توأمان رياضيان تعانقا في كل شيئ درسا وتخرجا وتعينا وتقاعدا ...معا
نشر بتاريخ: 13/11/2009 ( آخر تحديث: 13/11/2009 الساعة: 17:32 )
طولكرم – معاً – منتصر العناني - يُقال رُبَ صدفة خير من ألف ميعاد , ولكن هذه المفارقة العجيبة الغريبة وهذه القصة التي استحق الوقوف أمامها حدثت ولم نعلم بها الا بعد أن أُعلنَ عن تقاعدهما قبل ايام قليلة كنهاية لتاريخ رياضي كبير حمله اثنان من جبابرة الزمن الجميل للكرة الفلسطينية .
هما بطلان رياضيان وعلمين تركا للرياضة الفلسطينية صورة مشرفة للرياضة والكرة الفلسطينية والمسيرة التعليمية التربوية الرياضية وبصمات يستحقان أن ننحني لهما لدورهم الكبير في رفعتها كرمياً وفلسطينياً , أنهما نجمين لمعا في سماؤنا وقد عزَ علينا فراقهما , أنهما المعلمين واللاعبين سميح رجا وراسم أبو عامر اللذان حصلا على التقاعد مؤخراً من سلك التربية والتعليم بعد مسيرة حافلة من العطاء بعد بلوغهما السن القانونية .
وقد حملا هاذين النجمين رجا وابو عامر أمراً مهماً قد أستحق أن نلتفت له وان نقف وقفة تعجب وليس بمحض الصدفة كونهما تلاقيا وتعانقا وتشابها في كل شيئ رغم أنهما ليس توأمين لكن توأمين وشقيقين في كل مرحلة مروا بها في مسيرة حياتهما ومن هذه التوأمة دخلا المدرسة معاً وبقيا على درجٍ واحد معاً وانهيا المدارس معاً وتخرجا معاً ودخلا كلية خضوري يدرسان الرياضة معاً وتخرجا من خضوري معاً وتعينا بنفس التاريخ واليوم في سلك التربية والتعليم معاً.
وكانا معاً في اول لجنة رياضية وقبل آيام وبنفس اليوم حصلا على التقاعد من سلك التربية والتعليم معاً ليتعانقا في نهاية مسيرتهما معاً كما في هذه الصورة الماثلة امامكم وتكرما معاً في اخر لقاء تكريمي نظمته مدرسة الفاضلية والتربية معاً وهذا العناق لم نعرفه الا في اللحظات الأخيرة عندما التقيت في تكريمهم النجمين سميح رجا وراسم أبو عامر وتحدثا عن هذا العناق والتلاقي معاً طيلة مسيرة حياة حافلة بالعطاء والنجومية.
وكادت تذرف الدموع وتحاكينا من عيون البطلين والنجمين رجا وأبو عامر عندما تحدثا معي في هذه المقابلة المقتضبة وانا كزميل لهما في المهنة في سلك التربية والتعليم فقد حملتُ عنهما صورة المعلم المثالي الذي يحمل رسالة نظيفة عنوانها أداء الواجب التربوي والديني والوطني وحملا شعار التفاني في العمل والأخلاص , صورة أستحقت كل تقدير وحملت جزاء أسمه أمتياز لهاذين المعلمين الرياضيين رجا وابو عامر.
واليوم تقاعدا ولكن ستبقى صورة تفانيهم واخلاصهم وانتمائهم موجودة نتعلم ونستلهم منها روح التقدم والعمل والنظر الى الأمام دون النظر الى الخلف وصورة حملت طابع التواضع والهم أن يرفع أسم وطنه عالياً بعيداً عن الآنا, وودعناهما اليوم ونحن لن نكون بعيدين عنهم لأنهم سيبقون معنا يغمرونا بخبراتهم وعطاءهم اللامحدود , كل التحية والتقدير لهذا العناق الذي نحترمه ونقدره ونعتز ونفتخر به يا سميح رجا ويا راسم أبو عامر , وستبقيان نوراً يضيئ لنا طريق نتعلم منه كيف نكون مخلصين وأوفياء كهذا العناق رجا وابو عامر معاً.