وفد فرنسي في طولكرم للتضامن مع الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 29/10/2009 ( آخر تحديث: 29/10/2009 الساعة: 19:56 )
طولكرم -معا - وصل مساء الإثنين الماضي الى مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وفد فرنسي تابع للجنة المدنية الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني (CCIPPP)، ويتألف الوفد من (17) شخصاً، من بينهم عاملون في مجال التسويق، والتعليم، ومهندسون، وموظفو بريد، ومزارعون، وباحث في التطور الاقتصادي، وشركة تأمين، ومكتب توظيف.
وفي لقاء جمعهم بمراسل "معا" في طولكرم، أعرب الوفد عن موقفهم الرافض لما يرتكبه الاحتلال تجاه الفلسطينيين، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وسردت نادية تحار احدى عضوات الوفد وعاملة في مكتب توظيف في فرنسا، سردت " نكته " شائعة فرنسية تقول " في إحدى جلسات محاكمة لعدد من المجرمين في فرنسا، سأل القاضي أحدهم، ما تهمتك..؟؟ فأجاب انا سارق، وسأل الثاني فأجاب أنا قاتل، وسأل الثالث فقال ... أنا أكره إسرائيل... فما كان من القاضي إلا ان يظهر غضبه الشديد ويقول ... انت إذن الأكثر جرماً من بين زملائك ".
وقالت تحار " في فرنسا الشعب منقسم الى ثلاث فئات، الأولى محبة للشعب الفلسطيني وتؤمن بعدالة قضيته، والثانية محبة لإسرائيل وتؤيدها وتظهر دعماً كبيراً لها، والثالثة لا تعرف شيئاً وهي الفئة الاكبر".
وأكدت ان مجيئهم الى فلسطين جاء من باب القناعة التامة بمدى الظلم والقهر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، والممارسات الوحشية التي يمارسها المحتل بحقهم، موضحة انها وزملاءها هنا من أجل الاحتجاج على الوضع العام في فلسطين، ولتقوية العلاقات ما بين الشعبين الفلسطيني والفرنسي، وليظهروا اختلاف الصورة الحقيقية عن المطبوعة في ذهن الفرنسيين هناك.
يشار هنا، الى انه في اليوم التالي من وصول الوفد الفرنسي الى مدينة طولكرم، استضافهم محافظ طولكرم العميد طلال دويكات في مكتبة بالمدينة، بحضور مدير الزراعة بالمحافظة، وفايز الطنيب منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، مقدماً شرحاً وافياً حول الأوضاع التي تعيشها المحافظة، وممارسات الاحتلال بحق ارضها وسكانها ومزارعها وبناء الجدار الذي التهم جزءاً كبيراً منها، اضافة الى انتشار الحواجز على مداخلها.
هذا وتوجه الوفد الى بلدة بورين جنوب مدينة نابلس، والتي تعاني من ممارسات المستوطنين القاطنين في يتسهار وبراخا، وشاركوا اهلها قطف الزيتون، ومن ثم توجهوا الى قرية قريوت وشاركوا اهلها قطف الزيتون.
واوضح عدد من اعضاء الوفد، انهم غاضبون جداً، وتعبين نفسياً مما شاهدوه على ارض الواقع في فلسطين، مشيرين ان اليهود يتصرفون وكأنهم مالكون لهذه الأرض، ويتعاملون مع الفلسطينيين بقسوة مفرطة، منوهين إلى ان العكس هو الصحيح، فالفلسطينيون هم مالكو الأرض والإسرائيليون عليهم الرحيل.
تعاطف بسبب المحرقة:
وقال الوفد "ان العالم يعلم جيداً ماذا يحدث في فلسطين، ويعرف حقيقة الصراع، وان الإسرائيليين هم محتلون ويمارسون الويلات بحق ابناء الشعب الفلسطيني، إلا انه " العالم " غير قادر على فعل شئ، اضافة الى ان هنالك اصواتا كثيرة تخرج قائلة يكفي ما ذاقه اليهود من ويلات في المحرقة...لا تثقلوا عليهم واتركوهم وشأنهم ".
الإعلام الفرنسي منحاز ولا يقول الحقيقة:
كما اكد الوفد ان الإعلام الفرنسي لا يقول الحقيقة ويخفي الكثير منها عن الشعب الفرنسي، مشيرا الى ان من دوافع زيارته هذه سبب من بين نقل الحقيقة للفرنسيين.
الانقسام عاد سلباً على الفلسطينيين:
وشدد أعضاء الوفد على ان ما وقع بين حركتي فتح وحماس، وما تبعه من انقسام، له أثر كبير على دعم الشعب الفلسطيني والتعاطف معه، قائلين "إن كثيرا من الشعوب الأوروبية تقول ما دام الفلسطينييون ليسوا متعاطفين مع انفسهم كيف لنا نحن ان ندعمهم ونتعاطف معهم ".
يذكر أن من بين المتضامنين رجل مسن يدعى " باتريك " بقي صامتاً ولم يشارك البقية النقاش، سأله مراسل معاً...ارى انك صامت ولم تنظم للنقاش والحديث الدائر، هل ذلك يعني انك موافق ومؤيد للمواقف التي ذكرت..؟؟ فأجاب "في البداية انا لا اتحدث الإنجليزية جيداً وهذا سبب، والأهم انني متعب نفسياً، ما شاهدته خلال الأيام الثلاثة من وجودي هنا في فلسطين مؤلم جدا، فمثلاً اليوم كنت في قرية وشاهدت مدى الظلم الواقع على سكانها من قبل المستوطنين والمحتل، كما انني مررت من خلال 4 حواجز عسكرية إسرائيلية، وهذا متعب جداً ومذل".
وختم النقاش بسرد الوفد لقصة حدثت في فرنسا مفادها ان احد محافظي مدينة فرنسية قرأ كتاباً يوضح مدى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وما يعانيه هذا الشعب من ممارسات الاحتلال، فما كان منه إلا ان انتقد إسرائيل في إحدى جلساته، والنيجة انه لم يبق في منصبه في اليوم التالي.
وذكر الوفد الفرنسي أنه سيغادر محافظة طولكرم يوم الأحد القادم، متوجهاً الى محافظة أخرى للتضامن مع أبنائها، وانه سيشارك يوم غد الجمعة في المسيرة السلمية التي تنظم أسبوعاً في بلعين، ويوم السبت سيتوجه الى قرى محافظة طولكرم الشمالية والجنوبية، وسيزور البيوت الملاصقة لجدار الضم والتوسع، وأخرى هدمها الاحتلال لبناء الجدار.