الحاجة "ام مازن":ولو يخلق كل يوم رئيس لن يأت احد مثل الرئيس عرفات
نشر بتاريخ: 11/11/2009 ( آخر تحديث: 12/11/2009 الساعة: 09:43 )
رام الله- معا- "بدل ما ابوس رأسه ، كان هو يبوس رأسي ويقول لي اولادك الاسرى هم اولادي"، هذه من ضمن العبارات التي مازالت راسخة في ذهنية الحاجة "ام مازن 67"، حينما تستذكر حكايتها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي التقته لاول مرة في رام الله عام 1994 بعد نشوء السلطة الوطنية ودخول قوات المنظمة وعلى رأسها الرئيس عرفات للاراضي الفلسطينية ضمن اتفاق اوسلو.
الحاجة "ام مازن" التي تعيش في منزل متواضع انشأته بدعم من السلطة بعد ان هدمت قوات الاحتلال منزلها في مخيم الامعري تحت مبرر مشاركة اولادها في مقاومة الاحتلال، لا تنسى اللحظات التي كان الرئيس عرفات يستضيفها فيها في مقره داخل المقاطعة وتقول " لو يخلق كل يوم رئيس لن يأت احد مثله لانه كان انسان ودود ولطيف قريب من الناس خاصة مع اهالي الاسرى.
وتتابع والدموع تملأ عيونها" انت مت معه "، في اشارة نقدية لما تصفه باهمال المسؤولين لها ولاسر الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، موضحة انها لم تعد تتجه نحو المقاطعة الا لزيارة ضريحه وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
واضافت " كنت ما ان اصل للمقاطعة حتى قال لحراسه "جيبوها" لعندي "، موضحة انه كان يحرص على الدوام الاستفسار عن اولادي الاسرى ناهض وعاهد ووائل ويقول لها انهم اولادي هؤلاء الابطال.
واوضحت انه بناء على توجيهات الرئيس الراحل حصلت على دعم لبناء منزل متواضع لاسرتها في مخيم الامعري خاصة ان جرى الافراج عن اولادها في اطار تنفيذ اتفاقية اوسلو حيث افرج عن ولدها ناهض الاقرع الذي كان يمضي حكما بالسجن المؤبد الى اريحا، حيث قام فيما بعد بالدخول الى قطاع غزة وبقي هناك يخدم في اجهزة الامن حيث تزوج وانجب عدة اطفال من زوجته.
واشارت الى انه مع وصول ولدها ناهض الى غزة بدأت معها فصول جديدة من المعاناة خاصة بعد اندلاع الانتفاضة عام 2000 حيث حرمت من مشاهدة ابنها ناهض واطفاله لمدة ثمانية اعوام بعد رفض سلطات الاحتلال منحها تصريح بزيارة قطاع غزة.
ولم تعلم "ام مازن" انها ستكون مع موعد جديد للعودة الى معاناة زيارة سجون الاحتلال حينما جرى اعتقال ناهض على معبر الكرامة في محاولة عودته الى قطاع غزة بعد رحلة علاج طويلة من الاصابات التي تعرض اليها في اطار الصراع الدامي الذي نشب بين حركتى فتح وحماس، حيث كلفه ذلك فقدان قدمه وتعطل يده بعد تعرضه لاطلاق النار.
والمفاجأة الكبيرة كانت بالنسبة للحاجة "ام مازن " عندما علمت ان سلطات الاحتلال تتهم ولدها ناهض 42 عاما ، بانه المسؤول عن قتل جنود اسرائيليين في غزة وتفجير دبابة "المركفاة" وتقول " حينما سمعت عن نبا تفجير الدبابة في الاخبار قلت في نفسي مازال هناك رجال ولم اكن اعلم ان ابني هو المسؤول عن تفجيرها".
واشارت الى محكمة الاحتلال اصدرت حكما على ولدها ناهض بالسجن 3 مؤبدات و50 عاما لضلوعه في تنفيذ مثل هذه العمليات وقالت " حاولوا توجيه تهمة قتل مدنيين اسرائيليين لكن ناهض وقف في المحكمة وقال لهم انا عسكري وقتلت جنودا عسكريين يمثلون قوة الاحتلال ".
ولا تخفي الحاجة "ام مازن"، قلقها على مصير ولدها ناهض الذي يواجه هذه الايام امكانية بتر قدمه اليسرى التي كانت تعرضت لاطلاق العديد من الاعيرة النارية من قبل افراد من حركة حماس في شهر اذار 2007 حسب ما اكدته عائلته، حيث اوضحت العائلة بان ادارة سجن الرملة ابلغت ناهض بانه لابد من بتر قدمه بسبب فقدان الامل في علاجها.
وتقول الحاجة "ام مازن"، اشعر ان هناك موامرة ضد ولدي خاصة وانه معتقل منذ 21-7-2007 في سجون الاحتلال ، فلماذا يقررون بعد كل هذه المدة ببتر قدمه الثانية؟!"، مطالبة السلطة الوطنية والمؤسسات الحقوقية والانسانية الى تشكيل لجنة طبية فلسطينية تتولى زيارته والكشف عن وضعه الصحي والتأكد من المعلومات المرتبطة ببتر قدمه اليسرى.
كما تطالب بتوفير الرعاية له ولاسرته وتقول " ابني مناضل امضى سنوات شبابه في سجون الاحتلال ولا يستحق مثل هذا الاهمال".
والمفارقة المؤلمة جدا بالنسبة لعائلة الاقرع هي ان ابنهم ناهض الذي قارع الاحتلال تعرض بتاريخ 14 /3/2007 لعملية اختطاف من قبل عناصر من كتائب عزالدين القسام التابعة لحركة حماس في قطاع غزة حيث خضع للتحقيق والتعذيب لمدة خمس ساعات متواصلة قبل ان يتم اطلاق النار على رجليه ما ادى فيما بعد الى بتر قدمه اليسرى التي اصيبت بـ (40) طلقة نارية واصابة قدمه اليمنى بتهتك بالعظم وشل يده اليمنى".
وترفض الحاجة ام مازن الحديث عن هذا الامر المؤلم خاصة بعد ان علمت ان اسم ولدها ناهض الاقرع مطروح ضمن اسماء الاسرى في صفقة التبادل، تخوفا من شطب اسمه، وتقول" ما يهمني هو ان يخرج ولدي من سجنه ويعيش بقية حياته مع اطفاله واسرته".
ومن المقرر ان تزور ام مازن ولدها ناهض غدا في سجن الرملة حيث تؤكد ان معنوياته عالية جدا وانه رجل صلب يرفض الخضوع وقالت " احاول ان ارفع معنوياته وامسك دموعي عندما اراه يخرج للزيارة وهو على كرسيه المتحرك ، لكن حينما اخرج من الزيارة واجلس تحت النخلة القريبة من السجن ابكي وابكي وابكي .
وقالت بنوع من الحزن والالم "لو كان الرئيس عرفات موجودا لما قبل بوقوع مثل هذا التجاهل الذي يتعرض له ولدي "، موضحة انها اوصلت ملفه الصحي وتقاريره الطبية الى كافة الجهات الرسمية من اجل مساعدته دون جدوى.