عيون المستعربين نقطة ضعفهم..حتى الرئيس الاسرائيلي وايزمان انخدع بهم في الخليل
نشر بتاريخ: 14/04/2006 ( آخر تحديث: 14/04/2006 الساعة: 23:37 )
وكالة معا - ناصر اللحام - في العام 1989 وفي ذروة الانتفاضة الاولى " الحجارة " طلب الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان ان يزور مدينة الخليل ويتحدث مع سكانها وحين وصل هناك ووقف بين شيوخ مشايخ العرب انحنى وهمس لاحد شيوخ العشائر الواقفين يشكره على الموافقة على استقباله في المدينة ، ولكن شيخ العشيرة العربي لم يجب ، فانحنى مرة اخرى وشكره وصافحه واذا بالرجل يقول له : سيدي الرئيس انا لست عربيا انا جندي من جيش الدفاع واتخفى بهذه الملابس لانني من قوات المستعربين .
نظر وايزمان للرجل وقد ظهرت المفاجأة على وجهه ، ولم يتمكن بسهولة من هضم الموقف فقد كان الرجل يتقن العربية تماما مثل وايزمان وكان يرتدي ملابس عربية بشكل متقن .
ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع عن المستعربين الذين يتسللون الى منازلنا وشوارعنا ومحلاتنا التجارية وفجأة يفتحون النار للقتل على هدفهم الذي تصعقه الصدمة فيخشى بادئ الامر ان يطلق عليهم النار لاعتقاده بانهم مطاردون ملثمون مثله او سكان عرب من المواطنين .
في حوالي الساعة العاشرة صباحاً من شتاء 2005 توقفت سيارة نصف شحن من نوع مرسيدس Benz أمام مقر البنك العربي-فرع قرية الخضر جنوب بيت لحم ونزل رجلان عربيان (هكذا يبدو) وشرعا في إنزال صناديق من كرتون في باحة البنك، وهنا تدخل رجل ثالث بلباس عربي ونهرهما طالباً منهما إزالة هذه الصناديق من أمام البنك، فتشاجر الثلاثة وبصوت مرتفع، ولم يكن أمام حارس البنك فراس أبو عاليا سوى التقدم ومحاولة فضّ الشجار بهدوء حتى لا يتاذى أحد ...
وفجأة وبلمح البصر ينقضّ عليه الثلاثة، يشهرون مسدساتهم في وجهه ويبطحونه أرضاً وينضم إليهم أربعة آخرين مدججين بالسلاح من كابينة السيارة ويبدأ الجميع بضربه حتى يصبح في حالة يرثى لها، ولغاية الآن لا يعرف أحد من السكان أو أجهزة أمن السلطة شيئاً، ويجري تقييد فراس بالقيود ووضعه داخل السيارة، فيما تبدأ أكثر من عشرين آلية عسكرية بالتقدم نحو القرية، وحين يشعر الصحافيون (وهم عادة أول من يعرف) بأن هناك شيئاً مريباً في تلك المنطقة ويبدأوا يتصلون بالجيران كانت جميع الإشارات لا توحي للحقيقة، فهناك من قال بأن مشاجرة وقعت بين مجموعة من سواق السيارات، وهناك من روى قصصاً أخرى، وتقوم الآليات العسكرية للإحتلال بمرافقة سيارة المرسيدس التي تحمل لوحة ترخيص فلسطينية حتى إخراجها من الأراضي الفلسطينية ومعهم "الغنيمة" فراس أبو عاليا القائد الجديد لكتائب شهداء الاقصى والذي لم يمض على توليه هذا المنصب سوى عشرة أيام، حيث كانت وحدة مستعربين خاصة مشابهة بإعتقاله سلفه جمال حمامرة من مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم.
وقد تكرّر إستخدام المستعربين لسيارات المرسيدس Benz نصف التجاري أكثر من 5 مرات وفي كل مرة لا يحذر نشطاء الاتفاضة منها، فعملية إقتحام مخيم عايدة وإغتيال الشهيد الحمساوي محمد أبو عودة قبل ثلاثة أشهر كانت بنفس الطريقة .
وأما قائد الجهاد الإسلامي محمد شحادة فنجا من عملية مماثلة بأعجوبة حيث وقبل أن تصل سيارة المرسيدس Benz الى بيته بعدة أمتار وكانت السيارة مموّهة على شكل بيع الخضار، ضاقت عليها الطريق ولكن السائق للسيارة المقابلة كان عنيداً فرفض الرجوع للخلف وهنا صرخ الطرفان على بعضهما فاقترب الأطفال للمشاهدة وإذا بهم يلمحوا بنادق صغيرة تلمع من تحت ملابس باعة الخضار فعرف الصغار أنهم قوات مستعربين وأخذوا يرجمونهم بالحجارة ويصرخون "يا محمد شحادة أهرب" فأطلق الجنود المتخفين النار وهرب محمد شحادة بسلام لأن الصدفة أو أن ان الله أرسل سائق سيارة عنيد في وجه سيارة المستعربين، ولا ننسى أن هذا السائق تعرض لضرب لن ينساه بسبب إفشاله العملية.
ويبدو أن إتقان سر القصة الساترة هو أحد أشكال نجاح المستعربين، فمثلاً توقفت سيارة فولسفاجن نقل عند محطة تعبئة الوقود في صيف عام 2003 وحين تقدم نضال أبو عكر (مسؤول في الجبهة الشعبية) ويعمل في تعبئة الوقود ، تقدّم لملئ السيارة بالوقود إختطفه أربعة شبان داخل السيارة بسرعة البرق وإنهزموا به الى معسكر الجيش القريب، وظن الناس لأكثر من نصف ساعة أن الأمر سرقة، حتى أعلنت إذاعة جيش الإحتلال النبأ.
وفي شوارع الحارة الشرقية في جنين نهاية العام 2004 وقع حادث سير بين سيارتين مدنيتين وكان في السيارة الأولى خمسة من قادة كتائب شهداء الاقصى المسلّحين- الذين نزلوا للتحقق من أضرار السيارة ففتتح ركاب السيارة المدنية الثانية نيران أوتوماتيكية من بنادق قصيرة بإتجاههم وقتلوهم الخمسة بأكثر من خمسمئة رصاصة ولاذوا بالفرار في أسوأ حادثة.
أحد قادة الكتائب عقب على هذه الحوادث بالقول أن شباب المقاومة يجب أن يتخذوا إجراءات إحتياط وأمن وتخفي أكثر مما هو عليه.
عنصر المباغتة والسرعة ، هو كلمة السر لنجاح هؤلاء الجنود ، ويقول احدهم اننا ننخرط في حياة السكان وفجأة نفاجئ الضحية ، واخطر لحظة في عملنا هي تلك التي ينظر السكان فيها الى عيوني ، لان عيوني زرقاء ونادرا ما تجد عربيا فلسطينيا يحمل عيونا زرقاء .
وفي منتصف شهر ابريل 2006 قالت مصادر خاصة بالكتائب بأن قوات اسرائيلية خاصة (المستعربين) تنتشر في شوارع المناطق الحدودية المحاذية لشمال وشرق قطاع غزة بشكل كبير بعد منتصف الليل.
وتفيد المصادر ذاتها بأن القوات الاسرائيلية الخاصة تقود عادة سيارات مدنية تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنهم ينتحلون أسماء مواطنين فلسطينيين، وينتشرون بشكل كبير في المناطق الحدودية القريبة من حي الشجاعية شرق القطاع وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع.
وقد حذّر ناشط الانتفاضة في رسالة له المواطنين والمقاومين الفلسطينيين من الانتشار العلني في الشوارع بعد ساعات منتصف الليل حتى لا يكونوا صيدا سهلا للمستعربين ، داعياً إياهم بأخذ الحيطة والحذر وتنبيه الكتائب والأجهزة الأمنية في حال اشتباههم بأية سيارة .
وأوضح بأن كتائب الانتفاضة وأجهزة الأمن تعكفان على إعداد خطة أمنية لحماية المواطنين من خطر المستعربين وملاحقتهم ، وأشار إلى أن وزير الحربية الاسرائيلي أمر وحدات المستعربين بتنفيذ مهمات في قطاع غزة ضد قادة ونشطاء المقاومة، ويعد هذا القرار هو الأول من نوعه بعد انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة الصيف الماضي.
وأعطى مثالا ان القوات الخاصة الاسرائيلية استخدمت في الليالي السابقة ثلاث سيارات من نوع سوبارو في احياء مدينة غزة وبالتحديد في حي الدرج عندما جرى قصف مكتب منظمة الشبيبة الفتحاوية هناك ، وقال ان المستعربين جرى كشفهم عن طريق عناصر من كتائب شهداء الاقصى وقد اشتبكوا معهم ايضا ، ولكنهم تمكنوا من الفرار فور اكتشافهم .
ومن قصصهم استخدامه لسيارات بيع مستحضرات الغسيل في محاولة اعتقال الشهيد جبر الاخرس واغتيالهم لمجموعة من كتائب شهداء الاقصى في جنين امام دار البلدية ، ولكن ورغم ان جيش الاحتلال يحاول اظهار تفوق هذه المجموعات اليهودية التي سمح حديثا بدخول المجندين الدروز فيها ، الا ان فشلهم كبير واخطاءهم اكثر وكم قتل منهم جنود ، وكم فشلت عملياتهم حين اكتشفهم الاطفال ولاحظوا البنادق تحت ملابسهم فرجموهم بالحجارة .
يشار الى ان شبكة معا ستعيد قريبا بث برنامج كان اعدها التلفزيون الاسرائيلي حول المستعربين وطرائق عملهم في الاراضي الفلسطينية .