الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسماعيل هنية غاضبا ومنفعلا في خطبة الجمعة يغمز للرئاسة : انا مش طرطور

نشر بتاريخ: 14/04/2006 ( آخر تحديث: 14/04/2006 الساعة: 13:52 )
وكالة معا - بدا رئيس الوزراء غاضبا متوترا و" زعلان " من جهات لم يذكرها بالاسم لكنه قال : اعطونا حكومة لا تملك صلاحيات الحدود ولا الامن واعطونا خزينة خاوية مديونة بسبعمئة وخمسين مليون دولار وحاصرونا وقطعوا الدعم وطلبوا منا ان نصرف رواتب الموظفين بقصد افشالنا .

وامام اكثر من عشرين الف مصل ومئة الف لاجئ فقير وملايين المشاهدين على قناة الجزيرة المباشرة القى رئيس الوزراء الفلسطيني خطبة الجمعة في المسجد الكبير بمخيم جباليا، وقال ان جباليا وبيت لاهيا والنزلة وسكان المشروع هم حماة المقاومة والمدافعون عن الحرية .

وتطرق هنية الى ظاهرة التحزب والتحالف ضد الاسلام والمسلمين، وذلك كظاهرة قديمة جديدة قديمة منذ عهد الرسول محمد ( ص ) وحتى اليوم، واعتبر ان هذا التحزب ضد الفئة التي ابتعدت عن المحرمات والذين يسعون للخير ومحاولة اجهاض تجربة الشعب الفلسطيني المبارك الذي اختار قيادته عن طريق صناديق الاقتراع .

وازاء هذه الظاهرة قال هنية: نسير الى كتاب الله واحاديث الرسول والى سيرة العظماء من ابناء هذه الامة، لصون كرامة الامة وليقولوا " اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا".

ووصف هنية الموقف الغربي ضد حكومة حماس بالتحالف غير المقدس، تحت مبررات واهية واسهب في الحديث عن الصمود والمقاومة لافشال التحزب ضد حكومته وان الله مع المؤمنين.

وعن قطع المساعدات عن شعب فقير مقهور مظلوم، نصح رئيس الوزراء الشعب الى الذهاب لقراءة القران للحصول على السكينة في قلوبهم ردا على الحصار، وقال " انا ابشركم ان هذا الحصار انما يأتي في مرحلة تمحيص، وليعلم الله من هم المنافقين والكاذبون، ومن هم المؤمنون المتماسكون.

واضاف ان مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين وسيفتح الله بركاته من السماء عليكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون " .

واضاف مكررا : احتموا بكتاب الله واحاديث الرسول كرد على الحصار المفروض من الغرب على الشعب الفلسطيني .

واستخدم رئيس الوزراء الفلسطيني مصطلح بلاد الشام وهي الدولة العربية الاسلامية التي تجمع بين سوريا ولبنان والاردن وفلسطين وكانت موجودة قبل اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي الى دويلات، وقال ان رسول الله قال ان بلاد الشام لا تجوع ابدا .

واضاف ان الشعب الفلسطيني يتقدم، وذكر ان طالب مدرسة تبرع له يوم امس بمصروف جيبه لوزارة المالية وقال ان ميزان العشرين شيكلا يوم القيامة سيكون اثقل من جبل احد وكذلك الباعة والفقراء الذين يتبرعون لوزارة المالية مهما كان المال قليلا الا ان المواقف عظيمة وهي رسالة للاتحاد الاوروبي وامريكا واسرائيل، وان الشعب لن يتخلى عن تجربته وحكومته مهما كان الحصار ثقيلا، وصاح هنية بكل انفة : سنأكل الزعتر وعشب الارض ولن نخون ولن نهون.

واستغرب رئيس الوزراء كيف ان حكومته ليست مسؤولة عن الامن او المعابر ولكنها الان تصبح مسؤولة عن توفير رواتب الموظفين ؟؟؟؟.

ومع ذلك صرح بان حماس ضد تصادم البرامج وانما مع تكامل البرامج، ولكن في ذات الوقت ان حماس ليست غبية، واستشهد بقول الخليفة عمر بن الخطاب " لست بالخب ولا الخب يخدعني " وشرح يقول انا مش طرطور ولا الوزراء في حكومتي ساهون.

ثم قال "حكومتي هذه ستنهي فترتها القانونية وستستمر 4 سنوات باذن الله تعالى، وان برنامج الحكومة قائم على اسس الاصلاح والتغيير والحفاظ على الثوابت، ونحن نريد اصلاحا لان الواقع يريد اصلاحا وان حكومة حماس تسلمت خزينة خاوية ومديونة 750 مليون دولار وانها تسلمت وزارت جرى تغيير هياكلها بقرار مقصود، ومع ذلك سنصلح ونغير بالقانون والنظام لحماية حقوق جميع ابناء الشعب الفلسطيني، وسنكون امناء على ذلك .

وقبل اعلان الصلاة قال بعنفوان وغضب على الغرب وعتب على الاشقاء: ان طريق حكومتي هي طريق الكرامة فشعبنا مجروح ويحتاج الى كرامة ويريد قيادة تضمّد الجراح والشعب الذي اختارعن وعي في صناديق الاقتراع يريد قيادة تضمد الجراح وتحمي العزة، وانا اقول يا اهل شمال قطاع غزة - الذي يتعرض للقصف المدفعي الاسرائيلي - وكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج : لكم قيادة ستحمي كرامتكم ، سنحمي الكرامة ونضمد الجراح ولن نطأطأ الهامة باذن الله .

وشكر المتظاهرين واهالي الاسرى والشهداء الذين جدّدوا البيعة له، وشكر النساء والاطفال والشيب والشبان الذين ثبتوا بعزم على تحدي الحصار، وقال لبعض ابناء الشعب الذين يظنون اللعب على الجراح: تريثوا ولا تتعجلوا فهذه حكومة نبتت من شجرة اصلها ثابت وليست فرعا ضعيفا في الهواء، تريثوا ولا تتعجلوا، فالحكومة لن تسقط .

وكشف رئيس الوزراء بانه اتصل بقادة عرب ومسلمين وحيا عمرو موسى امين عام الجامعة العربية، الذي دعا للتبرع للحكومة وقال بصوت واثق لن تسقط ولن تعزل الحكومة وان الخيارات البديلة خطيرة وعلى " الاطراف الاخرى " ان تدرك ذلك، ومن يخاف الفقر فان الله يغني .

وكشف كذلك عن اتصالات جارية مع رؤساء وزراء دول عديدة والمؤتمرات الاسلامية والعربية ومؤتمر علماء المسلمين بالقاهرة وانه سمع كلاما طيبا من كل من اتصل بهم .

وانتقد رئيس الوزراء من يقول - حكومة حماس - بل نحن حكومة الشعب الفلسطيني ولا نفرق بين احد ولا نحابي احدا وانما نمضي على حق .

وقرأ رئيس الوزراء امام المصلين فقرة من رسالة بطريكرك الارثوذكس في القدس بواسطة ورقة كان يحملها بيده وجاء فيها : ونرفض التحريض المؤسف عليكم، لقد حاولت بعض القوى اقحام المسيحيين وقالوا انكم ستضطهدوننا ونحن نرفض هذه الاتهامات ونقول من القدس اقدس الاقداس لاهل الكتاب ان المسيحيين يعيشون هنا منذ مئات السنين باخوة وامان وقد تمنى البطريرك النجاح قدما لحكومة حماس نحو المزيد من الايمان .

واضاف "لن تسقط القلاع لن تسقط الحصون، لن ينتزعوا منا المواقف التي يريدونها ان تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، لن تسقط القلاع لن تسقط الحصون" انهى رئيس الوزراء خطبيته التي يمكن الاصطلاح عليها بانها خطبة التحدي والاصرار .

وتعقيبا على هذه الخطبة التي فتح فيها رئيس الوزراء " النار " على كل من يراهن على اسقاط حكومته قال رئيس تحرير معا بان الحصار على السيد هنية وعلى حكومته والشعب الفلسطيني ، وفي حال استمر الحصار فانه سوف يجر المنطقة الى تصعيد خطير .

وحيث خاطب رئيس الوزراء الفلسطيني الشعوب الاسلامية والقادة بطريقة تذكّرنا بطريقة الرئيس الراحل ياسر عرفات وهو ما يقودنا للاعتقاد ان العالم الاسلامي ومنظمات حقوق الانسان لن تسكت على تجويع شعب لانه انتخب قيادته ، وان هنية والشعب الفلسطيني سينتصران اجلا او عاجلا على الحصار ، وان امريكا واسرائيل تخطئان في الاستراتيجية وان كانتا تنجحان في التكتيك ، وان الحكومة الفلسطينية تعتمد الان على اشباع الفلسطينيين معنويا قبل تزويدهم بالطعام ما يعني تجييش الشعوب ضد الخصم ، فالشعب الفلسطيني فجّر انتفاضته الاولى رغم ان الوضع الاقتصادي عام 1987 كان في ذروة التحسن ، وفجر انتفاضة الاقصى مع انه كان يحصل على وجبات الطعام والرواتب ما يعني انه شعب يبحث عن الكرامة فعلا ، وعن التخلص من الاحتلال قبل ان يبحث عن دولارات البنك الدولي دون اغفال اهمية العامل الاقتصادي ابدا .