السفير زكي يعقد مؤتمرا صحافيا وداعيا ويؤكد على التمسك بحق العودة
نشر بتاريخ: 23/10/2009 ( آخر تحديث: 23/10/2009 الساعة: 22:37 )
بيروت -معا- عقد ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سفير دولة فلسطين في لبنان عباس زكي مؤتمرا صحافيا وداعيا، في الخامسة مساء اليوم في فندق غراند حبتور - سن الفيل، بحضور مستشار لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني زياد الصائغ.
واستهل زكي المؤتمر بالقول: "تعرفون أجواء استئناف الحضور السياسي الرسمي الفلسطيني هنا، بعد مرحلة الخروج من بيروت عام 1982. وموروث العلاقة الفلسطينية - اللبنانية في الماضي بما لها وما عليها. لقد كانت عودة التمثيل السياسي الفلسطيني الى لبنان عام 2006، وما ترتب عنها، حدثا فلسطينيا لبنانيا مميزا. جاء في سياق ساهمت مختلف الأطراف فيه، بمسؤولية وروح بناءة وخيال سياسي مختلف عن السابق. وقد تمكنا من ترتيب الوضع الفلسطيني في لبنان بصورة مرضية، وربما غير مسبوق على هذا النحو، وهي عملية معقدة وشاقة، يتعين أن نتواصل على قاعدة فتح أفق العيش الكريم لهم، على قاعدة أنهم ضيوف طالت إقامتهم، ويجب أن يعودوا ذات يوم. والى أن يأتي يوم عودتهم فإن بقاءهم يتطلب ترتيب أمورهم في كل الأصعدة".
أضاف: "وكانت مسألة إعادة بناء صورة الفلسطيني في لبنان على أسس أصيلة، أسس تتجاوز التباسات الماضي، التي تحملها ويحملها غيرنا، محور انشغالنا الأساسي في سياق تنظيم الوضع الفلسطيني، وأظن أننا قد نجحنا بصورة مرضية في هذا الاتجاه.وحكمنا في كل ذلك، مجموعة من المبادىء الأساسية هي: عدم التدخل في الشؤون اللبنانية والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، أن نكون في صلب أي توافق لبناني - لبناني، احترام سيادة لبنان واستقلاله والانتظام ضمن قوانين البلد، التمسك بحق العودة ورفض التوطين والتهجير، قراءة التجربة السابقة بروح نقدية بناءة من طرف الجميع واستخلاص العبر والدروس منها وتحويلها الى قوة دافعة لبناء علاقات ايجابية وفعالة، وفي هذا النطاق، صدرت مثلا: "وثيقةالعهد والوفاء"، وقامت حركية فلسطينية لبنانية شاملة في كل المستويات، والبحث الجاد عن تفاهمات بخصوص القضايا العالقة، مثل تنظيم السلاح، وترتيب أمن المخيمات، وتشكيل لواء بإشراف الجيش اللبناني".
وتابع: "اليوم بمقدورنا القول إن هذه المبادىء، قد تحولت الى نوع من المسلمات، التي يجب صيانتها وتعزيزها وتأكيدها، في كل وقت من طرف الجميع. هنا نثمن عاليا دور لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني برئاسة السفير خليل مكاوي، وأعانها الله على الاستمرار في هذا الأمر. وكان ما جرى في نهر البارد أهم وأخطر تحد عرفته العلاقة الفلسطينية المستأنفة على أسس جديدة، وهو اختبار اجتزناه بثمن باهظ ومكلف ومؤلم.
واعتقد أن إعادة إعمار المخيم، سوف تشكل التعبير الأهم عن تجاوز هذه المحنة والتحدي. وقد مارسنا كل ما هو نموذجي بشأن إعادة البناء رغم عمق الجرح، وعلى أرضية سيادة القانون الذي له الأولوية في خفض معاناة الفلسطينيين".
وختم: "إن تفاصيل ومحاور العلاقة الفلسطينية مع لبنان متعددة ومكثفة، ولا يمكن حصرها في أي اتجاه، ولكني أغادر لبنان اليوم، وأنا أشعر برضى كاف عما حققناه، متمنيا زيارة لبنان في المستقبل، لأجد أن ما تحقق قد ترسخ وتجاوز حدود الرهانات بالتراجع ولو خطوة الى الوراء، استنادا لارادتنا الفلسطينية - اللبنانية المشتركة. وما اختم به اننا نضع في اعناق صانعي القرار في لبنان، امانة تأطير واقرار الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، واعتبار ذلك ليس تسهيلا لهم حتى يستطيعوا العيش بنوع من الامان فقط، بل باعتباره كمقاومة عميقة للتوطين ومحاولات إذابة اللاجئين وحقوقهم. سيبقى لبنان دائما في صلب وجداننا وخيالنا جميلا وشقيقا وسندا وجارا وشريكا في المصير، ونحن واثقون من حجم حضور فلسطيني في وعي اللبنانيين وعواطفهم".
ثم دار حوار بين زكي والإعلاميين تناول فيه "موضوع اعمار مخيم نهر البارد، رغم كل الصعوبات التي تعترض عملية اعادة الاعمار".
ودعا الى "تثبيت العلاقة وتقويتها في ابهى صورها بين لبنان والدولة الفلسطينية".
وعن عودة الشعب الفلسطيني، رأى "أن المتغيرات ستحدث وستتغير حكومة الحرب في اسرائيل وسيكون الحضن العربي والدور العربي الاساس لحل المشكلة الفلسطينية عاجلا ام آجلا".
واعتبر أن الصورة للعلاقة الفلسطينية - اللبنانية تحسنت كثيرا، خصوصا مع الاطراف المسيحية، وقال: "هذا ما لمسته أخيرا خلال زياراتي الواداعية للمرجعيات اللبنانية، والمسيحية خصوصا".
وعن التوطين، قال: "إن الفلسطينيين ينتظرون بفارغ الصبر مغادرة حياة المخيمات الصعبة للعودة الى وطنهم الذي يعشقونه. لو جاز التوطين في كل انحاء العالم، فلا يجوز في لبنان، نظرا لوضعه الخاص وتركيبته الديمغرافية والطائفية وتاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين الذي شابته صور سلبية جدا، انتهت والحمد لله. ان الفلسطينيين يتشوقون للعودة الى وطنهم فلسطين ليتمتعوا بحقوقهم على ارضهم".