كلمة رثاء :برحيل رئيس وقائد سرية رام الله الاولى
نشر بتاريخ: 29/10/2009 ( آخر تحديث: 29/10/2009 الساعة: 17:42 )
للدكتور حنا عيسى وكيل الشؤون المسيحية المساعد
كلمة رثاء :برحيل رئيس وقائد سرية رام الله الاولى ناصيف الحصري –رحمه الله
صبيحة يوم الخميس الموافق 29/10/2009 غيب الموت إنسانا غاليا وعزيزا على قلوب أبناء شعبه ومحبيه الشاب القائد ناصيف الحصري رئيس سرية رام الله الاولى..انه رجل وإنسان بمعنى الكلمة, قام بعمله على أكمل وجهه بكل إخلاص وتفان وبكل طيبة ورحابة صدر .. كان يعمل بصمت وصبر ويؤدي عمله بكل إتقان لكل من يطلب منه على السواء كان يعمل عملا متواصلا من دون ملل ولا كلل حتى في ساعات راحته , كان كالملاك الطاهر يشارك أبناء شعبه أفراحه وأحزانه .
نعم ,رحل ناصيف الذي كان يتمتع بشخصية محبوبة يتنقل في سرية رام الله الاولى بوجهة الطيب الحنون وبابتسامته المعهودة لكل الحاضرين وكان يزود الأطفال و الكبار بالمشورة والرأي السديد وكان للجميع الأخ الكبير و الأب الحنون .
ناصيف الحصري هو الإنسان الذي لا نستطيع نسيانه أبدا,فلقد أعطى واجزل العطاء وأفنى عمره في عمله وأحبه بكل إخلاص ..نعم كنت ها هنا بيننا,تحوم كالملاك من حولنا , تضحك تارة ,وتعمل تارة ,وتمرض تارة ولكن لم تتركنا ..عملت بصمت وإخلاص..واجهت المرض بصبر وإيمان ..وها أنت الآن رحلت عنا إلى جنات العلى وتركتنا..انه الموت المتربص بالإنسان بكل لحظة ,انه الزائر المباغت الداخل دون استئذان الذي غيب صديقنا الغالي ناصيف الحصري .
إن رحيلك يا أبا سليم سيزيدنا صبرا وعطاء في مواجهة التحديات الجسام ..نعم كنت مناضلا حقيقيا ووحدويا ..ناضلت وضحيت من اجل فلسطين وتراب فلسطين..كنت عاشقا لمدينة اللد البعيدة وحبيبا لمدينة رام الله القريبة..كنت رجل المهمات الصعبة في الزمان و المكان..رحلت من مكان سكانك في قلب مدينة رام الله "المنارة "قبل شهرين ليخطفك الموت في مكان سكناك الجديد "بطن الهوى ".
نعم سرية رام الله الأولى الصرح الوطني العظيم لن تنسى رئيسها وقائدها ناصيف ..ها هو ناصيف الذي مر بجميع مراحل تطوراتها منذ أواسط السبعينات إلى اليوم الذي فيه صعدت روحه إلى السماء..نعم, نم قرير العين يا ناصيف, نم مرتاحا وهنيئا فأنت رمز الجنة على الأرض وجعلت الجنة لمن أحبك .
مضى وكل الأشياء بين يديه وفي كفه حتى آخر لحظة, احتفظ بندى الفجر آلاتي المشع بشراسة الموقف المنحاز إلى الوطن و المنساب بين ذرات رمل الوطن.
رحمك الله يا ناصيف ورحم شهدائنا الذين سبقوك..و ستبقى علما ونبراسا يدق لنا الطريق نحو التحرر وإقامة الدولة بعاصمتها القدس الشريف.