب سفر بعض الجيران وعدم رجوعهم ، وكانت تجيبها الام انه لا يوجد معهم هوية ، ومن هنا استوحت هبة أفكارها للقصة التي تبين مدى معاناة الفلسطيني بسبب هويته ، وكيف انه يفقد كل شيء بسبب هويته ويصبح غريبا في بلده التي رعته وعلمته ، والعالم لا يحرك ساكنا ، وان الشهادة في فلسطين تصبح تاج الأمنيات لكل فلسطيني خارج وطنه
وعن طموحات هبة تتحدث الأم قائلة : هبة تريد ان تخدم شعبها بأي طريقة وتطمح إن تقدم شيئا جديدا ، وغير روتيني , بحيث تنهض بشعبها وأمتها ونحن لن نبخل عليها بل سنساعدها إذا أرادت إن تصبح أديبة مثلا أو أي شيء آخر .
وعن سبب تسميتها هبة تقول الوالدة اعتبرت ان ميلادها خلال حرب الخليج هبة من الله حيث منع التجول ولا يوجد مستشفيات لذلك أسميتها هبة "
وأبدت أمها أسفها لعدم ذهاب هبه في آذار من الشهر الماضي إلى مصر لتمثيل فلسطين في فن الخطابة اللغوية المتميزة.