مبروك مقدما ** بقلم : محمد علوي
نشر بتاريخ: 13/11/2009 ( آخر تحديث: 14/11/2009 الساعة: 00:15 )
منذ مايقارب الشهر ونيف والصحافتان الجزائرية والمصرية تعيشان حالة من السجال الاعلامي الطاحن وسط اجواء مشحونة تنذر بحرب باردة بين الدولتين حتى اصبحت ميادين الصحافة بكل اشكالها ساحة لهذه الحرب والسبب هو المباراة الفاصلة بين مقاتلي الصحراء المنتخب الجزائري والفراعنة المنتخب المصري كما يحلو لهم تسميتهم.
المباراة المرتقبة والتي ستخطف الاضواء وتجبر مئات الملايين من المشاهدين في شتى ارجاء العالم للجلوس ساعة ونصف لمتابعتها لمعرفة من هو السفير العربي الى جنوب افريقيا العام القادم خرجت بهود الصحافيين هذه المرة عن نطاق السيطرة من خلال التحريض البشع الذي تراكم في وسائل اعلام البلدين.
ولعل من الغريب في تجليات الحرب الاعلامية اقحام الرئيسين الامريكي باراك اوباما والفرنسي ساركوزي والمستشارة الالمانية ميركيل والفنانتين نانسي عجرم وهيفا وهبي في هذه المباراة وجعلهم مادة دسمة لاستخدامها في هذه الحرب النفسية التي تفننت وسائل الاعلام في صناعتها حتى اصبحت الفنانة اللبنانية هيفا وهبي ممنوعة من دخول الاراضي الجزائرية والغناء فيها بحجة مؤازرتها للمنتخب المصري .
ان المنافسة بشكل عام في كرة القدم وفي هذه المباراة بشكل خاص هو حق مشروع والوصول الى المونديال حلم يغازل افئدة وعقول كل المنتخبات وتمثيل الدولة في هذا العرس الكوني ولكن ان تتحول مثل هذه المباريات الى معارك وحروب اعلامية وازمات ديبلوماسية بين الشقيقتين هو مالا يجب ان يحصل وتسير به الامور الى هذا الحد الجنوني من التحريض .
كم كان بودنا ان نشاهد عدة دول عربية ومن بينها مصر والجزائر وفرسانها تصهل في ميادين الكرة الجنوب افريقية في هذه التظاهرة الكروية،لكنها قرعة المجموعات اوقعت الشقيقتين مصر والجزائر في المجموعة نفسها الامر الذي لا مناص منه وخاصة لما يتمتع به ابناء المدرب الجزائري رابح سعدان من خبرة قوية في ميادين الكرة الاوروبية والامر نفسه ينطبق على ابناء المدرب والخبير حسن شحاته مدرب مصر والدليل احتكار مصر لكاس الامم الافريقية في المسابقتين الماضيتين .
من هنا ومن هذا المنبر الاعلامي الحر نبرقها الى منتخب مقاتلي الصحراء ومنتخب الفراعنة بالمباركة مقدما لمن سيطير الى جنوب افريقيا لان الفريقين هم اعزاء علينا ومشاركتهم في المونديال هي مشاركة لنا وللعرب جميعا وما حصل من مناوشات اعلامية لاذعة هي سحابة صيف عابرة عكرة اجواء الطيبة بين البلدين وباذنه تعالى ستزول ولن تعود لان كرة القدم هي لغة التسامح والتواصل ولا تقبل بان تكون هي لغة البغيضة والقطيعة بين ابناء الجلدة الواحدة .
واذا ما انتهت المباراة لمصلحة احد المنتخبان فانه عندما يطير الى جنوب افريقيا ستطير معه الملايين من الاكف الضارعة الى الباري عز وجل بالتوفيق في هذه المشاركة الخارجة من رحم المنافسة في هذه التصفيات وما الوصول الا نتيجة للاجتهاد الجاد والعمل الدؤوب من المنتخب المتاهل وهذا هو الحال فلكل مجتهد نصيب .
كل امنيات التوفيق لمصر والجزائر ومباراة موفقة ومنافسة شريفة وطيبة لهؤلاء الاشقاء .