بحضور فياض-الإغاثة الطبية تحتفل بتخريج فوجين من العاملات الصحيات
نشر بتاريخ: 03/11/2009 ( آخر تحديث: 03/11/2009 الساعة: 20:31 )
رام الله- معا- احتفلت كلية صحة المجتمع في الإغاثة الطبية الفلسطينية بتخريج الفوجين الثامن عشر والتاسع عشر من العاملات الصحيات بعد أن انهين درجة الدبلوم بحضور حشد جماهيري كبير من مختلف انحاء الضفة الغربية.
وهنا الدكتور فياض في كلمة له اسرة الاغاثة الطبية في الذكرى الثلاثين لتأسيسها وفي الذكرى الخامسة والعشرين لإنشاء كلية صحة المجتمع التابعة لها.
واضاف فياض ان الاغاثة الطبية حملت معاني سامية وقدمت على مدى ثلاثين عاما عطاء كبيرا في مجال الرعاية الصحية والتثقيف الصحي وان كل هذا لدليل ساطع على قدرة شعبنا على العمل والبناء وان الاغاثة الطبية ساهمت في تمكين هذا الشعب من الصمود على أرضه.
واكد فياض ان هناك معنى ساميا لهذا الحدث وما تمثله الاغاثة الطبية الا وهو ضرورة التكامل بين كافة المستويات الرسمية والاهلية لتوفير الخدمات لابناء شعبنا.
واثنى رئيس الوزراء على ما قاله الدكتور البرغوثي حول الحد من عدد الوفيات في صفوف حديثي الولادة مما جعل فلسطين في مقدمة الدول في مجال الرعاية الصحية الاولية وان هذا لم يكن ليتاتى لولا تضافر الجهود الرسمية والاهلية.
وقال فياض ان اهتمام الاغاثة بالمراة وتخريج هذه الكوكبة من بناتنا هو تعزيز لدور المراة الفلسطينية معربا عن تهانيه للخريجات وذويهن.
واكد فياض ان برنامج حكومته يهدف الى انهاء الاحتلال خلال عامين وانها عاقدة العزم على البناء والتطوير في كل المناطق رافضا تصنيفات الاحتلال لمناطق (ا و ب و ج) وان تلك التصنيفات غير موجودة في قاموس حكومته حتى انهاء الاحتلال من كامل الاراضي المحتلة منذ عام 67.
من جانبه اعرب النائب الدكتور مصطفى البرغوثي مؤسس ورئيس الاغاثة الطبية عن شكرة لرئيس الوزراء ولاعضاء السلك الدبلوماسي ممثلي اليابان والسويد والاردن وايطاليا واسبانيا وجنوب افريقيا وممثلي المؤسسات الدولية الداعمة للاغاثة وممثلي وزارتي الصحة والتربية والمؤسسات الصحية الرسمية والاهلية والهيئات المحلية واهالي الخريجات والعاملين والمتطوعين في الاغاثة واعضاء ادارة وهيئة التدريس في كلية صحة المجتمع على مشاركتهم في هذا الاحتفال.
وقال البرغوثي انه في الذكرى الثلاثين لانشاء الاغاثة الطبية التي جسدت الامل والعمل معا ونحن نحتفل بتخريج فوجين من طالبات كلية صحة المجتمع فان فرحتنا تبقى ناقصة لاننا لم نستطع اشراك اخوة واخوات لنا من قطاع غزة بسبب الحصار الاسرائيلي على القطاع.
واكد البرغوثي اننا لم نكن لنحتفل اليوم بهذا الانجاز لولا مثابرة اؤلئك الخريجات وتفاني ادارة الكلية والهيئة التدريسية .
واضاف النائب البرغوثي ان الاغاثة الطبية قطعت مسيرة شاقة وصعبة ،مسيرة لم تخل من ملاحقة الاحتلال وضعف الامكانيات مشيرا الى ان الاغاثة بدات مسيرتها قبل ثلاثين عاما بثلة من المتطوعين بدون امكانيات واستطاعت ان تستمر وان تقدم افضل الخدمات لشعبنا وتبني افضل النماذج الصحية التي يحتذى بها في العديد من دول العالم.
وقال البرغوثي ان نسبة الوفيات بين الاطفال حديثي الولادة وصلت ابان انشاء الاغاثة الى 150 طفلا بين كل الف مولود الى ان اصبحت الان 20 طفلا فقطوان هذا لم يكن ليتاتى لولا العمل الرائد الذي تقوم به الاغاثة الطبية بالتعاون مع مختلف المؤسسات الصحية الاخرى.
واستعرض البرغوثي عدة نماذج من المساعدات التي قدمتها الاغاثة الطبية وانتهت بانقاذ حياة العديد من المرضى بينهم الطفل محمد الشاعر من نابلس الذي ساعدته الاغاثة في زراعة قلب له منذ ان كان طفلا واصبح اليوم يجلس على مقعد الدراسة في الجامعة .
واشار البرغوثي الى ممارسات الاحتلال وقمعه واعتداءاته على طواقم الاغاثة ومؤسساتها ،مذكرا بفرق الاسعاف التي لن ينسى احد دورها في الاجتياحات وحظر التجول وهي توصل الادوية والطعام الى المنازل ،وكذلك دورها في اسعاف جرحى المواجهات مع الاحتلال في مناطق الجدار وخلال انتفاضة الاقصى .
واشاد النائب مصطفى البرغوثي بحجم التعاون بين الاغاثة الطبية ووزارة الصحة ووكالة الغوث والمؤسسلات الصحية الاهلية من اجل تقديم افضل الخدمات الطبية لشعبنا.
واشار البرغوثي الى حصول الاغاثة الطبية على جائزة منظمة الصحة العالمية لعام 2003 لدورها في بناء افضل نموذج صحي مؤكدا ان افضل تلك النماذج هي كلية صحة المجتمع معربا عن امله في تتوج تلك الجهود باعتماد مهنة العاملات الصحيات اسوة بالمهن الاخرى .
وقال البرغوثي ان العاملات الصحيات هن المثقفات والممرضات والمعالجات والراعيات للحوال والمواليد والمتابعات للمسنين وذوي الامراض المزمنة والعاملات في مجتمعاتهن من اجل رفع المستوى الصحي فيها واصفا اياهن بضمير واساس الرعاية الصحية الاولية.
واكد البرغوثي ان الصحة مثل الماء والهواء وهي حق للجميع وليست سلعة تباع وتشترى ،موضحا ان البشرية لن تصل الى كمالها ما لم يتحقق الهدف النبيل وهو الصحة النوعية للجميع بغض النظر عن الفقر والغنى او الجنس اوالعرق اوالدين اوالانتماء اوالمعتقد.
واكد البرغوثي ان من واجبنا مواجهة سياسة الامر الواقع الاسرائيلية بسياسة امر واقع من جانبنا مشددا على ان الدولة الفلسطينية لن تبنى بموافقة الاحتلال بل بارادة وعزيمة واصرار شعبنا ومقاومته الشعبية .
وحيا البرغوثي كل انصار شعبنا وحملة التضامن الدولية وحملة المقاطعة والعقوبات المتصاعدة ضد الاحتلال الاسرائيلي ونظامه العنصري.
واختتم البرغوثي كلمته بتوجيه التهنئة للخريجات واسرهن التي اعطت دون حدود لكي ترى فلذات اكبادهن تصعد سلم التفوق والنجاح.
من جهته اعرب نالس اليسون قنصل السويد عن سعادته لمشاركته في الاحتفال في الذكرى الثلاثين لتاسيس الاغاثة الطبية .
وقال اليسون ان الاغاثة كانت وما زالت شريكا مهما وان الدكتور مصطفى البرغوثي يحظى بتقدير عال من قبل حكومة السويد على جهوده من اجل شعبه وقضيته.
واضاف ان وزيرة التنمية السويدية كانت زارت الاغاثة الطبية ومركزها الطبي في قرية سنجل واطلعت عن كثب على دور هذه المؤسسة الرائدة في تقديم الخدمات الطبية والعلاج لابناء شعبها،مشيرة الى ان الاغاثة حصدت جوائز دولية عدة على دورها المتميز في الرعاية الصحية والبروتوكولات والسياسات الصحية التي انشاتها وبات يحتذى بها في دول عدة.
وهنأ القنصل السويدي الاغاثة والخريجات حيث قدم هدية للاغاثة الطبية باسم الاتحاد الاوروبي تكريما لها على جهودها ومثابرتها الواضحة.
واكد حيدر ابو غوش مدير عام الاغاثة الطبية ان الاغاثة شقت طريقا لم تكن مفروشة بالورود وانه نالها ما نالها من عدوان الاحتلال في مسعى لافشال دورها عبر اعتقال أطبائها وتدمير مقراتها ومنع طواقمها من الوصول الى المناطق النائية ومناطق الجدار.
وقال ابو غوش اننا استطعنا بجهود العاملين والمتطوعين ان نقدم افضل الرعاية الصحية الأولية لابناء شعبنا وان نضمد جروح المكلومين وان نوصل الخدمات الطبية الى المواطن في أماكن سكناه عبر العيادات المتنقلة .
واشار ابو غوش الى ان الاغاثة الطبية واجهت سياسات الاحتلال بسياسات وطنية وأفشلت محاولاته جعل القطاع الصحي الفلسطيني تابعا للاحتلال في وقت كانت تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة دقيقة وحساسة.
واشار ابو غوش الى العديد من البرامج التي تقدم الرعاية الصحية في مجالات المراة والطفولة والشباب والامراض المزمنة والتثقيف الصحي وغيرها.
واستعرض الدكتور عبد الله ابو شرارة مسيرة كلية صحة المجتمع ومساهماتها الفاعلة في العمل الصحي التنموي ورفد المجتمع الفلسطيني بمئات العاملات الصحيات وإشراك الآلاف من المهنيين الصحيين في برنامج التعليم المستمر من كافة المؤسسات الصحية الرسمية والاهلية.
واشار الى التعاون بين الكلية وباقي المؤسسات الصحية الرسمية والاهلية خاصة في مجال مشروع ضمان الجودة عبر ثلاثة هي التقييم الذاتي المؤسساتي والتخطيط الاستراتيجي وعمل الابحاث مشيرا الى الشراكة الكاملة مع كلية ابن سينا للعلوم الصحية.
وهنأ ابوشرارة الخريجات وذويهن بمناسبة تخرجهن متمنيا لهن التوفيق في حياتهن العملية.
والقى ممثل وزارة التربية كلمة هنأ فيها الخريجات مشيدا بالتعاون القائم بين وزارته والاغاثة الطبية.
والقت خضرة الدويك نقيب نقابة العاملات الصحيات اكد فيها على الدور البناء لتلك العاملات ودور النقابة التي مضى عام على تاسيسها.
واعربت هبة الجمل في كلمة باسم الخريجات عن شكرها للاغاثة الطبية وكلية صحة المجتمع على ما قدمته لهن من رعاية وعناية على مدار سني التحاقهن بالكلية ورفدهن بالمعرفة والعلم من اجل مساعدة مجتمعاتهن.
وتضمن الاحتفال فقرات فنية قدمتها فرقة بارنبيويم سعيد وفرقة الدبكة الشعبية التابعة لمركز الشباب المجتمعي في حين قام النائب الدكتور مصطفى البرغوثي وحيدر ابو غوش ومها ابو شوشه وجمانه عودة والدكتور علام جرار والدكتور عبد الله ابو شراره والدكتور محمد عبوشي والدكتور محمود بريغيث وحازم الخاروف ونجاة ابو كويك عريفة الحفل وعايدة عايش بتوزيع الشهادات على الخريجات في حين جرى تكريم العاملات الصحيات الرائدات في الاغاثة الطبية اللواتي مضى على تخرجهن عشرون عاما.
وشارك في الاحتفال الذي أقيم في قصر رام الله الثقافي كل من رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وامين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي وسفراء وقناصل عدد من الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة ومدير عام الاغاثة الطبية حيدر ابو غوش وعميد كلية صحة المجتمع الدكتور عبدالله أبو شرارة والمدراء والعاملون والمتطوعون في الإغاثة الطبية وأهالي الخريجات وممثلو الهيئات والمؤسسات الأهلية والمحلية ووزارتي التربية والتعليم العالي والصحة.