الرئيس عباس بالخليل.. يفتتح مشاريع تنموية ويتفقد صروحا علمية
نشر بتاريخ: 08/11/2009 ( آخر تحديث: 08/11/2009 الساعة: 18:40 )
الخليل- معا- أكد الرئيس محمود عباس اليوم الأحد، تمسك القيادة الفلسطينية بالثوابت الوطنية، مشددا على ضرورة أن يتوحد الشعب الفلسطيني حتى يتسنى له قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
جاءت أقوال "ابو مازن" أمام آلاف المواطنين الذين خرجوا بمختلف قطاعاتهم إلى الشوارع في بلدة حلحول لاستقباله ومبايعته، في مستهل جولته التي بدأها صباح اليوم إلى محافظة الخليل.
وزار الرئيس فور وصوله منتدى حلحول الثقافي والتقى عددا من الشخصيات الاعتبارية هناك، وألقيت عدة كلمات أشادت بمكانة الرئيس حاثة اياه للعدول عن قراره بشأن نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
كما قُدمت للرئيس بعض الهدايا، من بينها الثوب الفلاحي ودرع وقطوف العنب الذي تشتهر به محافظة الخليل، فيما زغردت النسوة اللواتي صافحن الرئيس ورددن الاغاني التي تمتدح القائد وتشير إلى مكانته في قلوب أبناء شعبه.
وخلال زيارته للخليل افتتح الرئيس عباس ثلاثة مشاريع، هي مشروع إعادة تأهيل المدخل الشمالي للمدينة المسمى شارع قيزون- ميدان القدس، بطول 2 كم، والذي أقيم بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية، كما افتتح مبنيي المحافظة وغرفة التجارة والصناعة الجديدتين، وتفقد معرض الصناعات الفلسطينية الذي يضم أبرز الصناعات المنتجة في المدينة ومختلف أنحاء الوطن.
الرئيس "تفاجأت بما تصنعه الخليل وهذا دليل الجد والاجتهاد
وافتتح الرئيس عباس، المقر الجديد لغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، وذلك في زيارته التاريخية للمحافظة الخليل اليوم ، وكان في استقبال الرئيس، رئيس الغرفة التجارية الحاج هاشم النتشة وأعضاء الغرفة التجارية ورئيس اتحاد الغرف التجارية أحمد هاشم الزغير وعدد كبير من الوزراء ورؤساء المؤسسات الحكومية والمدنية والأهلية وعدد من رجال الأعمال في المحافظة وممثلو الشركات الصناعية.
وقام الرئيس بقص الشريط ثم قام بجولة في المعرض الدائم للصناعات الفلسطينية، وأبدى اعجابه وتقديره لما وصلت اليه الصناعة الفلسطينية من جودة عالية ومنافسة للمنتجات غير المحلية، وقد أوصى في أحد أقسام المعرض للمسؤولين بضرورة اعتماد الصناعة الوطنية المحلية لتزويد جميع احتياجات السلطة الوطنية وأجهزتها وخاصة فيما يتعلق باحتياجات الجند والأمن الفلسطيني من صناعة الأحذية العسكرية الخاصة من خلال مصانع الأحذية المتخصصة في محافظة الخليل.
وتفقد الرئيس جميع أقسام المعرض والمقسم الى قطاعات صناعية شملت قطاع الحجر والرخام، والصناعات البلاستيكية والصناعات الورقية وصناعة الأحذية والجلود والصناعات الكيماوية والصناعات المعدنية، وكان من أبرز الأقسام والذي توقف عنده الرئيس طويلا قسم الصناعات الحرفية اليدوية حيث كان أحد الحرفيين قد قدم له هدية عبارة عن لوحة نحاسية تحمل صورته.
ثم اجتمع، الرئيس بعد ذلك برجال الأعمال من المحافظة في قاعة المؤتمرات، وأثنى على المستوى الصناعي المتقدم الذي وصلت اليه المحافظة وأشاد أيضا بمبنى الغرفة التجارية باعتباره صرحا اقتصاديا كبيرا .
الحاج هاشم النتشة رئيس الغرفة التجارية رحب في كلمته بالرئيس وشكره على تفضله بزيارة وافتتاح المبنى الجديد للغرفة التجارية وقدم له شرحا مفصلا عن تطور الغرفة التجارية من بداية تأسيسها ولغاية ما وصلت اليه الآن، وبين أن المبنى كاملا شيد من صندوق الغرفة التجارية الخاص ومن تضامن ودعم أعضاء الغرفة التجارية من أصحاب الشركات ورجال الأعمال، بالاضافة الى منحة مقدمة من بنك التنمية الاسلامي في جدة بعد جهود قام بها ، محمد كمال حسونة أيام توليه حقيبة وزارة الاقتصاد الوطني والدكتور جواد الناجي مسؤول الصناديق العربية. ثم قام رئيس الغرفة التجارية والهيئة الادارية بتقديم هدية تذكارية للرئيس وهي عبارة عن مجسم المسجد الابراهيمي الشريف مصنوعا من الصدف.
طلبة جامعة البوليتكنك يجددون البيعة للرئيس عباس
وجدد طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين البيعة للرئيس محمود عباس، وطالبوه بالعدول عن قراره عدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه مرشح حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وأكد الرئيس محمود عباس، في حديث له أمام طلبة جامعة البولتكنيك، أن الأمن والاستقرار الذي يشهده وطننا سوف يوصلنا إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال الرئيس عباس "ما دمنا ننصر الله فإن الله سينصرنا ويثبت أقدامنا هنا في فلسطين وهنا في الخليل مرقد سيدنا إبراهيم عليه السلام، لأن الحرم لنا وليس لأحد آخر، الخليل كلها لنا، كما أن القدس والأقصى وكنيسة القيامة لنا، وهي عاصمتنا".
وأضاف " ما شاهدته اليوم في الخليل من الصروح العلمية كجامعة البولتكنيك والصناعات العظيمة التي يفتخر بها كل فلسطيني والنهوض العظيم الذي نأمل أن يعم فلسطين، وهذا كله يوصلنا إلى خيار واحد وهو خيار الدولة الفلسطينية المستقلة، نحن مؤمنون بهذه المعادلة الربانية التي فرضها الله عليها، فمن ينصر الله فإن الله ينصره".
وأكد الرئيس أن الأمن بات مستتبا والمواطن يعيش حياة كريمة إلا من منغصات الاحتلال، الذي نريد أن ينتهي، والتطور الاقتصادي الذي لمسناه اليوم إضافة إلى الأمن سيوصلنا إلى دولتنا المستقلة، وبهذا الجيل وبهذه الشبيبة سنصل حتما إلى دولتنا."
وتفقد سيادته أقسام الجامعة المختلفة واطلع على التطور العلمي الموجود بها.
وكان قد سبق لقاء الرئيس عباس بطلبة الجامعة لقاؤه بمجلس رابطة الجامعيين ومجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين وإدارة الجامعة حيث كان في استقباله حشد كبير من شخصيات المحافظة.
واستهل اللقاء رئيس رابطة الجامعيين احمد التميمي بكلمة ترحيبية عبر فيها عن سعادته بزيارة الرئيس لمحافظة الخليل بشكل عام وجامعة بوليتكنك فلسطين بشكل خاص ، كما أشاد التميمي بابو مازن صاحب المشوار الطويل الذي رافق به أبو عمار في الثورة الفلسطينية التي وضعت القضية الفلسطينية على طاولة العالم لتكون دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة والوطنية الفلسطينية.
وبين التميمي مدى تفهمه للضغوط الملقاة على كاهل الرئيس وما يواجهه من سلطات الاحتلال الاسرائيلية، وانه حقق المصداقية من خلال برنامجه الانتخابي.
هذا وناشد التميمي باسم محافظة الخليل وباسم الشعب الفلسطيني أبو مازن بالعدول عن قراره في عدم ترشحه في الانتخابات، وأشار الى أن هذا القرار يؤدي بالشعب الفلسطيني الى المجهول، اذ أن القضية الفلسطينية تحتاج الى الرجل العاقل الصبور الذي تحمل كل الضغوط في هذه المسيرة الصعبة والذي أثبت الى أنه أهل لهذه القيادة وهذه القضية.
وتحدث التميمي عن جامعة بوليتكنك فلسطين التي بدأت بعدد قليل من الطلبة والتخصصات والان منها مستويات كثيرة من الناحية الفنية، والتي تضم 25 برنامجا هندسيا واداريا في الدبلوم و15 برنامجا في البكالوريوس و 4 برامج في الماجستير. وتحدث أيضا عن التحديات التي تواجهها جامعة بوليتكنك فلسطين والمشاريع التي تسعى رابطة الجامعيين لانجازها لاستمرار تطور الرابطة والجامعة والمساهمة في بناء المجتمع.
وكان رئيس ديوان الرئاسة د. رفيق الحسيني، قدم 30000 دولار أمريكي، دعماً باسم الرئيس عباس لمجلس طلبة جامعة البوليتكنك، وكذلك قدم مبلغ 30000 دولار أمريكي لمجلس طلبة جامعة البوليتكنك، و10000 دولار أمريكي لمنتدى حلحول الثقافي.و 30000 دولار أخرى للجمعية الخيرية الإسلامية، و10000 دولار لجمعية البر والإحسان.
وختم الرئيس عباس زيارته للخليل اليوم بتناول طعام الغداء مع الأطفال الأيتام في الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل. وأكد خلال الزيارة، أن فلسطين هي الحضن الدافئ للأطفال الأيتام، وسوف نقدم لهم كل ما يلزمهم من أجل الحياة الكريمة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عباس في حفل افتتاح مقر محافظة الخليل الجديد:
بسم الله الرحمن الرحيم 'فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف'
أعتقد أن الله بحكمته لخص حياة البشرية، وقال أعبدوا الله لأنه وفر لكم الأمن والحياة، والإنسان لا يحتاج إلى أكثر من هذا، وأمرنا الله بحكمته أن نسوس الناس على هذا الأساس، ولذلك كانت السياسة التي حاولنا أن نطبقها، وهي أن يسود الأمن والأمان، وأن يعيش الناس حياة كريمة.
قد لا نتمكن أن نحقق كل شيء، ولكن على الأقل بدأنا المسيرة في تحقيق هذا، وفي تأكيد التعاون والتفاهم بين أبناء شعبنا، قطعنا خطوات لا بأس بها، وإن شاء الله المسيرة ستستمر في هذا النهج، لأنه ثبت أن هذا النهج هو الأسلم للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة.
لقد زرت الخليل قبل حوالي 49 عاما، في عام 1960، ولم يكن هناك إلا مصنع صغير واحد لآل عبد النبي، وكان مصنع للمعلبات، وكان وجود مصنع في ذلك الوقت يعتبرمهما جدا، ومعنى ذلك أن هناك تطلعات من أجل أن نبني ونتقدم في مجال الصناعة، ولكن ما شاهدته اليوم أن هذا الشعب وأهل الخليل قادرون على أن يعملوا لأنفسهم ولشعبهم أكثر بكثير مما كنت أتوقع، فما رأيته من مصانع وصناعات في المعرض أثلج قلبي فعلا، نحن لا نستورد، نحن شعب ليس مستهلكا فقط وإنما صانع ومصدر، ولقد رأيت من صنع سيارة على البطارية ومن صنع سيارة عادية، إذا عندنا قدرات لا تنقصنا العقول الخلاقة، نحن شعب متعلم وشعب مثقف، فعلا نستطيع أن نعمل المعجزات.
آمل أن تنسحب هذه التجربة التي شاهدتها هنا في الخليل على كل مدن فلسطين، لنثبت للعالم أننا جديرون بالدولة.
وأتمنى أن نرى في الخليل سياحة مزدهرة كما الصناعة، أن نرى فنادق، فقد تطورت الحياة وأصبح هناك حاجة للبنية التحتية للسياحة والفنادق، والمسرح، فالفن مهم والموسيقى مهمة، وكل هذه مكملات للحياة ولا بد أن نطور حياتنا لنواكب حياة العالم، فنحن شعب متحضر، والحضارة لا تعني أن تأكل وتشرب، وإنما تعني أن نواكب كل شيء.
إضافة الى العلم والصناعة التي بدأت تتطور بشكل رائع، لا بد أيضا من بقية مكونات الحياة الإنسانية بكل ما فيها، لأن هذه حضارة وليست رفاهية.
أنا متأكد أن هذا سيحصل، متأكد من عزيمة الخليل وأهل الخليل، وبأنه بهذه الروح الطيبة التي شاهدتها، اليوم، وبهذا العقل النير، الذي لامسته أن يتطور أكثر وأكثر، وأن ينسحب على كل أبناء الشعب الفلسطيني، وعند ذلك ستكون الدولة على الأكيد على مرمى حجر وعاصمتها القدس الشريف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.