"طلّيع البلح" مهنة لاربعة شهور في العام والراتب خمسة شواقل للطلعة
نشر بتاريخ: 24/10/2009 ( آخر تحديث: 24/10/2009 الساعة: 15:56 )
غزة- تقرير معا- في دير البلح وسط قطاع غزة حيث أشجار النخيل أينما يقع نظرك، من على يمينك ويسارك.. ارتفاع الواحدة منها من 10 إلى 20 مترا وفي أعلاها قطوف كبيرة من البلح الأحمر وقد يلفت نظرك على قمة احد الأشجار احد الشبان الذين صعدوا ليس باستخدام سلم طبعا لأنه قد لا يصل وإنما باستخدام ما يقال له "مطلاع" يشده بقوة حول الشجرة ويسند عليه ظهره وهكذا أصبح جاهزا للانطلاق إلى أعلى لقطف ثمار هذا الموسم من البلح ويصبح هو" طليع".
رائد الشاعر ( 27 عاما) يعمل مع والده في جني ثمار النخيل في أرضهم منذ أن كان عمره ( 12 سنة) واليوم يقول لـ "معا": "اعمل مع والدي منذ الصغر وكنت عندما يرتاح أهم بالطلوع إلى نصف الشجرة أو ربعها إلى أن أصبحت اليوم أصل إلى أعلاها بكل ثقة" مبينا انه ليس من السهل ممارسة مهنة جني ثمار النخل لأنها تحتاج إلى جرأة وشجاعة عالية وخبرة تمكنه من الارتفاع عن الأرض ما يقارب الـ 15 مترا".
ويضيف: "تسلق النخل مهنة ليست بسيطة لأنه يجب أن تضع جل تركيزك في عملية الصعود والنزول حتى تضمن أن تسير الأمور بأمان" مبينا انه كلما كان الشخص محترفا كلما سهل عليه الأمر بعكس من يهم إلى تعلمها.
بدوره بين ابو وائل بركة الذي يعمل "طليعا" منذ ثلاثنن عاما ان "هذه المهنة ليست متعبة بقدر ما هي مشوقة فالعامل فيها لا يعمل سوى اربع شهور في السنة فقط حيث يقوم بتنظيفها في شهر فبراير وتلقيحها في شهر ابريل وتربية لقناوي في شهر يوليو واخير ياتي موسم قطفها وقص اعناق البلح في شهر اكتوبر".
واوضح بركة ان العامل في هذه المهنة يتقاضى مبلغ خمسة شواكل في كل مرة يطلع فيها النخلة حيث يبلغ عدد مرات الطلوع في اليوم ما بين 10 الى 15 طلعة اذا كانت النخلة قصيرة او 10 طلعات اذا كانت النخلة طويلة.
هذه المهنة في دير البلح يتوارثها الآباء والأبناء عن أجدادهم فالشجرة تبقى شامخة شموخ الملوك وتواكب أجيالا مختلفة وهكذا تنتقل الخبرة من جيل إلى جيل، فيتعرف الجيل الجديد على أسرار العمل.
أبو سليم "45 عاما" صاحب اكبر أراضي النخيل في دير البلح نقل مهنة جني ثمار النخيل إلى أولاده الثمانية حيث يتولى هو وأبنائه المراحل الاربعة التي تمر بها الشجرة وقد يستعين في بعض الاحيان ببعض العمال.
واعتبر موسم قطف البلح من المواسم المهمة له، موضحا أنه يعتاش وأسرته من جني ثمار النخيل، ويشعر بالسعادة وهو يتسلق النخل ليجني الثمار الذي تعب هو وأسرته في رعايته طوال العام"يعطينا مصدر نعيش منه لولا النخيل ما قدرنا نعيش ولا ندبر حالنا".
واشتكى أبو سليم من ضعف تسويق إنتاج البلح لهذا الموسم،بسبب الحصار الذي يمنع تصديرها إلى الخارج مبينا أن ثمن الصندوق الواحد منها الذي يزن 18 كيلوا تسوق محليا ب20 شيكلا فقط.
ويحرص الزارع عند غرس الفسائل أن تكون كل منها بعيدة عن الأخرى بمسافة تتراوح بين 8 إلى 10 أمتار إذ إن طول النخلة يصل عندما تكبر إلى10او20 متر فيلتقي النخلة المجاورة إذا ما كانت قريبة منها، ولذلك قيل في المثل على لسان النخلة عن جارتها تقول: "إبعدها عني، وخذ ثمرتها مني".
يشار إلى أن المنطقة الوسطى كانت تعد من أكبر المناطق إنتاجا للبلح في قطاع غزة، خاصة مدينة دير البلح التي سميت بهذا الاسم نسبة لاشتهارها بكثرة أشجار النخيل المثمر فيها.