الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تونس الخضراء ...تحفة الكرة العربية في الشمال الإفريقي!!

نشر بتاريخ: 13/11/2009 ( آخر تحديث: 13/11/2009 الساعة: 15:27 )
الخليل -معا - اللجنة الإعلامية - فايز نصار - سنة 1978 نزلت العاصمة السورية دمشق ، في طريقي الى المغرب العربي ، حيث عشت قريبا من الأجواء الرياضية في الجزائر .

يومها جاء إلى دمشق المنتخب التونسي ، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، بعد عروضه اللافتة في المونديال الأرجنتيني ، وفي ستاد العباسيين الدمشقي شاهدت لأول مرة الكرة المغاربية الناضجة ، بأقدام تميم وغميض وطارق ذياب ، ولم يغير رأيي في نجوم تونس خسارتهم أمام سوريا بهدفين لهدف ، ولا فوزهم بعد يومين على منتخب أندية دمشق بالخمسة .

مع نجوم تونس

بعد يومين كنت على متن الطائرة السورية المتجهة إلى الجزائر عبر تونس ، وكان معنا في الطائرة نجوم المنتخب التونسي ، بقيادة المدرب الداهية عبد المجيد الشتالي ...وأثناء الرحلة من دمشق الى تونس كان الحديث ذا شجون حول كرة القدم العربية ، والتألق التونسي اللافت في البلاد الفضية ، حيث فاز رفاق الحارس "عتوقة" على المكسيك بالثلاثة ، وتعادلوا مع المانشافت ، قبل خسارتهم بصعوبة مع بولندا... الإشادة كانت حاضرة من الجميع لنجوم تونس ، الذين اسمعونا كلاما طيبا عن تعاطف أهل الخضراء مع الشعب الفلسطيني ، في نضاله الباسل ضد المحتل الأجنبي .

وفي تونس ودعنا نسور قرطاج ، على أمل مشاهدتهم في محطات تألق جديدة في سماء المونديال ، وفي المحافل العربية والأفريقية ، وأكملنا الرحلة الى الجزائر البيضاء ، لنتعرف على صفحة أخرى من صفحات الخلود الرياضي ، في رحاب الأطلس المغاربي .

المغرب والجزائر

قبل تونس كانت المغرب ترفع لواء التحدي اليعربي في مونديال المكسيك سنة 1970 ، ورغم أن أسود الأطلس لم يخرجوا من معمعة الازتيك إلا بنقطة واحدة ، الا أن رفاق الهزاز تركوا انطباعا جيدا، واسمعوا العالم هدير نجم خالد اسمه فراس احمد.

وبعد تونس عايشت التأهل الجزائري الأول للمونديال الاسباني ، وصفقت مع ملايين العرب لرفاق رابح ماجر والبلومي ، وهم يطيحون بالمارد الألماني ، ويحققون الفوز على تشيلي ، ليخرجوا من ملاعب المونديال بفضيحة كان بطلاها منتخبا المانيا والنمسا .

حين تصبح الكرة اكسجينا

ويشير تألق منتخبات شمال إفريقيا في المحافل العربية والإفريقية إلى علو كعب كرة القدم في تلك البلاد ، حيث تتقدم اللعبة على كل احتياجات الحياة الأخرى ،وحيث يتنفس الناس أكسجين الكرة في كل مكان .

ولذلك نجحت المغرب في التاهل للمونديال أربع مرات / 1970 بالمكسيك / 1986 بالمكسيك / 1994 بالولايات المتحدة / 1998 بفرنسا ، ونجحت تونس في التأهل للمونديال أربع مرات / 1978 بالأرجنتين / 1998 بفرنسا /2002 بكوريا واليابان / 2006 بألمانيا ، ونجحت الجزائر في التأهل للمونديال مرتين / 1982 بأسبانيا / 1986 بالمكسيك ، وبإمكان تونس الوصول إلى الخماسية إذا حسمت معركة السبت أمام موزمبيق ، وبإمكان الجزائر التأهل للمرة الثالثة ، إذا نجحت في اختبار القاهرة بعد غد .

تنافس مع مصر

ولا يقتصر تألق المنتخبات المغاربية ، التي تضم أيضا منتخبي ليبيا وموريتانيا على الجبهة المونديالية ، لأن البطولات الاولمبية ، والعربية والإفريقية كلها تشهد لتونس والمغرب والجزائر خاصة بالبصمات التي لا تنمحي ، ولا يصل إلى مستوى المجد المغاربي في شمال إفريقيا إلا المنتخب المصري ، الذي يتفوق على منتخبات المغرب العربي في البطولات الإفريقية ، وتتفوق عليه في تصفيات كأس العالم ، لان المنتخبات المغاربية وصلت عدة مرات إلى المونديال بعد انتصارات على حساب المنتخب المصري .

المدرسة التونسية

ولا يختلف اثنان في كون تونس لؤلؤة الساحل المتوسطي ، وقد استفادت كرتها من تطور كرة القدم في جارتها ايطاليا ، التي لا تفصلها عن تونس الا كيلومترات من المياه ، ولذلك يعمد التوانسة إلى اللعب بسلاسة ، ويختارون السهل الممتنع والممتع في مواجهة جموح المنتخبات الإفريقية ، وكثيرا ما يكون لهم قصب السبق بفضل تحصيناتهم الدفاعية ، التي تعلموها من الجار الايطالي ، ومن التمازج بين التوانسة والمستوى الرياضي في فرنسا ، التي تحتضن ملايين التونسيين المغتربين ، وبعضهم لعب لمنتخب فرنسا كصبري العموشي ، وبعضهم ينتظر كالنجم حاتم بن عرفة .

أندية تونس

وتحظى الأندية التونسية المعروفة بشعبية كبيرة ، وابرز أندية الخضراء الترجي ، الذي لا ينازعه المجد هناك إلا الإفريقي والنجم الساحلي ، وبدرجة أقل الملعب التونسي والصفاقسي والبنزرتي وشبيبة القيروان والاتحاد المونستيري وقوافل قفصة .. وغيرها من الأندية التي يعشقها الرياضيون التونسيون ، وحقق الترجي لقب الدوري التونسي 20 مرة ، ولم يحصل الافريقي الا على نصف هذه الغلة ، فيما حصل النجم على اللقب 8 مرات ، متقدما الصفاقسي الفائز بالدوري سبع مرات.

نجوم تونس

وفي رصيد تونس قائمة كبيرة من النجوم ، الذين رصعوا القلادة التونسية بالأمجاد في الملاعب الخضراء ، ومنهم تميم والنايلي وطارق ذياب ونبيل المعلول وخالد بن يحيى والمهدي بن سليمان وشكري الواعر وحاتم طرابلسي وعادل السليمي .

وانجبت تونس عددا من المدربين الذين تألقوا في الملاعب العربية والدولية ، ومنهم عبد الحميد شتالي وفوزي البنزرتي وخالد بن يحيى وغيرهم ... كما قدمت تونس للعالم عددا كبيرا من الحكام ، من أبرزهم علي بن ناصر و ناجي الجويني ، ناهيك عن عدد كبير من المحللين الرياضيين ، في مقدمتهم طارق ذياب وعبد المجيد شتالي ونبيل المعلول .

الاولمبي التونسي

ولا فرق بين المنتخب التونسي الأول والمنتخب الأولمبي ، لأن الناس في بلاد المغرب العربي يفكرون رياضيا بذهنية جيرانهم الشماليين ، ويحسنون التخطيط للمستقبل ، معتبرين المنتخب الاولمبي مرحلة هامة لصقل أبرز النجوم ، ولذلك لا يختلف أسلوب اللعب التونسي بين المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي ، ما يجعلنا ننتظر المتعة في اللقاء الفلسطيني التونسي الأول على أرض فلسطين ، حتى لو كان التنافس اولمبيا .