الاستيطان يقصم ظهر المفاوضات.. الخيارات والمخارج والتداعيات!
نشر بتاريخ: 01/11/2009 ( آخر تحديث: 02/11/2009 الساعة: 09:47 )
بيت لحم -تقرير وكالة "معا "- بتصريحاتها الاخيرة التي حملت فيها القيادة الفلسطينية المسؤولية عن تعثر المفاوضات، واشادتها بما وصفته بالعرض غير المسبوق لنتنياهو ازاء مسالة الاستيطان ورفضها الاستجابة للمطالب الفلسطينية لوقف الاستيطان شرطا لاستئناف المفاوضات، وتحديد مرجعية لعملية السلام تكون وزيرة الخارجية الامركية قد كشفت وبشكل واضح عن ملامح الموقف الامريكي من عملية السلام والذي شهد تراجعا عما سبق واعلنه الرئيس الامريكي اوباما في خطابه الذي القاه في القاهرة من على منبر جامعة القاهرة ،والذي اشاع اجواء بامكانية ممارسة الولايات المتحدة ضغطا على اسرائيل لحملها على الاستجابة لمتطلبات عملية السلام.
ويرى مراقبون ان الموقف الامريكي المنحاز كليا الى اسرائيل، شكل انعطافة حادة في عملية السلام ،يهدد بالذهاب الى خيارات من شانها اعادة الامور الى المربع رقم واحد.
ودعا المراقبون القيادة الفلسطينية الى الثبات على مواقفها، محذرين في الوقت ذاته من الذهاب الى المفاوضات مع الاستيطان باعتبار ذلك يشكل "انتحارا سياسيا".
غسان الخطيب: على القيادة ان تثبت على مواقفها
واقترح الدكتور غسان الخطيب مسؤول مركز الاعلام الحكومي لوكالة معا على القيادة الفلسطينية بان توسع دائرة اتصالاتها الدبلوماسية لتشمل الدول العربية وصولا الى اعضاء مجلس الامن لفتح نقاش مع هذه الدول داعيا في الوقت ذاته الى عدم التقليل من شان الاعتماد على عملية السلام كخيار استراتيجي .
ودعا الخطيب القيادة الفلسطينية الى التركيز على عملية البناء وتقوية العوامل الذاتية ومراجعة برنامج الحكومة والذي يعطي افقا للصمود في المناطق التي تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية "ج" لخلق احتكاكات وانضاج وضع داخلي لانهاء الاحتلال .
وتابع قائلا": يجب وضع حد لمسؤولية اسرائيل عن انهاء الاحتلال والعمل على جعل ذلك مسؤولية دولية لان الاعتماد على عملية السلام يجعل انهاء الاحتلال مسؤولية اسرائيلية فقط.
وطالب الخطيب القيادة الفلسطينية بالثبات على موقفها وعدم الذهاب للمفاوضات في ظل الاستيطان, وقال": ان الذهاب الى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان يعني شرعنته.
واضاف"فكما ثبتت اسرائيل على موقفها ورفضت الضغط الامريكي ،علينا نحن ايضا ان نرفض الضغط الامريكي الممارس علينا لنفتح المجال امام الادارة الامريكية لاجراء تعديل على موقفها لان ادارة اوباما تنطلق من منطلق مصالح لا من منطلق مبدئي".
المصري: الذهاب للمفاوضات مع الاستيطان انتحار سياسي
اما المحلل السياسي هاني المصري فقد اعتبر استئناف المفاوضات في ظل استمرار بناء الاستيطان بمثابة انتحار سياسي وليس مجرد خطا.
وقال المصري في حديث لوكالة "معا " ان هذا الخيار جرب في السابق واسرائيل كانت تكسب الوقت في المفاوضات للتغطية على خلق حقائق على الارض.
واضاف: ان التراجع الامريكي عن مسالة وقف الاستيطان يجب ان يفتح خيارات للوحدة الوطنية واستعادة البعد العربي، لجهة مقاطعة الاستيطان كليا ،واعادة تفعيل المحكمة الدولية ،وتقرير جولدستون لحشر اسرائيل في الزاوية في ظل معارضة عالمية للاستيطان باستثناء امركيا".
وقال": اسرائيل لن تغير موقفها الا اذا ما شعرت انها ستخسر اكثر مما تربح".
ودعا المصري القيادة الفلسطينية الى جمع اوراق الضغط، من الامم المتحدة الى الراي العام العالمي وطرح القضايا على طاولة الحوار .ويجب البحث عن خيار اخر ليس متطرفا ولكنه مختلف عن خيار السلام.
رباح: ضرورة البحث عن خيارات
اما المحلل السياسي والكاتب يحيى رباح فقال لوكالة معا ان الادارة الامريكية تعاني من مازق مركب يتمثل في الفشل في احداث اختراق حقيقي في عملية السلام عن طريق ممارسة ضغط مؤثر على اسرائيل لا سيما وان لها تجربة سابقة في هذا المجال مع نتنياهو في العام 99.
واشار رباح الى ان الادارة الامريكية تمارس "نظام الايحاء" في سياستها وذلك بالطلب من الفلسطينيين بالذهاب الى المفاوضات دون شروط مع انتظار كرم نتنياهو وهذا منطق غير سياسي تمارسه ادارة اوباما ولن يجدي نفعا.
اما فيما يتعلق بموقف القيادة الفلسطينية الرافض للمفاوضات في ظل الاستيطان فقال :ان ذلك يحتاج لحضور للقيادات الفلسطينية والنخب السياسية للبحث عن خيارات اخرى في حال استمرار الفشل الامريكي .
واضاف": ان سمعة الرئيس الامريكي اوباما تدنت بعد ان جاء عبر موجة من التغيير وبعد خطابه في القاهرة ولكنه لم يستطع حتى اللحظة ان يحول اقواله الى افعال وحتى موضوع المستوطنات الذي تحدث عنه نراه اليون عاجزا عن احداث اي تغيير نوعي."