الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة التربية تنظم مؤتمرا وطنياً بعنوان "الطفولة المبكرة في فلسطين"

نشر بتاريخ: 28/10/2009 ( آخر تحديث: 29/10/2009 الساعة: 09:45 )
سلفيت-معا- نظمت وزارة التربية والتعليم العالي اليوم في مقر قاعة الهلال الأحمر في مدينة البيرة، وتحت رعاية وزيرة التربية والتعليم العالي وبدعم من مؤسسة انيرا العالمية مؤتمرا وطنياً بعنوان: "الطفولة المبكرة في فلسطين نحو تطوير إطار عمل مستقبلي" بهدف معالجة العديد من محاور والقضايا، المتعلقة بقطاع الطفولة المبكرة في فلسطين، وأهمية تطويره والنهوض بواقعه، عبر التركيز على إعداد معلمّين مهنيين مختصّين، ومنهاج عصري، بما يتماشى مع توجّهات خطط وزارة التربية والتعليم العالي التطويرية واستراتيجياتها.

وافتتح المؤتمر الذي عقد على مدار أربع جلسات بحضور وزيرة التربية ووزير التخطيط د. علي الجرباوي ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري والمسؤول التنفيذي لمؤسسة أنيرا في العالم بيل كوركوران بحضور عدد من القادة التربويين والأكاديميين المختصين، وشركاء من وزارات ومؤسسات ومراكز وجمعيات ومؤسسات غير حكومية وجامعات، تهتم بالطفولة المبكرة، ولها علاقة بهذا القطاع.

وأوضح مدير جلسات المؤتمر الوكيل المساعد للشؤون التعليمية جهاد زكارنة أن انعقاد المؤتمر يأتي سعياً لتحقيق أهداف إعلان جوميتان في آذار من عام 1990 حول التعليم للجميع على ضرورة ضمان التربية للجميع واحتواء التعليم الأساسي على أنشطة تربوية موجهة للطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي والتعليم غير النظامي.

وفي كلمة الافتتاح بينت الوزيرة العلمي أن التعليم قبل المدرسي و التربية المبكرة لم يعودا أمرا كماليا مرتبطاً بالوضع الاقتصادي للأسرة أو الدولة، وأن الاهتمام بهذه المرحلة ومحاولة تبنيها استراتيجيا وإلزاميا في التعليم الحكومي أصبح أمرا يفرض نفسه وينتظر التنفيذ.
واعتبرت العلمي مشاركة جميع الفئات وجهات الاختصاص الرسمية والأهلية بمثابة تجسيد حقيقي لهذا الفهم ولهذه الأهمية بهدف الخروج بتوصيات واضحة تعزز محاور المؤتمر المختلفة، في السياسات والتأهيل والمنهاج وأساليب التدريس والشراكة من كافة المؤسسات إلى جانب الرؤيا ووضوح الأهداف.

وأوضحت العلمي أن تحقيق أهداف المؤتمر يتطلب وضع إطار مرجعي يحدد مواصفات التعليم ما قبل المدرسي، والى مؤسسات تحدد أدوارها وأهدافها، والى وجود شراكة مسؤولة مع الجميع.

وأعربت العلمي عن اعتقادها بان الشراكة التي تجمع وزارات التربية والتخطيط والشؤون الاجتماعية والجامعات والمؤسسات الخيرية والمنظمات الداعمة والأهل هي الضمانة الأهم لتوفير خدمة التربية بجودة راقية تجسيدا لمبدأ أن التعليم الجيد من مسؤولية الجميع.

وإيماناً من الوزارة بأهمية هذه المرحلة، قامت بوضع التصورات اللازمة لتعزيز هذه المرحلة، عبر تنفيذ مئات الأنشطة الداعمة لها، مبينة أن الوزارة أكدت وبوضوح في مشروع قانون التعليم العام بأنها ملتزمة بالتعليم ما قبل المدرسي حسب إمكاناتها وستعمل على تنفيذه ما أمكنها ذلك، وان الوزارة تضع ضمن خطتها الإستراتيجية الثانية للعام 2008 -2012 تضع إنشاء خمس رياض أطفال حكومية واحدة في كل سنة إلى جانب أربعة مراكز رياض أطفال قائمة حاليا تستقبل أطفالها وتقوم بأنشطة التدريب إضافة إلى ما جاء في إستراتيجية تأهيل المعلمين والتي تنهض بمستوى معلمي ومعلمات رياض الأطفال.
كما قالت العلمي "إن الاهتمام بمرحلة التعليم قبل المدرسي هو الإستراتيجية الأفضل والأكثر تأثيرا في الوصول إلى تعليم نوعي جيد، خاصة وان الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يحظون بتعليم قبل المدرسة يتمتعون بخبرات وافرة وهم الأكثر تكيفاً مع التجديد التربوي والأقل تسربا من المدارس في مختلف الظروف.

كما رفضت العلمي اعتبار مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الأطفال بمثابة مدارس صغيرة وإنما مناخ سليم لمؤسسة انتقالية وسيطة بين الأسرة والمدرسة توفر للطفل مجالا للعب والتعليم.

وشددت العلمي على ضرورة أن تتصدى الحكومات لظاهرة عدم التحاق غالبية الأطفال برياض الأطفال بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وذلك حتى لا يصبح فقر الآباء إقصاء لأبنائهم عن مستقبل أفضل.

وذكرت العلمي المجتمعون بالظرف الاستثنائي الذي يعيشه أطفالنا في قطاع غزة والقدس بسبب الحصار والذي يدفعون ثمنه من صحتهم وتعليمهم الأمر الذي يتطلب من الجميع كل جهدٍ ممكن.

بينما قال د.جرباوي: في بلد فقير الموارد، ولا يتحكم في القليل الموجود من موارده، فإننا لا نملك سوى العقول البشرية التي أثبتت كفاءة مكنت أبناءها من العيش، وتشكيل مصدر دخل وطني، الأمر الذي يحثنا على تطوير هذا الرافد المهم والحيوي، وإصلاح الثغرات الموجودة والتي تنامت في فترة الاحتلال.
وأضاف: من هنا جاء برنامج الحكومة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة ليشمل هذه المسالة كواحدة من أهم القضايا في مجتمع فتي، مشددا على أن الأمر يتطلب نهضة تعليمية تحول قطاع التعليم إلى تعليم تفاعلي، تشكل فيه مخرجات رياض الأطفال مسلكا لمسيرة تعليمية صحيحة وانطلاقة نوعية.

وأشار الجرباوي إلى وجود ما يزيد عن ألف روضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعمل بها قرابة 4 آلاف معلم، 1087 منهم هم من حملة البكالوريوس، و1267 دبلوم، والباقي من حملة الثانوية العامة، منوها إلى أن الأمر يعكس إهمالا يستدعي الرقابة والإصلاح في هذا القطاع.

من جانبها، قالت المصري: إن الحاجة ملحة لفتح هذا الملف المهم، وبطريقة صحيحة وسليمة وهذا ما يحصل اليوم في هذا المؤتمر الهام، مشيرة إلى أنه وعلى امتداد السنوات الماضية عملت العديد من المؤسسات المدنية والأهلية وخاصة النسوية دورا هاما في التعليم في المراحل المبكرة.

وأضافت: كل هذه الجهود وعلى أهميتها ليست بالمستوى المطلوب مع المتطلبات العصر الجديد لنوعية تعليم أفضل، وكون رياض الأطفال مسؤولية رسمية، فإننا نعترف بان الجهود المبذولة اقل بكثير من المستوى المطلوب، خاصة فيما يعانيه الطفل الفلسطيني من ظروف صعبة للغاية في الضفة والقطاع جراء ممارسات الاحتلال.

وشددت المصري على ضرورة وجود جسم مسؤول ولجنة وطنية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بحلول عام 2012.

فيما أعرب د. كوركوران عن أمله بأن يشكل هذا اليوم بداية جدية في تطوير تعليم الأطفال، بشكل يتماشى مع قيم المجتمع الفلسطيني الذي تنازل عن كثير من رفاهيته مقابل تعليم أبنائه رغم أثار الاحتلال السلبية على كافة جوانب حياة أبناء المجتمع الفلسطيني.

كما وعد د. كوركوران الاستمرار في دعم تعليم أطفال في فلسطين وبشكل خاص في مرحلة ما قبل المدرسة، خدمة للشعب الفلسطيني، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية والجامعات.

و في الجلسة الثانية قدمت د. هالة يماني من جامعة بيرزيت عرضا حول مسودة الإطار العام لتعليم الطفولة المبكرة، الذي قامت بتطويره "مؤسسة أنيرا الدولية" وشركاؤها من كليات التربية في الجامعات الفلسطينية و تم خلاله التركيز على عدة محاور منها نسب انتساب الأطفال ومؤهلات المعلمين والسياق الوطني والاستراتيجيات، والاتجاهات الدولية في التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة، بالإضافة الى مبادئ التعليم في هذه المرحلة وغيرها من المحاور.

بينما قدم وكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح عرضا بعنوان "الطفولة المبكرة في خطة الوزارة الخمسية" حول سياق خطة الوزارة ومرجعياتها خاصة خطة الإصلاح والتنمية الفلسطينية 2008-2010 وحول منطلقات العمل في إطار خطة الوزارة الخمسية لمواجهة التحديات واستنهاض الامكانيات لتحقيق النوعية في التعليم والتميز للجميع.

وأكد صالح أن خطة الوزارة الخمسية في مجال رياض الأطفال تسعى إلى تطوير التعليم قبل المدرسي وذلك برفع معدل الالتحاق في رياض الأطفال والى توفير فرص الالتحاق لمن هم في سن الطفولة المبكرة والى تطوير الأنظمة الإدارية والمالية وتحسين الأداء وغيرها.

وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم خمس مجموعات لنقاش مسودة تطوير إطار للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تركزت حول المحاور التالية: مسؤولية الطفولة المبكرة أحكام وقوانين، ودور المجتمع والأهالي والتطوير المهني لهذا القطاع والمنهاج بالإضافة إلى محور تقييم نموذج ما قبل المدرسة ونموذج الربط.

وقاد المجموعات الخمس كل من د.فايز عقل عميد كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح، ود.كايرو عرفات مدير عام وتنسيق المساعدات في وزارة التخطيط و ونبيل صب لبن مدير مركز مصادر الطفولة المبكرة، ود. غسان سرحان عميد كلية العلوم التربوية في جامعة القدس، وجهاد زكارنة الوكيل المساعد للشؤون التعليمية.