الأربعاء: 22/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

مركز لاجئ مشاريع شبابية.. وخطى مستقبلية

نشر بتاريخ: 31/10/2009 ( آخر تحديث: 31/10/2009 الساعة: 20:09 )
بيت لحم - معا- قال صلاح عجارمة مدير مركز "لاجيء" ان انشاء المركز جاء لإثبات الجذور الوطنية والثقافية والفنية التراثية لشعبنا التي حاول الاحتلال بممارساته المقصودة طمس القضية، وإفراغ الإنسان الفلسطيني من كل مضامينه وقيمه الإنسانية.

واضاف :"ان مركز لاجىء يعنى بقطاع اللاجئين الفلسطينيين لان هذا القطاع الواسع لازال يعاني القسط الأكبر من مأساة الشعب الفلسطيني، ويصب المركز جل اهتمامه على الجيل الصاعد من أجيال اللجوء بهدف المحافظة على المحتوى الإنساني له، من خلال تجذير الانتماء الوطني، وفتح الأفاق على سبل بناء المستقبل المنشودة .

من الجدير ذكره ان تركيز لاجئ على قطاع اللاجئين لا يعني بأي حال من الأحوال، إسقاط لاجئ لبقية قطاعات وفئات الشعب الفلسطيني من برامجه ونشاطاته واهتماماته ، إنما يأتي تركيزه هذا، منسجما مع هدفه في تفعيل الحركة المجتمعية الفلسطينية بعيدا عن نزعات التشرذم او النعرات الفئوية أيا كانت جذورها، وأيا كانت وجهتها .

وتابع عجارمة : إن مركز لاجئ يسعى إلى خلق حالة ايجابية تتفاعل خلالها كافة قطاعات الشعب الفلسطيني مع ذوي القدرة والكفاءة وصولا للارتقاء بهم ثقافياً وفنياً ومجتمعياً بما ينسجم مع المصلحة الوطنية العامة، وعليه فأن أهداف المركز تتمثل بتشكيل بؤرة مؤسساتية فاعلة وقادرة على جمع المهتمين من أبناء الشعب الفلسطيني لخدمة باقي القطاعات المختلفة، والانتقال من حالة الركود ، إلى حالة ايجابية، يمكن من خلالها، خلق قدرات وكفاءات جديدة في الشارع الفلسطيني وذلك عبر تجميع أصحاب القدرات والكفاءات والإفادة منهم في تطوير وصقل أصحاب المواهب و الطاقات الكامنة، والعمل على تنشأة جيل جديد قادر على التفكير، والإبداع والاختيار، ليكون جيلا رائدا ومنتميا بحق وفق رؤيته وأرادته المستقلة، ويقدم المركز الإنسان الفلسطيني للعالم على حقيقته، بصورة تنسجم مع مصالح الشعب الوطنية، والإسهام في بناء المجتمع الإنساني على أساس العدالة والمساواة والحرية عبر التفاعل مع المؤسسات العالمية المعنية.

وعن رسالة المركز قال عجارمة أن المركز يؤمن بالحاجة للنهوض بوعي اللاجئين الفلسطينيين عن طريق رفع مستواهم الثقافي ، والذي سيكون دعامة أساسية ينهض عليها المستقبل ويتطلع المركز إلى الإفادة من الحركة الإنسانية العالمية الهادفة إلى تخليص شعوب العالم من معانتها عبر الاهتمام بالإنسان ككائن اجتماعي، له حقوق طبيعية، وحقوق مكتسبة، لا يجوز المس بها او الانتقاص منها ، لان في هذا هدر لإنسانية الإنسان والمركز يتطلع إلى بناء أوثق للعلاقات مع شعوب العالم و مؤسساته التي تنسجم مع الغايات الإنسانية بعيدا عن الأحقاد من مخلفات الاستعمار ، وبعيدا عن العقائد الفئوية والعنصرية المعادية لحركة التطوير الإنسان.

وبالنسبة للمرأة ودورها في كل هذه الخطط والمشاريع والرؤى المستقبلية قال صلاح عجارمة : يعتبر المركز المرأة نصف المجتمع ، وان دورها ، دور أساسي في تطويره والنهوض به ، و لذلك فان فتح الباب أمامها ودعمها للمشاركة في النشاط الإنساني ، يعد ركيزة أساسية لا يقوم البناء الإنساني الصحيح الا بها ، فلقد ان الأوان للخروج من دائرة الشعارات المنادية بمساواة المرأة بالرجل ، إلى حيز الممارسة الفعلية الشاملة دونما انقطاع او تقصير أوعرقلة.

واضاف: للمركز العديد من الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها على مدار العام ومنها مخيم العمل الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتي ينظمها مركز لاجئ مذ العام 2001، حيث يستضيف المركز مجموعة من المتطوعين الأجانب كل عام، ولدى مركز لاجئ معرض دائم من الصور الفوتوغرافية التي نفذت خلال مشاريع المركز الفنية للتصوير الفوتوغرافي والرسم، حيث يزور هذا المعرض العديد من الوفود الدولية من الزوار الأجانب والفلسطينيين. كما ينظم المركز مخيم صيفي للأطفال بشكل سنوي، يشارك في أنشطة المخيم كل عام قرابة 150 طفل.

ويعمل المركز على تنفيذ العديد من المشاريع من أبرزها وأهمها مشروع مجلة صوت الشباب اللاجئ ( صوتنا ) والذي يهدف بشكل عام إلى تعزيز الوحدة والديمقراطية وحقوق الإنسان والحقوق والواجبات المدنية للاجئين، ولخلق أساس متين يستطيع من خلاله صوت الشباب اللاجئ أن يعلوعاليا محليا وعالميا من خلال نشر " مجلة الشباب اللاجىء ".

ويهدف مركز لاجئ من خلال هذا المشروع والممول من الاتحاد الأوروبي إلى خلق شبكة تواصل قوية وفعالة مؤلفة من ستة مخيمات للاجئين موجودة في ستة تجمعات بشرية رئيسية في الضفة الغربية وهي " مركز لاجئ – (مخيم عايده ) ومركز يافا الثقافي ( مخيم بلاطة )، ومركز " كي لا ننسى ( مخيم جنين) ومركز الأطفال ( مخيم قلنديا ) ومركز الأطفال الاجتماعي ( مخيم عقبة جبر في أريحا)، بالاضافة للمركز الثقافي لأطفال فلسطين ( مخيم الفوار في الخليل.

وعن الأنشطة التي يتضمنها المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي ، اكد عجارمة : يتطلع المشروع في عامه الأول الى أن يشكل "مركزلاجئ " فريقاً من المختصين المؤهلين في مجالات عدة منها حقوق الإنسان، الديمقراطية، المواطنة والقانون، المساواة بين الجنسين، وحقوق المرأة، والصحافة والكتابة الصحفية، والقضية الفلسطينية ووسائل حل الصراع، والتصوير، وسوف ينسق هؤلاء المختصون حلقات عمل مؤلفة من 15 طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم بين 14 و 15عاما في كل مركز من المراكز المشتركة.

وتهدف حلقات العمل هذه إلى تطوير معرفة المشتركين في كل موضوع من المواضيع المتناولة في هذا المشروع، ثم وضعهم في مناصب ووظائف محددة حيث يستطيعون من خلالها البدء بإنتاج مقالات ورسومات وصور تنشر في " مجلة الشباب اللاجئ " والتي سيصدر العدد الأول منها في الربع الأخير من هذا العام 2009 وتستمر مع استمرار المشروع وذلك حتى العام 2011 اما السنتان الثانية والثالثة من هذا المشروع فتهدفان إلى ضم مجموعات أخرى لمجموعة المشتركين في السنة الأولى في كل مركز من المراكز المشاركة حتى يصل عدد المشتركين الى 210 طفلاً/ شاباً فلسطينياً في الضفة الغربية، حيث ينتهون بالعمل معاً عن قرب وتواصل في السنة الثالثة.

واضاف عجارمة والذي يوجه شكره للاتحاد الأوروبي ان هذا المشروع يعد من أهم المشاريع التي حصل عليها مركز لاجىء منذ تأسيسة فالاتحاد ألأوروبي أعطانا الفرصة لأن نبدع في هذا المشروع وأن نكون على حسن ظن الممولين في هذه المشاريع .

نسرين الأزرق وهي احدى الطالبات المشاركات في هذا المشروع تقول : أن هذا المشروع أضاف لها الكثير وغير شخصيتها حيث أنها كانت بالسابق خجولة وتجد صعوبة في التعبير عن ما يدور بداخلها أما اليوم فقد أًبحت اجتماعية أكثر وتستطيع التعبير عن نفقسها بطريقة أفضل من السابق وهي توجه شكرها للاتحاد الأوروبي ليس باسمها فقط بل وباسم كل شاب وصبية فلسطينية شاركوا بهذا المشروع الرائد .

وأما زميلها عبد الفتاح دعاجنة من مخيم عايدة فيقول أن الشاب الفلسطيني بحاجة لدورات تثقيفية وتعليمية ومشاريع ترفيهية واجتماعية وثقافية حتى تزداد ثقته بنفسة ويوجه شكره أيضا للاتحاد الأوروبي الذي مول هذا المشروع ويوجه شكرة أيضا لمركز لاجىء والقائمين عليه .