الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

وصمة عار في جبين سلاح المدفعية الاسرائيلي - اطفال بيت لاهيا يتسابقون لمكان سقوط القذائف لبيع نحاسها

نشر بتاريخ: 11/04/2006 ( آخر تحديث: 11/04/2006 الساعة: 22:47 )
وكالة معا - كشف المراسل الصحافي التلفزيوني الاسرائيلي شلومو الدار النقاب عن ظاهرة خطيرة شمال قطاع غزة ، حيث ان عشرات الاطفال الفلسطينيين الفقراء من بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة يعتلون التلال وينتظرون مدفعية الاحتلال ان تقصفهم فيتراكضون بشكل برئ ومحزن الى مكان سقوط القذيفة لاخذها وهي ساخنة وبيع هيكلها للنحاسين في غزة بعدة شواقل تضمن لهم دخلا في ظل الفقر المدقع وعدم صرف الرواتب لموظفي السلطة .

وعلى شاشة القناة العاشرة من التلفزيون الاسرائيلي وفي برنامج يارون لندن وموتي كيرشنباوم عرض المراسل شلومو الدار تقريرا عن استشهاد الطفلة هديل غبن بقذيفة مدفعية اسرائيلية وصورا لجميع افراد اسرتها ويشمل والدتها واخواتها وهم مصابون بشظايا القذيفة .

قريبة الشهيدة وتدعى تغريد غبن تحدثت باللغة العبرية للمراسل وقالت ان الاسرة كانت تختبئ في المنزل الا ان القذيفة اصابتهم ، وظهر من صورة المنزل حجم الاصابة والدمار الذي لحق به بشكل كامل .

وعلى حد وصف الصحافي الاسرائيلي فان الوضع في تلك المنطقة كارثيا حيث انهارت المصانع ولا يوجد امل في المستقبل ولا يوجد رواتب للموظفين ما يحوّل قطاع غزة الى طنجرة ضغط قد تنفجر في كل لحظة .

ومن خلال الصور بدا ان اطفال تلك المنطقة يتجمعون بالعشرات فوق تلال الرمل وينتظرون بفارغ الصبر سقوط القذائف ليتسابقوا على حيازة معدنها وبيعه بثمن بخس للنحاسين وتجار الخردة سعيا وراء بضعة شواقل .

ولكن ورغم سقوط ضحايا من الاطفال والمدنيين خلال قصف اسرائيل لقطاع غزة بالآف القذائف المدفعية والصاروخية, اعلن جيش الاحتلال ان عمليات القصف مجدية وان القذائف صارت تقع على بعد 100 متر فقط من منازل السكان وليس على بعد 300 متر كما كان سابقا .

وقال ضابط احتلال كبير ان القصف صار يحقق اهدافه؟؟ فيما اعرب رئيس الشاباك السابق وعضو الكنيست من كاديما افي ديختر ان مسألة الهجوم البري على قطاع غزة ليست خارج الحسابات العسكرية.

وكشفت مصادر اسرائيلية ان كل قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم مثل التي تقصف بها غزة تكلف الجيش 3000 شيكل, وان الجيش قصف في الايام الاخيرة 300 قذيفة يوميا بالحد الادنى.

واضافت نفس المصادر ان تكلفة ذخيرة قذائف المدفعية لوحدها بلغت مليون شيكل يوميا دون احتساب صواريخ سلاح الجو وتكلفة تحريك الطائرات والمدافع.

والاهم من ذلك عند اسرائيل ان سكان المستوطنات اليهودية المحيطة بقطاع غزة يخافون من صوت المدافع اكثر مما يخافون من صوت صواريخ الكتائب, واشتكوا ان اطفالهم لا ينامون من الرعب من صوت القذائف المدفعية.

يشار الى ان قيادة الجيش الاسرائيلي قررت الاثنين تقليص مدى قرب سقوط قذائف المدفعية من منازل الفلسطينيين من 300 متر الى 100 متر فقط, ورفض قادة الجيش الاعتراف بخطورة ذلك على حياة السكان الابرياء وقالوا انه رغم الانتقادات الانسانية لذلك الا ان الامر يبدو مجديا لردع مطلقي الصواريخ ضد المستوطنات.

الصحافة العبرية سجّلت موقفا انسانيا بابرازها انتقادات واضحة ضد قيادة الجيش وضد سلاح المدفعية ، حيث كتبت صحيفة هارتس عنوانا بارزا ورئيسا على صدر صفحتها الاولى يقول " الجيش يواصل اطلاق القذائف على غزة رغم سقوط المدنيين " ووضعت تحت الخبر صورة ملونة كبيرة لطفلتين رضيعتين اصابتهما قذيفة اسرائيلية .

اما صحيفتي يديعوت احرونوت ومعاريف فلم تتردا في انتقاد الجيش ضمنيا على تضييق مسافة سقوط القذائف عند منازل السكان الابرياء ومثل هارتس نشرت صورا ملونة للجريمة .