السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفد من "اليونسكو" يزور مدرستين في شمال غزة لتفقد الآثار النفسية

نشر بتاريخ: 12/11/2009 ( آخر تحديث: 12/11/2009 الساعة: 15:14 )
غزة - معا - أعرب وفد من منظمة "اليونسكو" الأممية عن صدمته من الآثار النفسية المأساوية التي لا زال يعاني منها الطلاب في شمال غزة، جراء الحرب الإسرائيلية مطلع العام الجاري على قطاع غزة والتي خلفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في ممتلكات المواطنين والمقار الحكومية والبنية التحتية.

جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها الوفد الأممي اليوم، لدراسة الوضع النفسي والسيكولوجي على الطلاب والمعلمين في مدرستي معاوية بن أبي سفيان الثانوية، وسخنين الأساسية المشتركة في منطقة العطاطرة، الواقعة ضمن المنطقة التعليمية لمديرية التربية والتعليم المقالة في شمال غزة.

وتكون الوفد التابع للمنظمة الأممية "اليونسكو، من "كاتلين كوستنلي" الخبيرة في مجال التعليم والإرشاد النفسي، و"جو كلسي" مديرة مكتب المنظمة في رام الله، ومحمد العروقي مدير مكتب غزة، وعماد الحديدي نائب مديرعام الإرشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي المقالة، ونفوذ العطل رئيس قسم الإرشاد التربوي في مديرية التربية والتعليم المقالة في شمال غزة.

وكان في استقبال الوفد إسماعيل البياري رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام التربوي بالمديرية، وسامي طومان مدير مدرسة معاوية بن أبي سفيان، وحنان مطير مديرة مدرسة سخنين.

بدورها عبرت "كوستنلي" عن صدمتها الشديدة من الآثار النفسية والسلوكية التي لمستها خلال استماعها لروايات عدد من الطلاب والطالبات والمعلمين الذين شاهدوا بأم أعينهم جرائم بشعة راح ضحيتها عدد من ذويهم وجيرانهم.

ودعت "كوستنلي" المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل الجاد والفوري من أجل رفع المعاناة وكسر الحصار عن القطاع، حتى يتمكن الفلسطينيون من العيش بسلام وطمأنينة أسوة بباقي شعوب العالم.

من جهتها استنكرت "جو كلسي" الممارسات البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأبرياء، واستهداف المنشآت التعليمية خلال حربها على غزة، مؤكدة أن القانون الدولي لا يجيز بأي شكل من الأشكال التعرض للمدنيين ولا للمؤسسات التعليمية خلال الحروب.

وشددت "كلسي" على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني ومساعدته في الحصول على حقوقه المشروعة، داعية إلى الإسراع في كسر الحصار والسماح بإعادة بناء ما دمره الاحتلال لا سيما المدارس التي باتت تفتقد للحد الأدنى من المقومات الأساسية لخلق بيئة تربوية وتعليمية سليمة تساعد في إنشاء جيل قادر على الإبداع والعطاء والتنمية.

أما عماد الحديدي نائب مدير عام الإرشاد التربوي في الوزارة المقالة ، فأكد على خطورة الأوضاع النفسية التي يمر بها الطلاب لا سيما في المناطق التي كانت مسرحا لجرائم الاحتلال خلال الحرب، وهو ما تؤكده التقارير والدراسات التي تجريها الوزارة وبعض المؤسسات النفسية.

وأوضح الحديدي أن الواقع الصعب الذي يمر به الطلاب يحتم على الجميع العمل وبدرجة عالية من الكفاءة والمهنية القائمة على الأسس العلمية، من أجل إزالة تلك الآثار النفسية والسلوكية لدى الطلاب.

وأشار الحديدي إلى أن عشرات المدارس في قطاع غزة لا زالت غير مؤهلة لاستقبال الطلاب، بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال، وصعوبة ترميمها جراء استمرار الحصار الإسرائيلي، مناشدا المنظمات الدولية المعنية بالتعليم والطفولة التدخل لدى الاحتلال من أجل السماح بإدخال مواد البناء والقرطاسية والكتب وسائر مستلزمات العملية التعليمية، حتى تتمكن الوزارة من التغلب على العقبات والصعوبات التي تواجهها وتعترض عمليات الارتقاء والنهوض بالعملية التربوية.

بدورهم قام عدد من الطلاب والطالبات بالتعبير بالرسم الحر عن مجريات الأحداث والوقائع التي عايشوها خلال الحرب، والتي عكست الحالة النفسية الصعبة التي لا زالوا يمرون بها رغم مرور ما يزيد عن عشرة أشهر على انتهاء الحرب.