الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم منارة أمل ورسالة نبيلة بحاجة إلى دعم

نشر بتاريخ: 07/11/2009 ( آخر تحديث: 07/11/2009 الساعة: 19:07 )
الخليل-معا- فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ليست قليلة في المجتمع، مهمشة بحكم الحياء والخجل، مهمله ... لا نشعر بهم وهم لا ذنب لهم في شيء حتى وجودهم في الحياة التي تتسع لكل بني البشر ومع ذلك حاصرتهم الظروف القاسية وأفرزت لهم تلال المشاكل والأزمات التي لا طاقة لهم بها خاصة وأنها ليست وقتية بل ربما أصبحت أبدية.

أنهم أصحاب الاحتياجات الخاصة الذين ظلوا طويلا في خانة غير إنسانية وبعضهم ما زال، وذلك عندما نفضنا أيدينا عنهم وأطلقنا عليهم معاقين غير عابئين بتلك الإعاقة على قدر حقيقتها فهي خارجة عن إرادتهم...، ووسط كل هذا ومن بين الضلوع تنبت دائماً بذور الأمل وتنير من وسط دياجير العتمة شموع، تعطي بصيص أمل لكل من بحاجتها... فكانت للمعاقين هذه المدرسة - مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم لذوي الاحتياجات الخاصة – من فئة ( الإعاقة العقلية البسيطة ) التابعة لجمعية الإحسان الخيرية في الخليل والتي افتتحت أبوابها العام الماضي بطاقة استيعابية بسيطة رغم العدد الكبير من الصفوف فيها – الا إن قلة الإمكانات المادية لدى المدرسة ولدى الأهل حالت دون أن يكون عدد الطلاب كبيراً الأمر الذي يعني أن يبقى عدد كبير من أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة خارج إطار الرعاية والتعليم الخاص الذي يمكن أن يصنع منهم أناسا قادرين على مواجهة الحياة ومنتجين بدلاً إن يبقوا عالة على المجتمع وأهاليهم، خاصة وان مدارسنا الحكومية غير قادرة على استيعابهم في مراحلهم التعليمية الأولى، فمدرسة محمد بن راشد لذوي الاحتياجات الخاصة كخطوة أولى مهمة وأساسية للوصول إلى مرحلة القدرة في الاندماج في المدارس الحكومية والدمج الاجتماعي وتحديدا ( الدمج الوظيفي )، من خلال برامج التعليم والتأهيل الذي يتلقاه الطالب في المدرسة والتي تقوم على تنمية استقلالية المعاق واعتماده على نفسه قدر المستطاع.

فالمدرسة تعمل على إعداد برامج تعليمية وتربوية في أنماط التنشئة الاجتماعية الأسرية لتحقيق التأهيل المبني على المجتمع وذلك بواسطة الجهود الداعمة للطلاب وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية والمرافق الصحية والتربوية والاجتماعية المهنية المعينة مع ضرورة إيجاد حالة من الوعي بحاجات المعاقين ومشاكلهم وتوفير المصادر البشرية وتأهيلها لخدمة هذا القطاع، ولا يمكن أن يأتي ذلك إلا في ظل دعم مادي ومعنوي غير مسبوق نظراً لتكاليف الرعاية الباهظة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

ومن هنا نقول لكل المسئولين والخيريين ضعوا أيديكم في يدنا من اجلهم ... إن المستقبل في بلادنا مرهون بقدرات أبنائه، وإذا كنا نخطط وننفذ مشاريع الرعاية لعقول وأجسام أطفالنا الأسوياء، فان الجهد لا بد إن يتضاعف مرات ومرات من اجل الحالات الخاصة وإذا كان الطفل السوي يحتاج إلى جهد لبناء شخصيته فان الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة محتاجون إلى مراعاة الدقة وتكاتف المجتمع في احتوائهم والتغلب على أزماتهم والخروج منها بالطرق المختلفة ووضع اليد لنكمل الدائرة ونحكمها جيداً ونضعها ليس في قلوبنا فحسب ولكن في عقولنا وتحت أعيننا.

نسأل الله إن يعطينا القدرة على مزيد من العطاء حتى نتخلص أولا بأول من كل ما يعوق مسيرة الحياة لهؤلاء الأحباء المحتاجين دائماً لجهدنا المادي والمعنوي.