الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عادل سمارة: الحصار المالي والسياسي على الشعب وحكومته المنتخبه يستهدف اسقاط حق العودة

نشر بتاريخ: 12/04/2006 ( آخر تحديث: 12/04/2006 الساعة: 19:05 )
بيت لحم - معــــــــاً - استبعد د. عادل سمارة ، استاذ الاقتصاد السياسي في جامعة بيرزيت امكانية حدوث كارثة او مجاعة في الاراضي الفلسطينية خلال الفترة الوجيزة القادمة .

واكد سمارة ان حدوث مثل هذه الكارثة يعتمد على الفترة الزمنية ، بمعنى هل ستحدث المجاعة بعد ايام او خلال اشهر ، وقال : " لا اعتقد ان المسألة ستحدث خلال ايام ، وعلى الفلسطينيين ان يدركوا قضية هامة ، وهي ان استجداء العالم والبكاء لا يجدي كثيراً " .

وفي حديث اجراه معه مراسلنا في القدس وصف د. سمارة اداء الحكومة الحالية في تعاطيها مع الحصار الاقتصادي الذي تواجهه بأنه " ايجابي من حيث النوايا ولكن من الناحية العملية لا اعتقد ان الحكومة الحالية هي في موقع القدرة على حل الاشكالية ".

واضاف سمارة ً : " الواقع العربي لا يسمح بأن تتخذ الانظمة العربية جميعها موقفاً معارضاً للعقوبات الامريكية ، الا اذا ارادت احدى هذه الدول ان تتخذ مواقف مثل كوبا ، او ايران ، او كوريا الشمالية في نزاعاتها مع امريكا ، كما ان الواقع العربي لا يسمح بذلك ، ولا يمكن ان تشكل التحويلات المالية من بعض الانظمة العربية ، او فتح حسابات في احد البنوك للتبرع للسلطة بحل جذري لازمتها المالية ، قد تنفع مثل هذه التحويلات والتبرعات لاغاثة منكوبين من كارثة زلزالية ، لكن في الحالة الفلسطينية لا يمكن ان تشكل حلاً عملياً ، ولهذا فالحكومة الحالية في مأزق وبالتالي لا تستطيع لوحدها حل مأزقها المالي " .

ورداً على سؤال حول مشاركة منظمات دولية في الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ، وفيما اذا كانت هذه المشاركة مستغربة ، قال د. سمارة : " هذا غريب عند طيبي النوايا ، لكن الحقيقة العملية التي يعرفها العرب والمسلمين في السنوات الاخيرة اي في حقبة العولمة خلال ربع القرن الماضي ، هي ان المنظمات الدولية في النهاية منظمات اميريكية تتحكم بها الولايات المتحدة ، فعندما يفرض امين عام الامم المتحدة من قبل اميريكا ، وكذلك رئيس صندوق البنك الدولي فلماذا الغرابة ، اعتقد ان القضية تتلخص في اننا مازلنا لا نعرف كيف نعادي " .

و حذر د. سمارة من اية مشاركة لقوى فلسطينية في حصار حكومة حماس - وقال : " اعتقد ان كل فلسطيني يتعاطى مع مشروع المقاطعة حتى ولو بالسلب ، فهو مشارك بهذا الحصار بطريقة او بأخرى ، ولا اعتقد ان هذا هو الشكل الطبيعي للمنافسة السياسية فيما بيننا كفلسطينيين ، انا لا اقول ان حركة " حماس" هي حركة بريئة بالمطلق ، ولكن هذا لا يعني ان يساهم الفلسطينييون في محاصرتها ، علينا ان نختبر حماس فيما يتعلق بأدائها اذا كان ديمقراطياً وشفافاً ام لا ، وبغير هذا ، فإن اي فلسطيني سواء كان رسمياًُ او من منظمات تسمي نفسها " غير حكومية " تشارك في هذا الحصار .. فتلك قضية خطيرة جداً .

واعتبر د. سمارة ان الحصار المالي والسياسي الذي تواجهه حماس وحكومتها الان يستهدف اسقاط حق العودة ، وقال : " ما يحصل في حالتنا الفلسطينية من ابتزاز دولي ، هو وضع نموذجي ، واعتقد ان كل الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين الان هي من اجل اسقاط حق العودة فمنذ العام 1937 قال الاوروبيون وكذلك الاميريكيون بصورة واضحة لا تقبل التأويل بضرورة طرد الفلسطينيين كي يوطنوهم بعيداً عن فلسطين ، وتقام اسرائيل لتبقى وكل الامور تصب في هذا الاتجاه الان ، اي انك تعطى المال الان كريع سياسي ومالي مقابل ان تتنازل عن وطنك " .