"القدس المفتوحة" تنظم مؤتمر "حضور القدس في المشهد الأدبي الفلسطيني
نشر بتاريخ: 26/10/2009 ( آخر تحديث: 26/10/2009 الساعة: 18:43 )
رام الله- معا- عقدت جامعة القدس المفتوحة برنامج التربية قسم اللغة العربية اليوم الاثنين، وبالتعاون مع بيت الشعر الفلسطيني ووزارة الثقافة، مؤتمرا بعنوان "حضور القدس في المشهد الأدبي الفلسطيني المعاصر ما بين 1900-2009 في سياق احتفائها بفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية، وذلك في فندق البيست إيسترن في مدينة رام الله.
وافتتح المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاه النشيد الوطني الفلسطيني ثم الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم ألقى الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين معربا عن فخره بتنظيم جامعة القدس المفتوحة للعديد من البرامج والنشاطات والفعاليات على هامش احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.
وأكد عمرو في كلمته على أهمية الثقافة والأدب باعتبارهما سلاحا في مواجهة حملة التهويد والاعتداءات التي تواجهها مدينة القدس المحتلة، وركز على أهمية الأدب في حفظ الذاكرة الوطنية وصياغة الوعي لدى الأجيال.
وشدد على أهمية المدينة المقدسة الدينية والثقافية سواء للمسلمين أو المسيحيين، قائلا بأن هذه المدينة التي تعتبر أقدس بقاع الأرض تتعرض اليوم لهجمة مسعورة حيث يهدد غلاة المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى وهدمه أو تقسيمه. وطالب الدكتور عمرو العالم والأمتين العربية والإسلامية إلى دعم صمود المقدسيين في هذه الهجمةـ متمنيا للمؤتمر النجاح وتحقيق أهدافه.
من جهتها ألقت وزيرة الثقافة ا.سهام البرغوثي كلمة شكرت فيها جامعة القدس المفتوحة، على تنظيمها لهذا المؤتمر الذي أكدت على أهميته باعتباره يستحضر الأدب الذي يتناول المدينة المقدسة على مدار عقد من الزمن، وهي فترة تعرضت فيها القدس لشتى لاحتلالات مختلفة.
ولفتت إلى أهمية الأدب في استحضار الهوية الفلسطينية مؤكدة على دور المبدعين الذين صاغوا الذاكرة واستشرفوا المستقبل.
وأكدت أن المعركة الثقافية التي يخوضها الفلسطينيون للحفاظ على طابع القدس العربي والإسلامي والمسيحي، لا يقل أهمية عن المعركة السياسية والميدانية، وأكدت أن وزارة الثقافة تتطلع إلى دور تكاملي مع الجامعات الفلسطينية وعلى رأسها جامعة القدس المفتوحة من أجل صياغة مشاريع وبرامج ثقافية فاعلة، مشيرة إلى أن وثيقة الدولة وإنهاء الاحتلال التي تبنتها الحكومة مؤخرا تؤكد على دور الثقافة في بناء الوعي الوطني.
وقالت "إذا كنا مجتمعا يمازج بين الأصالة والحداثة لا بد من تعزيز الشراكة مع الجامعات الفلسطينية للنهوض بالمشروع الثقافي، الذي يشكل أساس التنمية".
وأكدت أن الوزارة تتطلع إلى دعم المشاريع الإبداعية وطباعة المنشورات والكتب للتصدي لثقافة التهويد التي تسعى إسرائيل إلى ترويحها.
وأكد الشاعر والكاتب الدكتور المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام في كلمة المجلس الإداري لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، على ضرورة استحضار الشارع العربي إلى قاعات المحاضرات من أجل تحقيق التعريب الحقيقي للمشاريع والفعاليات الثقافية.
ولفت إلى أن الفلسطينيين يواجهون نوعين من الثقافة اليوم، الأول ثقافة الغرب الامريكي التي تغزو العالم وترفض أي نوع من الثقافات وتوصم الآخرين بـ"الإرهاب"، وثقافة "صهيونية" تأسست بعد حربين عالميتين تسببت بمقتل عشرات الملايين، وهي ثقافة تقوم على التعالي ونبذ الآخر .
وأشار إلى أن تنظيم احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 يأتي في ظل مواجهتنا لهتين الثقافتين، وفي ظل عدم وجود مؤسسة فلسطينية قادرة على أن تجنيد الموازنات اللازمة لدعم صمود القدس والمقدسيين.
واستهجن الدكتور طه تنظيم الاحتفالية في ظل غيبا تام لدعم المثقفين والأدباء، مشيرا إلى عدم وجود اية موازنات لدعم اتحاد الكتاب الفلسطينيين بالإضافة إلى غيب دار نشر وطنية وعدم وجود جوائز تحفيزية للأدباء، مطالبا بوضع استراتيجية وطنية تؤدي إلى حراك ثقافي لعدم خلق جيل بلا ذاكرة وعدم الاستجابة لشروط الممول الأجنبي لقامة مشاريع بعيدة عن مشروعنا الثقافي الوطني.
وأعرب عن شكره لجامعة القدس المفتوحة التي فتحت الأبواب الموصدة وساهمت بهذا المؤتمر في إحداث حراك ثقافي فاعل.
من جهته استعرض د. وجيه رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر استعدادات الجامعة لعقد المؤتمر، مشيرا إلى تعذر مشاركة أوراق علمية من خارج فلسطين بسبب ظروف الاحتلال والحصار.
وبين أن اللجنة التحضيرية استقبلت 17 ورقة علمية استبعدت اثنتين منهما بسبب عدم الالتزام بالمعايير العلمية وبموضوع المؤتمر، وتوجه بالشكر لكل من ساهم بانجاح المؤتمر وعلى رأسهم رئيس الجامعة الدكتور يونس عمرو.
وكان عريف الحفل د. صبحي عبيد ألقى كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية استحضار القدس في المشهد الأدبي الفلسطيني.
وتوزعت أعمال المؤتمر على ثلاث جلسات: كان عنوان الجلسة الأولى "صورة القدس في الأدب الفلسطيني المعاصر ما بين (1900-2009) وقد ترأسها الدكتور زاهر حنني الذي عرّف بالمشاركين ورحب بهم، ثم عرض د.إبراهيم موسى/ من جامعة بيرزيت، بحثا تناول صورة القدس الشريف في الشعر الفلسطيني المعاصر تناول العلاقة الدينية للقدس الزاخرة "بالإشراق النوراني"، ثم العلاقة التاريخية للذاكرة الجمعية، ثم العلاقة العاطفية القلبية التي تجعل منها (الأم والحب). وتلاه بحث بعنوان(القدس في القصة القصيرة ) للباحث أ.د. عادل الأسطه/ جامعة النجاح الوطنية، تناول أربعة نماذج قصصية لأربعة مبدعين لهم حضورهم وهم خليل السواحري ومحمد شقير وتوفيق فياض وأكرم هنية.
ثم بحث للدكتور نادر أبو خلف جامعة القدس المفتوحة بعنوان (الحضور الإبداعي في الروايات التاريخية الشفوية عن مدينة القدس للكاتب المقدسي عزام توفيق أبو السعود)، تناول الباحث فيه مشروع الكاتب الثقافي التأريخي من خلال روايتي (صبري) و (حمام العين) وجهوده في الروايات التاريخية الشفوية عن مدينة القدس.
وتناولت بعده الباحثة عبير أبو نعمة حيثيات التجربة الأدبية للشعراء والشاعرات الفلسطينيين في تصوير القدس وقضيتها الثقافية في فلسطين حيث عرضت موقف الشعراء من القدس ومكانتها، في قلوبهم، وعرضت قضيتها بطرق مخصوصة.
أما الدكتور جلال عيد والدكتور زهير إبراهيم من جامعة القدس المفتوحة، فقد تناولا في بحثهما القدس من حيث الألفاظ الدالة عليها في شعر سميح القاسم. ثم تلا ذلك عرض لبحث ( دور الشعر في معركة الدفاع عن القدس) للباحثين أ.د. يحيى جبر و أ.عبير حمد تناول البحث دور الشعر في الدفاع عن القدس ابتداء من وعد بلفور وحتى الانتفاضة مرورا بالمقاومة والكفاح المسلح.
واختتمت فعاليات الجلسة الأولى بنقاش ما تم عرضه من أبحاث.
وفي الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتورة بهية الهواري بعنوان (عرض لأثر المذاهب الفكرية والأدبية والسياسية على نظرة الأديب الفلسطيني)، قدم كل من أ.د. أحمد حامد من جامعة النجاح الوطنية، عرضاً لبحثٍ بعنوان (القدس في يوميات خليل السكاكيني)، تلاه بحث للدكتورة ناهدة الكسواني بعنوان (القدس في الشعر الفلسطيني من النكبة حتى النكسة (1948-1967)).
أما الدكتور عمر عتيق فقد عرض بحثه (القدس في صورة الكاريكاتير (دراسة أسلوبية))، تلاه عرض لبحث عن (مدينة القدس وعلاقتها بالمسرح الفلسطيني) من الباحثة أ.غفران عودة/ جامعة القدس المفتوحة.
أماأ. باسمة الصواف فقد تحدثت عن ( صورة القدس في الرواية الفلسطينية 1980- 2000) في مرحلتين؛ الأولى قبل اتفاقيات أوسلو والثانية بعدها، وبيّنت الاختلاف بينهما. واختتمت الجلسة الثانية بالنقاش.
وكانت الجلسة الثالثة التي ترأستها الدكتورة إنشراح الجبريني، وفيها عرض الدكتور مشهور اسبيتان كلية فلسطين التقنية، ورقة عن (القدس في مناهج الأدب المقررة في المدارس الفلسطينية)، فتناول أهمية توظيف مدينة القدس في المناهج الفلسطينية لمكانتها، ثم عرض د. فيصل غوادرة جامعة القدس المفتوحة بحثا بعنوان (صورة القدس في شعر تميم البرغوثي) من خلال ديوانه (في القدس).
أما د.حسين الدراويش/ جامعة القدس فقد عرض بحثا بعنوان (صورة القدس في شعر المعتقلات والسجون في فلسطين بدراسة تحليلية)، تلاه بحث للأستاذ عمر نمر /مديرية التربية والتعليم/ قباطية، بعنوان (القدس في شعر خالد أبو خالد).
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات هي:
1.دعوة طلبة وأساتذة الأدب العربي والتراث والتاريخ في الجامعات والكليات الفلسطينية إلى الاهتمام بدرس الروايات التاريخية الشفوية عن القدس ضمن متطلبات مساقاتهم وخارجها، مما يعزز ويطوّر الحركة الأدبية والفكرية في البلاد .
2.دعوة وزارات التربية والتعليم العالي والثقافة وشؤون القدس لتكريم المبدعين من الأدباء والعلماء والمفكرين من أبناء المدينة المقدسة، وتقديم الدعم الكافي لهم ليتمكنوا من مواصلة إنتاج الأعمال الأدبية.
3.إعطاء مدينة القدس الأولوية عن غيرها من المدن الفلسطينية في الدراسات والبحوث العلمية.
4.اهتمام المبدعين بإكمال المشهد الإبداعي لمدينة القدس، والالتفات إلى النواحي المختلفة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الدينية.
5.تشجيع المسابقات الابداعية والبحوث والدراسات التي تتناول مدينة القدس.
6.مواصلة عقد المؤتمرات والندوات عن مدينة القدس في المستقبل، وعدم اقتصار النشاطات على هذا العام فقط.
7.إدراج بعض النماذج القصصية والقصائد الشعرية المميزة التي يكون موضوعها القدس في المناهج المدرسية والجامعية.
8.الاهتمام بالاعلان عن مسابقة سنوية للابداع من أجل القدس.
9.عقد مؤتمرات تتناول المدن الفلسطينية الأخرى ذات المكانة التاريخية.
10.الدعوة لجمع النصوص الشعرية والنثرية المتميزة حول القدس في إصدارات خاصة يشرف عليها لجنة من المختصين.
11. إنشاء صندوق خاص باسم "صندوق القدس الأدبي" يهدف إلى تمويل الفعاليات والأنشطة الأدبية والاصدارات الإبداعية والثقافية المتعلقة بمدينة القدس.