الوطني في جلسته يكرر دعوته لحماس للالتفاف للمشروع الوطني
نشر بتاريخ: 14/11/2009 ( آخر تحديث: 14/11/2009 الساعة: 16:05 )
رام الله - معا - عقد المجلس الوطني الفلسطيني اليوم السبت جلسة له في الذكرى الخامسة لاستشهاد القائد ابو عمار، وذكرى اعلان المجلس وثيقة الاستقلال في دورته الـ19 في الجزائر في 15/11/1988، لاعضاء المجلس في الضفة الغربية والقدس، بعد الاجتماع الذي عقد في عمان، وكرر المجلس دعوته لقيادة حركة حماس الى الالتفاف حول المشروع الوطني وطي صفة الانقسام، ودعا المجلس سرة الدولية لاخذ دورها وتحمل مسؤولياتها في حماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال واعتداءاته المتواصلة والمتصاعدة.
وفيما يلي النص لكامل لكلمة رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون كما يلي:
" السادة أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمه التحرير الفلسطينية.
الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني .
السادة الحضور ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتزامن اجتماعنا هذا مع الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد القائد الرمز أبو عمار، وذكرى اعلان المجلس الوطني الفلسطيني لوثيقة الاستقلال في دورته التاسعة عشره " دورة الجزائر " في 15/11/1988 .
وفي هاتين المناسبتين نجدد العهد والقسم لدماء الشهداء بأننا سنمضي قدماً على دربهم حتى تجسيد الاستقلال واقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
ويأتي هذا اللقاء التشاوري لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المتواجدين في الضفة الغربية والقدس، بعد الإجتماع الناجح الذي عقدناه في عمان لأعضاء المجلس الوطني المتواجدين في المملكة الأردنية الهاشمية.
وهذان اللقاءان عقدا في ظل ظرف فلسطيني، غاية في الدقة والحساسية، حيث ما زال المحتل الإسرائيلي يمارس أبشع الممارسات الاحتلالية والتعسفية ضد شعبنا ومقدساته، الإسلامية منها والمسيحية، فتعبيرات استمرار العدوان تتجلى بوضوح في إمعان الاحتلال في سياساته التهويدية في القدس الشريف وفي مواصلة مصادرة الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات واستكمال أعمال البناء في جدار الفصل العنصري، الى جانب استمرار الحصار وحملات الاعتقال وارتكاب جرائم القتل والاغتيال.
ان ما يرتكب على يد سلطات الاحتلال بحق شعبنا وممتلكاته، يشعل الضوء الأحمر أمامنا، ويجعلنا ننظر بعين الخطورة لما يجري، الامر الذي يتطلب التعاطي مع معطيات اللحظة باقصى درجات الجدية واليقظة، فالمسؤولية الوطنية تقتضي الوقوف عند المستجدات والتطورات، بكل شجاعة وجرأة .
إننا ونحن نجدد إدانتنا الشديدة للإجراءات العدوانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، لنجدد دعوتنا للأسرة الدولية الى أخذ دورها وتحمل مسؤولياتها في حماية شعبنا من بطش الاحتلال واعتداءاته المتواصلة والمتصاعدة، فالعالم مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، باتخاذ ما يلزم من قرارات وتدابير لردع دولة الاحتلال وإجبارها على إنهاء احتلالها للشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه المشروعة، ممثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وهنا نتساءل ألم يحن الوقت بعد لإلزام حكومة تل أبيب بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة ؟! ، فكيف يمكن لمشروع التسوية وخيار السلام في المنطقة ان يشق طريقه ويكتب له النجاح في ظل مسايرة دولة الاحتلال والتعامل معها كدولة فوق القانون ؟! .
وان شعبنا العظيم، أكثر اصراراً وعزيمة على المضي قدما من أجل نيل حقوقه المشروعة وتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال، ويقف الى جانب رئيسه الرئيس أبو مازن في رفض كل شروط واملاءات حكومة نتنياهو وصّد كل الضغوط التي تستهدف إرغام قيادتنا على قبول ما يتعارض مع المشروع الوطني الفلسطيني، ونؤكد على ضرورة تكثيف التحرك السياسي لتأمين اوسع تضامن ودعم عربي واسلامي ودولي لشعبنا ونضاله العادل ضد الاحتلال .
إن استمرار انقلاب حركة حماس على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، من شأنه ان يبقي على باب المعاناة مفتوحاً على مصراعيه، فشعبنا ما زال يدفع ثمن الانقسام والتشرذم، وقضيتنا الوطنية لم تزل تأن تحت وطأة الضررالكبير الذي لحق بها جراء حالة التمزق التي تمر بها الساحة الفلسطينية، وما تعنت حركة حماس وإصرارها على مواصلة انقلابها، من خلال رفضها التوقيع على الورقة المصرية، سوى دليل على انها غير آبهة بمصالح شعبنا ولا تريد للوحدة الوطنية ان تتحقق.
وهنا نكرر دعوتنا لقيادة حماس الى الالتفات للمشروع الوطني والانتباه لمخاطر استمرار الانقسام، بطي صفحة الخلاف، من خلال دعم وتأييد جهود المصالحة لاستعادة الوحدة سياسياً وجغرافياً والاستعداد للوقوف في وجه مخططات الاحتلال التي تهدف الى اقتلاع الإنسان الفلسطيني من وطنه وابتلاع ارض الآباء والأجداد.
إن منظمة التحرير الفلسطينية عصية على التصفية او الشطب، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكل المؤامرات التي تعرضت لها منظمة التحرير بهدف القضاء عليها او مصادرة قرارها المستقل، عبر الهيمنة او الوصاية عليها، قد باءت بالفشل الذريع، جراء دعم شعبنا لها والتفافه حول برنامجها السياسي والتزامه بقراراتها وسياساتها، فبفعل نضالات شعبنا ووحدته وتضحياته، يمكن لمنظمة التحرير ان تستمر في قيادتها لشعبنا وتنتصر.
إن الخطاب الذي وجهه الرئيس الى شعبنا، في الخامس من الشهر الجاري، والذي تضمن، في سياق استعراض ما آلت الية العملية السلمية والمأزق الذي تعاني منه، الإعلان عن عدم رغبته في ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، يضعنا أمام خيار واحد لا ثانٍ له، وهو التعبير، بكل قوة، عن دعمنا ووقوفنا الى جانب رئيس الشعب الفلسطيني، وتجديد التأكيد على مواصلة النضال الفلسطيني، خلف قيادته الحكيمة، والإعلان عن تأييدنا لمساعي سيادته وجهوده السياسية والدبلوماسية في الأوساط والمحافل الدولية، والتشديد على تمسك شعبنا بمطلب تحديد المرجعيات التفاوضية بشكلٍ دقيق وواضح، ووقف الاستيطان وقفاً تاماً وشاملاً قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، فالسلام والاستيطان خطان متوازيان لا يمكن لهما ان يلتقيا.
هذا وقد كان الرئيس ابو مازن قد اصدر مرسوما في الثالث والعشرين من الشهر الماضي قد حدد بموجبه 24/1/2010 موعدا لإجراء الانتخابات، ووفقاً للقرار الذي أتخذه المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الأخيرة " القدس عاصمة الدولة المستقلة" في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، فان الشعب الفلسطيني من المفترض أن يمارس في 24 / 1 /2010 ، بكل حرية، حقة الدستوري في انتخاب رئيسه وسلطته التشريعية، من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية، حرة ونزيه، وذلك تنفيذا للنظام الأساسي، واستمراراً لمسيرة شعبنا الديمقراطية في التحرير والبناء والتنمية، وحماية النظام السياسي الفلسطيني ومكتسبات شعبنا والتصدي لتحديات المرحلة ومواجهة المخاطر المحدقة بشعبنا ومشروعه الوطني.
وقد فوجئنا يوم 12/11/2009 بصدور بيان رسمي عن لجنه الانتخابات المركزية (الموزع عليكم) يتضمن إعلان اللجنة عن عدم قدرتها على إجراء الانتخابات في الوطن بكامله في الموعد المحدد. إننا وإذ نعرب عن شديد الأسف لعدم تمكن لجنه الانتخابات من إجراء الانتخابات في موعدها، لنحمل حركه حماس مسؤولية تعطيلها، ونؤكد أن منظمه التحرير الفلسطينية ستتحمل مسؤولياتها ، وفقا للنظام ، للحيلولة دون نشوء أي فراغ دستوري .
إننا نتقدم بالتحية من الأهل وأبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات وفي المناطق المحتلة عام 48، ونطير سلاماتنا وتحياتنا للأخوات والأخوة من الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الإحتلال وفي مقدمتهم مروان البرغوثي واحمد سعدات، ونؤكد لهم أن قضيتهم ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية حتى الإفراج عنهم، كما ونتوجه بالتحية لكل الأشقاء العرب والمسلمين والأصدقاء الذين يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني ويدعمون نضالنا المشروع ضد الاحتلال.
ونسأل الله السداد والنجاح لما فيه خير شعبنا والتوفيق لقيادتنا وممثلنا الشرعي والوحيد "منظمة التحرير الفلسطينية" ونواة دولتنا "السلطة الوطنية " وهي تحاول تحقيق برامجها في البناء والتنمية واستعادة الأمن وتطبيق القانون .