رئيس تحرير الحياة الجديدة يعتبر اسئلة استبيان الدعم النفسي للمخيمات خبيثة

معا- هل سبق ان القي القبض على زوجتك؟ كم تشرب زوجتك او تستخدم المخدرات؟ وكم غالبا تقوم زوجتك بعلاقات مع شخص آخر خارج نطاق الزواج؟.

هذه عينة من اسئلة استبيان لبرنامج الدعم النفسي لوكالة غوث اللاجئين يوزع في مخيمات اللاجئين. وهي اسئلة تنم عن خبث واضح وتحصي انفاس الزوج وزوجته ومشاعرهما وكل تفاصيل حياتهما. واظن ان اكثر الازواج تحررا واباحية لن يجيب على مثل هذه الاسئلة. فبدلا من ان توجه وكالة الغوث اسئلة حول كم مرة تناولت الطعام في اليوم، وهل ينام اطفالك على بطون خاوية، وهل تستطيع الصرف على عائلتك. وهل تستطيع النوم بفعل القصف والتوغلات؟ وكم مرة اعتقلت؟ وكم عزيزا فقدت؟ وهل تجد الوقت للابتسام مع زوجتك.. نجدها تتوغل نحو الخيانة الزوجية وتناول الكحول والمخدرات. وكأن البارات مشرعة الابواب في المخيمات والنوادي الليلية تعج بالازواج الباحثين عن الخيانة اذ ان واضعي الاستبيان هم بحاجة الى دعم نفسي.

انه لامر مزعج ومقلق ان يجري استبيان بهذا الشكل. اذ يبدو اننا بتنا حقل تجارب في الطب النفسي وحقل تجارب لاسلحة القتل والفتك.. وحقل تجارب لقياس مقدرة البشر على الجوع.. الخ. وحقل تجارب للامم المتحدة التي تغض الطرف عن كل الممارسات الاحتلالية وتنهمك في مقاطعة حكومة حماس ولا تصدر بيانا عن مقتل الاطفال خلال الايام الماضية وكأنها منظمة للدفاع عن الاحتلال والقتل والقمع منذ ان تسلمها كوفي عنان الذي يطيع اوامر البيت الابيض دون نقاش وينفذ سياسات استعمارية بدلا من محاربة الاستعمار.

بئس المنظمة الدولية وبئس من هم على رأسها حيث تتحول المنابر الدولية الى خوازيق للشعوب المقهورة واداة لاصدار قرارات الغزو والقصف واضفاء شرعية على الاحتلال والحروب.