الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظام إدارة الفرق الرياضية * بقلم :نافز زعيتر -دبي

نشر بتاريخ: 09/11/2009 ( آخر تحديث: 09/11/2009 الساعة: 17:06 )
سنتناول نظام إدارة فريق الكرة كنموذج باعتباره واجهة النادي ولأنه محور اهتمام الجميع وكذلك لأنه يستأثر بأكثر من نصف موازنة النادي ولأنه الأكثر إخفاقا في معظم الأندية.

إن وجود نظام لإدارة الفريق في غاية الأهمية لأنه يعمل على رسم الحدود والفواصل بين مختلف عناصر الفريق ويحدد دور كل منها ومسئولياته ومهام وواجبات كل فرد فيه ليكون العمل أكثر احترافية وتسهل معه متابعة الفريق وتشخيص مشكلاته وتحديد الأخطاء ومسائلة مرتكبيها.

وسيتم تناول عناصر الفريق كل على حدة من حيث كشف واقعها وتحديد أهميتها ودورها وما يجب أن تكون عليه بحيث تتكامل هذه العناصر لتكون في النهاية فريقاً منظماً وقوياً يكون قادراً على مقارعة الفريق الآخر وإمتاع الجماهير وتحقيق البطولات وذلك على النحو التالي:

أولاً: اللاعبون:

1. أهمية اللاعبين:

إن اللاعبين هم بمثابة الجنود الذين يدافعون عن أرضهم وينازلون أعداءهم ويقدمون أرواحهم فداء للوطن ويكونون على استعداد دائم للتضحية والفداء وبدونهم لا يكون هناك جيش وبالتالي لا تكون هناك دولة.

فاللاعبون لهم أهمية بالغة في الفريق الكروي وبدونهم لا يكون هناك فريق وهم خط الدفاع الأول عن سمعة النادي ومكتسباته وطبيعة دورهم تتطلب التضحية دائماً وبذل الجهود المضاعفة والمستمرة.

2:طبيعة اللاعب وظروفه:

إن اللاعب العربي بشكل عام لاعب هاو فهو إما أن يكون طالباً سابق موظف بالأساس أي أنه لديه التزامات يومية تجاه الدراسة والعمل بالإضافة إلى ارتباطاته الأسرية والاجتماعية وما يتطلبه ذلك من مسئوليات وتواصل فهو يقوم بمجهود كبير "غير كروي" وبشكل يومي تقريباً وعليه الكثير من الضغوط المادية والاجتماعية والنفسية والوظيفية.

وكذلك فإن اللاعبين لديهم مستويات تعليمية وثقافية محددة نتيجة لتركيزهم على لعب الكرة وذلك على حساب مواصلة تعليمهم واطلاعهم من أجل تنمية وعيهم الثقافي والمعرفي.

أضف إلى ذلك أن اللاعب العربي بطبيعته غير منظم في حياته العامة فهو غير منظم في تفكيره وغير منظم في نموه وغير منظم في غذائه وغير منظم في مواعيده. كما أنه بطبيعته ضعيف البنية غالباً.

وتكون لدى بعض اللاعبين الكثير من المفاهيم الخاطئة تقودهم بقصد او من غير قصد إلى ممارسات مرفوضة لأنها تعد من مسببات الفشل والإخفاق منها التدخل في أمور ليست من اختصاصهم أصلاً مثل تقييم المدربين والإداريين وغيرهم من اللاعبين ويطالبون دائماً بتغيير هذا والإبقاء على ذلك. ويريدون أن تكون لهم كلمة ورأي في كل شيء إلى درجة أن بعضهم يطلب من المدرب إلغاء بعض التمرينات كما يقومون بالمزاح وكثرة الكلام أثناء التمرينات وعدم الجدية فيها ظناً منهم بأنهم في المباريات سيكونون أكثر جدية وهم لا يعلمون أن ما يحدث في التمرين هو بالضبط ما يحدث في المباراة.

3. متطلبات كرة القدم:

وفي المقابل نجد أن كرة القدم لعبة جماعية عناصرها كثيرة ومتطلبات تلك العناصر صارمة ولازمة والأفراد الذين لهم علاقة بفريق الكرة عددهم كبير مما يتطلب الكثير من التنظيم والتنسيق والتكامل والتعاون والوعي والتفهم والموضوعية ومراعاة كل صغيرة وكبيرة كما تتطلب نظاماً دقيقاً يرض عناصرها المتعددة لصياغة عقد فريد ومتناغم.

وتتطلب كذلك الانضباط في كل شيء في المواعيد والتمرينات والتغذية والنمو وغيرها كما تتطلب أيضاً الذكاء والدهاء والصبر والمثابرة والجهد الخارق من الجميع.

كل ما تقدم يعتبر حقائق ثابتة يجب أن تكون أساساً لكل الخطط والبرامج والنظم والمعايير الإدارية منها والفنية ويجب الانطلاق منها في كل الأمور التي تتعلق بالفريق سواء بالنسبة لاختيار المدربين أو اللاعبين أو برامج الإعداد أو مواعيد التمارين أو عدد التمارين أو مددها أو نظام التغذية أو برامج اللياقة البدنية أو نوعية التمرينات المهاريه والتكتيكية أو الخطط المختلفة وغيرها كما تكون أساساً لمختلف النظم والعقوبات وغيرها.