وثيقة خاصة: الملك حسين لم يكن يطيق رئيس الوزراء نتنياهو
نشر بتاريخ: 23/10/2009 ( آخر تحديث: 23/10/2009 الساعة: 20:02 )
بيت لحم –معا- نشرت صحيفة يديعوت احرنوت، رسالة خاصة بعثها الملك الاردني الراحل حسين بن طلال، خاطب فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بقسوة غير مسبوقة في اشارة الى حقيقة المشاعر التي حملها الملك حسين لنتنياهو خلال ولايته الاولى .
وحملت الرسالة تاريخ 9/3/1997 ونشرت يوم امس "الخميس" بمناسبة مرور ( 15عاما) على معاهدة السلام الاسرائيلية الاردنية .
وقالت يديعوت احرونوت في معرض تقديمها للرسالة الملكية "اعتكف الملك حسين في التاسع من اذار عام 1997 في مكتبه وخط رسالة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عكست حقيقة مشاعره اتجاه الاخير وخرجت عن عادة الملك الدبلوماسية وكانت رسالة شديدة القسوة والوخز، مفضلا تسليمها باليد فأبتعث رئيس الديوان الملكي الجنرال علي شكري الذي سلمه الرسالة بحضور مستشاره السياسي حينها دوري غولد.
وجاء في نص الرسالة الملكية ما يلي:
معالي السيد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة اسرائيل
عمان
التاسع من اذار للعام 1997
رئيس الوزراء,
إن الألم العظيم والعميق ليعتصرني لما قمتم به من أعمال مأساوية كرئيس لحكومة اسرائيل جاعلين السلام، وهو اكثر الأهداف قيمة في حياتي يبدو وكأنه سراب بقيع.
كان من الممكن ان أنأى بنفسي في حال اذا لم تكن حياة كل فرد عربي واسرائيلي ومستقبلهم يتجهان سريعا نحو الهاوية بسبب اراقة الدماء والكواراث والتي كانت نتيجة للخوف واليأس .
اننا وبصراحة لا نستيطع قبول اعذاركم المتكررة للتصرف بالطريقة التي تقومون بها تحت طائلة التهديد والضغط. ولا نستطيع التصديق بان الشعب الاسرائيلي يبحث عن اراقة الدماء والكوارث ويعارضون السلام. كما اننا لا نستطيع ان نصدق بان اقوى رئيس وزراء اسرائيلي في تاريخ اسرائيل دستوريا قد يتصرف بما يمكن ان يجلب له المزيد من الادانات .
والواقع الاكثر حزنا والذي طلعت عليه الشمس لي هو عندما لم اجدكم الى جانبي للعمل من اجل تحقيق ارادة الله للمصالحة النهائية بين ابناء واحفاد سيدنا ابراهيم عليه السلام. ان المسلك الذي تتبعونه في اعمالكم سيؤدي في نهاية المطاف الى تحطيم كل ما امنت به وناضلنا نحن العائلة الهاشمية من اجل تحقيقه منذ الملك فيصل الاول والملك عبد الله حتى الوقت الحالي.
لماذا هذه الاهانات المتعددة للذين تسمونهم شركائكم الفلسطنيين؟ وهل من الممكن ان تزدهر علاقة جديرة في غياب الاحترام والثقة المتبادلة؟
كيف يمكن العمل معكم كشريك وصديق حقيقي في ظل هذا المناخ المربك والمشوش". نشعر بان هناك نية لتدمير كل ما قمنا ببنائه بين شعبينا ودولتينا. ان العناد ومن اجل العناد تجاه القضايا الحقيقية هو شيء وهو ما نتساءل عنه. وعند اي مناسبة نكتشف بان لديكم طريقة تفكير خاصة بكم ويظهر بانكم لا تحتاجون لنصيحة من صديق ليسديها لكم.
واننا لنشعر بالاسف الشديد لكتابة هذه الرسالة الشخصية لكم، ولكن شعوري بالمسئولية والقلق هما ما جعلا لزاما علي القيام بذلك لمواجهة المجهول من الايام.
المخلص
الحسين