الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا* بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 07/11/2009 ( آخر تحديث: 07/11/2009 الساعة: 21:50 )
مسلسل تغيير المدربين في دورينا متواصل ، فهو طال أكثر من نصف فرق الدوري حتى اللحظة ، وإدارات الأندية تتعامل مع الهزائم بردّات فعل ولا تتعامل معها باستراتيجيات عمل لتكون إقالة المدربين أسهل الحلول بل هي الحل الوحيد ، ولمن تابع دورينا نقول : بعض الإدارات كانت تتدخل في عمل المدربين أثناء سير المباراة ثم أقالتهم ، وغريب هذا المنطق .

السرعة مطلوبة
من يتابع مباريات دورينا يلحظ أن سمة السرعة في الأداء مفقودة وغائبة بامتياز ، فالفرق جميعها تؤدي مباريات تغلب عليها الرتابة ، وهذا ينعكس على المستوى الفني للمباريات، ودورينا لا يزال يفتقد المدافع الذي يتجول في لحظة إلى رأس حربة والعكس صحيح ، مع أن بعض الفرق تتميز بإسناد الدفاع للهجوم أو الهجوم للدفاع .
لدى الفرق تباطؤ في نقل الكرات ، وعدم نجاح في بناء الهجمات المرتدة ، وغياب للمهارات الفردية بشكل كبير ، ومع بداية الدوري قلنا إن حداثته هي السبب ، وبمرور الوقت سيرتفع المستوى الفني لكن ما حدث لم يسر وفق هذه الرؤيا ، ومن هنا ؛ بات لزاما علينا التنبيه لهذا الواقع .
ومع اقتراب اكتمال مرحلة الذهاب ، سيكون على الفرق جميعها مراجعة الأداء من ناحية فنية ، ومحاولة التطوير في التشكيلة الموجودة وليس من المعقول أن يظل الحل دوما استقطاب لاعبين جدد أو تغيير مدرّب .
السرعة هي الكفيلة بالاهتمام باللياقة البدنية ، والتنويع في الخطط ، والكشف عن الإبداع الخططي والإتقان المهاري ، وهي الكفيلة بفرز من يمتلكون مهارات فردية .
ما زال دورينا يفتقد أيضا لإبداع اللاعبين في التحرك دون كرة، فهذه الميزة تجلب السرعة أيضا، وتوجد مساحات في الملعب، وتترك أثرها على مجمل الأداء الفني للاعبين.

فرقنا العمرية ...إخفاق كبير
إخفاق كبير ذلك الذي تحققه الفرق العمرية وآخرها منتخب الشباب ، فالنتائج الموغلة في السلبية ، وتكرر الهزائم ، وأن يغدو طموحنا ألا نتذيل قائمة المجموعة يتطلب وقفة ، فنحن يجب أن نعزز ثقافة الفوز والتصدر لا ثقافة عدم التذيّل .
إن الجهود التي بذلها الاتحاد ولا زال تستوجب أن تكون مطالباتنا بالفوز ، وقد حان الوقت لمغادرة منطقة اعتبار أن المشاركة إنجاز في حدّ ذاته ، فالجهاز الفني موجود وكذا الاحتياجات والاهتمام والدعم اللامحدود ، ويبقى على اللاعبين والجهاز الفني الارتقاء لمستوى المطلوب منا لا أن يعبروا عن سعادتهم لمجرد المشاركة ، فالهدف يجب أن يكون واضحا وجليا.
نتائج كتما ندو وقبلها اليمن يجب أن تكون محفزا على المراجعة ونقد الذات وبلورة خطة عمل واضحة المعالم ، والمطلوب أن يكون هناك تحليل مفصل للأداء ، وأن يتم تغيير تركيبة الفرق لا سيما وهناك لاعبون ظلوا بمنأى عن دائرة الاهتمام وشرف الاختيار .
لا نريد الاستمرار في المجاملة ، والاهتمام النوعي يجب أن يقابل بمردود نوعي ، ويجب ألا طمس المجاملات المراجعة وتقييم الذات ، نقول هذا ونحن لا زلنا في بداية الطريق .

الأمعري ...قادر على العودة
فريق الأمعري يتنحى عن الصدارة رسميا إثر هزيمته من النسور ، وكأنه يعاود نمطية الدوري المنقضي حين تصدر لأسابيع عدة ثم تنحى عن اللقب بفعل التراخي.
ثمة ما يميز الأمعري ، فلديه إدارة داعمة لا تتدخل في عمل المدرب ، ومدرب كفؤ يحظى بالاستقرار ، ولاعبون متميزون في كافة المراكز ، وجمهور وفي .وهذه كلها نقاط قوة تدفع للقول إن الأمعري قادر على العودة من جديد ، لكن هناك تساؤلات ترتبط ببعض اللاعبين ، فلديهم لاعب مهاجم لم يقدم أي شيء ، ولاعب مدافع سريع لم يحظ بالفرصة كاملة ،وهذه تترك آثارها على مردود الفريق في العديد من المباريات ، والغريب أن يغدو لاعب تعزيز معيّن عبئا على الفريق .
الأمعري سيعود ، وهو مطالب بالتعامل مع كل مباراة وكأنها بطولة في حدّ ذاتها لأنه وحين تخلى عنى هذا النهج تعادل أو خسر .
ما يجب أن يدركه الأمعري جيدا أن هزيمته كانت أمام فريق كبير متكامل ، وبالتالي فالهزيمة ليست نهاية المطاف ، والمكبر حين يفوز إنما يزيد الإثارة في منطقة الصدارة .

الفرق المقدسية ...تستحق التحية
الزمان : زمن استهداف القدس ، والمكان : ملاعبنا ، والفرسان : حاملو لواء القدس في الممتازة (أ) ، المكبر والهلال ممن يواصلان بلاعبيهما وإدارتهما تسجيل حضور واضح للمدينة المقدسة على رأس سلم دورينا ، وهو ما تحقق حتى اللحظة ، فأن يكون الفريقان من ثالوث القمة فهذا إنجاز غير عادي .
قد يزعم البعض أن الفضل للإمكانيات ، وهنا نقول إن الإمكانيات وحدها لا تكفي ، فلا بد من التخطيط الجيد ، وقد يقول البعض الفضل للإدارة ، وهنا نقول قطعا ولكن لا غنى عن الإرادة ، وخلاصة القول :نجاح الفريقين المقدسيين نتاج عوامل عدة ، ولهذا استحق الفريقان إشادة موضوعية تعبر عن نجاحهما في خلق حالة من الالتفاف الجماهيري حولهما .
المكبر والهلال.... يواصلان السجال ..
هما أكثر من مجرد فريقين ...... هما يجسدان قضية.........ويستحقان التحية .