الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحملة الأوروبية: من غير المعقول أن يكتفي العالم بإدانة حصار غزة

نشر بتاريخ: 31/10/2009 ( آخر تحديث: 31/10/2009 الساعة: 17:09 )
بروكسل- معا- عبّرت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" عن استهجانها واستغرابها من العجز الذي يسيطر على المجتمع الدولي مما يجري من الحصار المفروض على قطاع غزة، مشددة على أن عبارات التنديد والاستنكار للحصار "لم تعد تجدي نفعاً في ظل استمرار خنق مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني".

وأكد أنور الغربي رئيس "جمعية الحقوق للجميع" السويسرية والعضو المؤسس لـ "الحملة الأوروبية"، أنه أصبح من غير المعقول أن يكتفي العالم، لا سيما الدول التي تدعي الديمقراطية والإنسانية، بالتنديد بـ"جريمة" الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاث سنوات على قطاع غزة بصورة محكمة، وكأن العالم بكل مكوناته عاجز عن رفع هذا الحصار، ويتملكه العجز أكثر عندما يتعلق الأمر بالضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل إنهاء هذه المأساة الإنسانية، والتي تحصد كل يوم المزيد من ضحاياها أمام أعين العالم أجمع، حسب تعبيره.

واعتبر الغربي أن استمرار فرض الحصار هو "تنكّر دولي للمعاهدات والمواثيق الإنسانية الدولية، ووصمة عار على جبين الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق الإنسان، والتي تضمن حياة المدنيين حتى في حالات الحروب"، مذكراً بأن الميثاق الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يعرّف "الإبادة" بأنها "كل تصرف من شأنه فرض أوضاع معيشية على جماعة من الناس تؤدي إلي تدمير حياتهم كلياً أو جزئياً‏"،‏ وفي المادة الثامنة من الميثاق الأساسي نفسه تعرّف "جرائم الحرب" بأنها تشمل "تجويع البشر‏،‏ أو تعمد منع إيصال المواد الإغاثة إليهم‏".

وطالب عضو الحملة الأوروبية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بفرض عقوبات حقيقية على الجانب الإسرائيلي تجربه على إنهاء الحصار، لا سيما بعد أن ضرب عرض الحائط دعوة الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية برفع الحصار عن غزة ولم يكترث لها، مؤكداً أن الموقف الإسرائيلي "مثّل صفعة قوية لتلك الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة ومساً مباشراً بها وبمبادئها الإنسانية التي تتغنى بها".

وأضاف الغربي: "إننا في الحملة الأوروبية نطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمنح موضوع رفع الحصار والسماح بإعادة إعمار غزة، التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة، صفة التنفيذ العاجل والحقيقي، وعدم انتظار الموافقة الإسرائيلية من أجل فتح المعابر، بل ممارسة الضغوط عليها بكل الوسائل"، داعيا إلى أن يكون على رأس جدول أعمال مناقشة تقرير غولدستون بشأن الحرب على قطاع غزة، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة المقرر الأسبوع المقبل، المطالبة الفورية برفع الحصار عن القطاع فوراً.

ولفت الغربي الانتباه إلى أن "عدم تحرك دول العام لاتخاذ موقف حاسم من أجل فتح المعابر بشكل كامل ومستمر وإنهاء الحصار يُعد مشاركة فعلية في حرب "الإبادة الجماعية التي تمارس ضد هذا الشعب وإمعاناً في قتل المزيد من المرضى"، على حد تعبيره.