فياض: لم يعد ممكناً ترك أمر انهاء الاحتلال لاسرائيل لتقرر بشأنه
نشر بتاريخ: 06/11/2009 ( آخر تحديث: 07/11/2009 الساعة: 11:11 )
نابلس- معا- قال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بأنه يأمل في أن تتغير الظروف الخارجية والداخلية التي أدت بالرئيس محمود عباس "أبو مازن" إلى اتخاذ الموقف الذي أعلن عنه يوم أمس بشأن رغبته في عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة.
وأضاف فياض خلال مشاركته في ماراثون نابلس، والذي انطلق بعد ظهر اليوم من أمام البوابة الرئيسية لحرم جامعة النجاح الوطنية، تحت اسم "كرمالك يا نابلس"" آن الآوان للمجتمع الدولي أن يستخلص العبر من الأسباب التي أدت إلى تعثر العملية السياسية، وعدم تمكنها من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها".
وشدد فياض على أن إعادة المصداقية لعملية السلام، وقدرتها على تحقيق أهدافها المتمثلة في انهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، يتطلب أساساً إلزام اسرائيل بالوقف الشامل لكافة أشكال الاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها، كمقدمة لانطلاق عملية سياسية جادة ومتوازنة تضمن انهاء الاحتلال.
وقال "إن هذا يستدعي من كافة أطراف اللجنة الرباعية، إجراء مراجعة مسؤولة لما آلت إليه العملية السياسية بسبب تعنت اسرائيل ورفضها لتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، كما حددتها خطة خارطة الطريق، وخاصة الوقف الشامل للاستيطان ".
وأضاف "لم يعد ممكناً أن تبقى العملية السياسية مرهونة، كما هي منذ ما يزيد على "16" عاماً، والقبول بما تقدمه القوة المحتلة أي اسرائيل بديلاً عن الالتزام بمرجعيات تلك العملية، بما يعني حتى الآن ترك أمر انهاء الاحتلال لاسرائيل لتقرر بشأنه".
وقال: " هذا الأمر ثبت فشله، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته المباشرة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتصلة بذلك"، وأضاف "إن هذا الأمر يستدعي تدخلاً فاعلاً ونشطاً ومتوازناً من قبل كافة الأطراف الدولية الفاعلة الممثلة للجنة الرباعية، وبما يؤدي إلى إلزام اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، ويضمن في نفس الوقت الالتزام بمرجعية واضحة لهذه العملية تقر بحق شعبنا في تقرير مصيره، وتضمن له إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف" ومما يزيد عن قناعاتنا بضرورة تولي المجتمع الدولي لمسؤولية انهاء الاحتلال، هو أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة، لما يزيد عن التسعة أشهر، فشلت في انتزاع التزام من اسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان، وهو أمر تمهيدي ليس إلا، ولا ينطوي في جوهرة إلا على إلزام اسرائيل بالتوقف عن خرق القانون الدولي. وهنا نتساءل، إذا كان هذا مصير التدخل الدبلوماسي، فيما يتعلق بأمر تمهيدي بسيط، فكيف لنا نحن الفلسطينيين أن نشعر بأية ثقة فيما يتصل بجوهر عملية السلام المتصل بقضايا الوضع الدائم؟. ما الذي يطمأننا بأننا لن نواجه في وقت لاحق بموقف دولي يقول بأن هذا هو كل ما استطعنا تحصيله من اسرائيل بشأن الحدود على سبيل المثال، أو القدس، أو اللاجئين. هذا ما أقصده بالضبط عندما أقول بأن أمر انهاء الاحتلال هو مسؤولية يجب ان يضطلع بها المجتمع الدولي، وألا تترك للقوة المحتلة وهي اسرائيل".
وأما على الصعيد الداخلي فاعتبر رئيس الوزراء أن هناك ضرورة فورية للتسريع في اجراء المصالحة الوطنية، وانهاء حالة الانقسام، الأمر الذي يتطلب موقفاً فلسطينياً، وعربياً شاملاً يضع حداً لكل محاولات تعطيل هذه المصالحة، التي تضمن وحدة الوطن ومؤسساته، باعتبار ذلك يشكل أساساً لمواجهة كافة المخاطر المحدقة بمشروعنا الوطني، وشرطاً لا يمكن القفر عنه لضمان تحقيق أهداف شعبنا، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشرقية.
جاء ذلك رداً على أسئلة الصحافيين عقب انتهاء رئيس الوزراء من المشاركة في ماراثون نابلس، والذي انطلق بعد ظهر اليوم من أمام البوابة الرئيسية لحرم جامعة النجاح الوطنية، تحت اسم " كرمالك يا نابلس"، في اطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، والذي شارك فيه عددا من الفئات العمرية المختلفة، والذي قُسم إلى أربع مسارات، المسار الأول وهو مفتوح لمشاركة الذكور ولمسافة 10كم، والمسار الثاني وهو خاص بالناشئين من سن 12 عاماً ولغاية 16 عاماً، ولمسافة 3كم، والمسار الثالث، وهو خاص بالفتيات لمسافة 3كم، بالاضافة إلى المسار الرابع وهو خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، والاعاقات الجسمية لمسافة 1كم.
وفي وقت سابق كان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض قد تفقد كنيسة القديس ديمتريوس للروم الأرثوذكس في البلدة القديمة بنابلس، حيث كان في استقباله محافظ نابلس د. جمال محيسن، ورئيس جامعة النجاح الوطنية د.رامي الحمدالله، والايكونومس جورج عواد رئيس روحي الكنيسة الارثوذكسية، وعدداً من الشخصيات الأهلية والرسمية و أبناء الطائفة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الكنيسة هي من أبرز المعالم التاريخية، والتي يعود بناؤها للعام 1859، وقال: " صمود هذه الكنيسة أمام كافة الاعتداءات الاسرائيلية وما تعرضت له من دمار على مدار الأعوام السابقة، يعبر عن صمود اهل نابلس وعزيمتهم على البقاء والبناء". وأشار إلى أن مبادرة الأب جورج عواد لإعادة تأهيل ما دمره الاحتلال الاسرائيلي على نفقته الخاصة إنما يعبر عن أصالة شعبنا الفلسطيني، وميله الأصيل للتطوع والمبادرة.
وشدد فياض أن فجر الحرية سيبزغ من أزقة البلدة القديمة في نابلس مروراً بكل خربه وقرية ومخيم ومدينة وصولاً إلى القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وأزقة البلدة القديمة فيها، وقد قام رئيس الوزراء بعد ذلك بجولة تفقدية في البلدة القديمة.