السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إصابة 30 مواطنا واعتقال 20 آخرين خلال مواجهات بعد اقتحام المسجد الاقصى

نشر بتاريخ: 25/10/2009 ( آخر تحديث: 25/10/2009 الساعة: 17:15 )
القدس- معا- أصيب اليوم الأحد أكثر من 30 شخصا بجراح بينهم خمسة صحافيين ومسعفان، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شهدتها ساحات المسجد الاقصى وأزقة البلدة القديمة من القدس، في أعقاب اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الاسرائيلية المسجد الاقصى ومحاصرة مئات المصلين داخل المسجد المسقوف وسط اطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز بكثافة.

وأفاد مراسلنا أن من بين المصابين خمسة صحافيين تعرضوا للضرب من قبل قوات الاحتلال، هم: ميسا أبو غزالة مراسلة شبكة فلسطين الإخبارية، وديالا جويحان مراسلة "قدس نت"، ومحفوظ أبو ترك مصور وكالة رويترز للانباء، والمصور الصحافي عطا عويسات والمصور الصحافي محمود عليان من جريدة القدس، إضافة الى المسعفة فاتنة الزغير من اتحاد المسعفين العرب، ومسعف آخر من الإغاثة الطبية.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية إن خمسة مواطنين على الأقل نقلوا الى مستشفى المقاصد في القدس للعلاج بعد أن أصيبوا بجراح وكسور، من بينهم سيدتان أصيبتا بكسور في الركبة والصدر.

وكانت المواجهات تجددت ظهر اليوم بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلي في باحات المسجد الاقصى، بعد أن دفعت اسرائيل بأعداد إضافية من عناصر شرطتها والقوات الخاصة الى باحات المسجد في محاولة لاقتحامه والوصول إلى المواطنين المتواجدين بداخله.

وافاد مراسلنا أن اعدادا كبيرة من الشبان استطاعت الوصول إلى ساحات المسجد الاقصى رغم اجراءات قوات الاحتلال لمنعهم من دخول المسجد، وذلك بعد أن قاموا باضرام النيران وإحداث تماس كهربائي بسكب المياه على اسلاك الكهرباء لاعاقة تقدم عناصر الشرطة خاصة عند باب المجلس، كما قاموا بتحطيم كاميرات المراقبة في ذلك المكان.

واعتقلت قوات الاحتلال اكثر من 20 مواطنا فلسطينيا من بينهم حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، الذي تواجد داخل المسجد الاقصى.

وقال المحامي احمد صفية لـ "معا" إن النية لدى الشرطة الاسرائيلية تتجه لتمديد اعتقال عبد القادر لعدة أيام، علما أن فترة الحظر على تواجده في محيط الاقصى تحت طائلة السجن والغرامة قد انتهت اليوم.

وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة اقتحمت صباح اليوم الاحد ساحات المسجد الاقصى المبارك وسط اطلاق كثيف للعيارات المطاطية وقنابل الغاز.

وحاولت قوات الاحتلال اقتحام المسجد المسقوف للوصول الى المصلين المتواجدين داخله منذ ساعات ليل الامس تلبية لدعوة وجهتها مؤسسات وشخصيات دينية لمنع جماعات يهودية متطرفة اعلنت نيتها اقتحام المسجد الاقصى اليوم، وقدرت اعداد المتواجدين داخل المسجد باكثر من 150 مواطنا.

وأفاد مراسلنا أن قوة خاصة تم ادخالها الى المسجد الاقصى تحمل سلالم وعتلات، بعد أن تم مطالبة المصلين داخل المسجد المحاصر بفتح الابواب والمغادرة.

وأقدمت قوات الاحتلال على قطع الكهرباء عن مآذن المسجد الاقصى بعد أن بثت نداءات عبرها لاهالي مدينة القدس تطالبهم بالخروج للدفاع عن المسجد الاقصى، ومساعدة المواطنين المحاصرين داخله.

ووقعت بعض المواجهات خارج أسوار المسجد الاقصى تركزت في حي الجالية الافريقية عند باب المجلس وحي باب حطة وحارة السعدية وحي السلسلة، واعتدت قوات من شرطة الاحتلال على طلبة مدرسة دار الايتام في البلدة القديمة، بعد أن خرجوا في مسيرة وهم يرددون هتافات الله اكبر ويدعون لنصرة الاقصى، واعتقلت عددا من الطلبة.

وتحلق منذ ساعات الصباح طائرة مروحية اسرائيلية في سماء البلدة القديمة لمراقبة الاوضاع في المدينة.

ووصف الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية المتواجد في ساحات المسجد الاقصى الوضع بالخطير جدا، غير مستبعد أن تتطور الأمور إلى أكثر مما هي عليه الآن.

وأكد الشيخ حسين في اتصال هاتفي، أن قوات الاحتلال تعتدي على المتواجدين في ساحات المسجد الاقصى بالضرب وباطلاق قنابل الغاز ولا تستثني من ذلك النساء وحراس المسجد والمصلين.

وأضاف أن قوات الاحتلال مدعومة بمئات العناصر تحاصر المسجد المسقوف وقبة الصخرة وتمنع أي مواطن من الدخول الى اليهما في وقت تحاول فيه اقتحامهما بالقوة.

من جانبه اتهم النائب العربي في الكنسيت الاسرائيلي أحمد الطيبي المتواجد في القدس، اسرائيل بمحاولة وضع اليد الفعلي أكثر مما كان حتى الآن على المسجد الاقصى، واصفا ما يجري الآن بانه مسلسل متواصل في محاولة متجددة من الجانب الاسرائيلي أن يثبت من هو صاحب السيادة على الاقصى والقدس المحتلة.

وطالب الطيبي بمواجهة السياسات "العدوانية" لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسيا على كل المستويات، كما طالب بموقف اسلامي وعربي يرتقي الى مستوى الحدث في الاقصى، معربا عن حزنه لغياب هكذا موقف.

وكانت جماعات يهودية متطرفة هددت باقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد، بمناسبة ما يطلقون عليه "يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل"، ووزعت اكثر من 30 جماعة يهودية ملصقات تدعو لحشد أنصارها بالقرب من المدينة المقدسة تمهيدا لعملية الاقتحام، وفق ما كشفه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين.

الرئاسة تحذر

حذرت الرئاسة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالكف عن إطلاق العنان للجنود والمتطرفين اليهود لانتهاك حرمة المقدسات خاصة المسجد الأقصى المبارك، ووقف كافة الإجراءات الاستفزازية بحق المواطنين في القدس.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية، إن القدس خط أحمر لا يجوز تجاوزه، وطالب المجتمع الدولي، خاصة الرباعية الدولية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية للكف عن هذه الإجراءات التي لا تخدم سوى توتير الأوضاع في المنطقة.

واضاف الناطق، ان فتح سلطات الاحتلال معركة السيطرة على القدس والمسجد الاقصى، ستكون معركة مستحيلة ومحكومة بالفشل والهزيمة، فالشعب الفلسطيني وقواه وسلطته الوطنية سيدافعون بكل ما اوتوا من قوة عن عاصمة دولتهم ودرة مقدساتهم الاقصى الشريف، وسيواصل شعبنا صموده على ارض مدينته المقدسة، وسينتصر في مقاومة تهوديها والسيطرة عليها وتهجير اهلها.

ودعا ابو ردينة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقواه الى التعالي عن أي خلافات وانقسامات، وان يرصوا صفوفهم في معركة الدفاع عن عروبة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

وطالب الناطق الاسرة الدولية ومؤسساتها المختلفة وبخاصة مجلس الامن والامم المتحدة التدخل فوراً لوقف الجرائم الاسرائيلية ضد المدينة واهلها ومقدساتها.

كما دعا العالمين العربي والاسلامي دولاً وشعوباً لدعم صمود شعبنا في في معركة دفاعه عن عاصمته وتعزيز صمود اهلها .

وختم الناطق تصريحه بالتحذير من ان ما تقوم به حكومة الاحتلال ضد القدس والمسجد الاقصى يهدد بالاطاحة بعملية السلام المتعثرة بفعل السياسة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وبخاصة في مدينة القدس، وهي وحدها ستكون مسؤولة عن كافة التداعيات الناجمة عن هذه السياسات والاعتداءات على شعبنا ومقدساته.

الحكومة المقالة: عبارات الإدانة لا تكفي

أدانت الحكومة المقالة في غزة ما يجري في المسجد الأقصى وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات السلبية والنتائج المترتبة على هذا العدوان مطالبة منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بالتحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى.

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة خلال مؤتمر صحفي: "ندين ما يجري في المسجد الأقصى ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات السلبية التي يمكن أن تحدث والنتائج المترتبة على هذا العدوان الخطير الذي يمس كل مسلم على وجه الأرض".

وأضاف النونو "ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي إلى التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى فالوضع في الحرم القدسي لم يعد يحتمل أي تأجيل أو الاكتفاء بعبارات الإدانة مهما بلغت قوتها"، مطالبا بعقد جلسة طارئة للجنة القدس المنبثقة عن المنظمة لاتخاذ التدابير والآليات لحماية الحرم.

ودعت الحكومة الأمة العربية على المستوى الرسمي والشعبي إلى التحرك على كل المستويات سواء السياسية بالضغط على الاحتلال أو الجماهيرية للتعبير عن حالة الغضب اتجاه ما يحدث بالإضافة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة أو وزراء الخارجية لبحث ما يجري واتخاذ القرارات وتنفيذها لحماية الأقصى.

وقال النونو "إن تغذية الخلاف الداخلي وتصعيده إعلاميا عبر حشد المؤتمرات والخطابات على النحو الذي شاهدناه على مدى العشرة أيام الأخيرة إنما يسهل للاحتلال تنفيذ مخططاته في غمرة الانقسام" داعيا إلى توحيد الجهود نحو بوصلة واحدة وهي القدس والمسجد الأقصى.

وطالب النونو وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية التركيز على ما يجرى في مدينة القدس وباحات الحرم القدسي لان ما تسعى إليه قوات الاحتلال هو تطبيع الذهنية المحلية والعربية على دخول المسجد وتدنيسه باعتباره روتينا وجعل المواجهات في الأقصى أمرا اعتياديا، حسب قوله.

اسرائيل تحمل المصلين المسؤولية

من جانبها ادعت مصادر اسرائيلية ان ما يجري اليوم داخل باحات المسجد الاقصى نتيجة لرشق الحجارة من قبل شبان فلسطينيين، حيث اوضحت هذه المصادر انه عند صباح اليوم باشر بعض الشبان برشق الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الشرطة القريبة من محيط المسجد الاقصى، وكذلك قاموا بسكب الزيت المحروق ما ادى الى تدخل قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وكذلك قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.

واكدت هذه المصادر انه تم اعتقال 12 شابا فلسطينيا كانوا يرشقون الحجارة، كذلك اصيب ثلاثة من عناصر الشرطة الاسرائيلية اصابات بسيطة جراء الحجارة.

وقد اتهمت المصادر الاسرائيلية المصلين بالتسبب بالاحداث من خلال الاستعداد المسبق حيث تم ادخال الحجارة الى المسجد الاقصى وكذلك اعداد الزجاجات الحارقة، وقد اكدت هذه المصادر انه لم يمنع اي من المصلين عند الصباح من الدخول الى المسجد الاقصى.