الخميس: 02/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

هيئة شاليط تستحق التقدير

نشر بتاريخ: 08/11/2009 ( آخر تحديث: 08/11/2009 الساعة: 16:13 )
قد يستغرب قارئ هذا العنوان كيف يصدر عن إنسان يدافع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومسئول عن الإعلام في وزارة خاصة بالأسرى لا يوجد لها مثيل في العالم اجمع ، ولكن ما أود قوله في هذه السطور أن الجندي شاليط مع كونه أسيراً صهيونياً واحداً إلا أن هناك الآلاف ممن يدافعون عنه ويطالبون بإطلاق سراحه وهؤلاء ينطقون تحت ما يسمى "هيئة النضال لأجل شاليط" وأنا شخصياً اقدر من زاوية مهنية بحته عمل هذه الهيئة التي لم تتوصل وزارة أو مؤسسة أو جمعية أو هيئة فلسطينية إلى تنفيذ نصف ما تقوم به تلك الهيئة من فعاليات ونشاطات من اجل القضية التي يناضلون من اجلها وهى إطلاق سراح شاليط .

فهؤلاء بالأمس فقط نظموا سباق للدراجات الهوائية، طافت حول بحيرة طبريا، وشارك في السباق الذي خُصِص من أجل النضال لإطلاق سراح شاليط، حوالي 8000 راكب دراجة هوائية، ساروا في 5 مسارات، وفي نهاية السباق أقاموا حفل صغير، وكانوا يرتدون الفانيلات والقبعات التي رُسِمت عليها صورة الجندي "شاليط'، وأول أمس أقاموا تظاهرة أمام منزل رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو، وجددوا مطالبهم له بمواصلة جهوده، وعدم نسيان الجندي المخطوف في غزة .

وهنا تساؤل مشروع كم مرة نظمنا فعاليات من اجل "عشرة ألاف أسير" شارك فيها " ثمانية آلاف متضامن" كما فعل الصهاينة من اجل جندي واحد ، وكم مرة رأينا ونحن نسير في الشوارع طفلا صغيرا أو شابا يافعا يلبس فانيله طبع عليها صورة أسير فلسطيني من القدامى الذين امضوا عشرات السنين خلف القضبان ، كثيراً ما نرى شبانا فى أعمار الزهور يقصون شعرهم بطريقة غريبة ويلبسون من اللباس ما نحتار في كيفية وصوله إلى أجسادهم من الضيق الذي يتمتع به ، ويرتدون ملابس طبع عليها صور لمطربين أو مطربات من أمثال البطل المناضل "كاظم الساهر" أو المجاهدة الصابرة "هيفاء وهبى " ولكن لم نر ولو مرة واحدة بعضاً من هؤلاء يحملون صورة الأسير ابوالنور" نائل البرغوتى" عميد الأسرى الفلسطينيين الذي تجاوزت سنوات اعتقاله إضعاف أعمار هؤلاء الشبان، هذا إن كانوا يعرفون أصلاً من هو "نائل" .

من العيب علينا بل من العار ألاَّ نحكى لأبنائنا وبناتنا ونقص عليهم حكاية عشرات بل مئات من الأسرى امضوا داخل السجون أكثر ما امضوا خارجها من اجل أن يحيا هؤلاء الأبناء في سعادة وحرية ، وان نبث فيهم روح الوفاء لهؤلاء الأبطال ، وان نجعل قدوتهم من أمثال هؤلاء وغيرهم ممن قدموا الأرواح من اجل الوطن بدل أن يختاروا قدوة هابطة من أصحاب الليالي الحمراء والكؤوس الصفراء .

ولعل اختيار عنوان هذا المقال بهذه القسوة مقصود لاستفزاز المعنيين والمسئولين وفى نظري الكل مسئول عن تلك القضية ولا احد له عذر في التخلي عن التضامن والتفاعل مع الأسرى .

وكل منصف يرى بان هناك خلل ولا ندرى بالضبط أين الخلل هل هو في الحكومة أم في الشعب أم في التنظيمات أم في المؤسسات والجمعيات أم في هؤلاء جميعاً .. والى حين الإجابة عن هذا السؤال لكم الله يا أسرانا الأبطال !


رياض خالد الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين المقالة