وزير الإعلام: حكومة حماس ليست هدفاً وإنما آلة من آليات العمل لتحقيق أماني شعبنا وأهدافه
نشر بتاريخ: 17/04/2006 ( آخر تحديث: 17/04/2006 الساعة: 10:56 )
خان يونس- معا- أكد الدكتور يوسف رزقة وزير الإعلام الفلسطيني الجديد أن حكومة حماس التي إنتخبها أبناء الشعب الفلسطيني ليست هدفاً بحد ذاتها للحركة, وإنما آلة من آليات العمل لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني وأهدافه المشروعة، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هي الوسيط بيننا مع فصائل المقاومة والقوى والفعاليات وغيرها من فئات المجتمع الفلسطيني.
جاءت تصريحات رزقة مساء أمس على هامش حفل لتكريم الصحافيين بخان يونس لإختتام فعاليات التظاهرة الفنية التي نظمتها جمعية المزارعين الفلسطينيين بخان يونس بالتعاون مع الملتقى الصحافي إحياءً لذكرى يوم الأرض حيث تم تكريم نخبة من الصحافيين والإعلاميين في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية العاملة في قطاع غزة.
وأكد رزقة أن المنطقة الجنوبية من قطاع غزة لم تنصف في برامج الحكومات السابقة، لافتاً إلى أن برنامج كتلة التغيير والإصلاح واضح جداً ويحمل في ثناياه إرهاصات جلية لاسيما في مجال دعم المزارع الفلسطيني، مشدداً أن الحكومة لن تتوانى عن تحمل مسؤولياتها, وكلمة واحدة في قاموسنا وهي ( النجاح ... وفقط ).
وقال رزقة:" مجتمعنا الفلسطيني لازال يعتمد على الزراعة رغم ضيق الرقعة الزراعية التي يمتلكها، حيث أصبحت المنتوجات الفلسطينية تنافس ما تنتجه الدول المتقدمة بالرغم من الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها القطاع الزراعي جراء الإعتداءات الإحتلالية".
وأكد رزقة أن الحكومة الفلسطينية ستولي قطاع المزارعين والزراعة أهمية خاصة من خلال فتح أبواب التصدير الخارجية من معبر رفح إلى مصر والعالم أجمع، متمنياً أن تتمكن وزارة الزراعة التي بإمكانها تحويل الفائض الزراعي إلى منتج صناعي يفي بإحتياجات الشعب الفلسطيني.
وأكد وزير الإعلام أن الحكومة ليست في حصار كما يدعي الغير، لافتاً إلى أن الآخرين هم الذين يرزحون تحت الحصار " لقد رفع الحصار عن حكومتنا حماس, حينما إحتضننا الشعب بكافة فئاته"، مشيراً إلى أن حركته تمكنت من إعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها الدافىء ( العربي والإسلامي ) على المستويين الرسمي والشعبي، نافياً حدوث أزمة في هذا الإتجاه، موضحاً أن التحدي الأول والأخير هو الإحتلال "الذي يغتصب أرضنا ويصادر حقوقنا".
وحول الصراع على الصلاحيات بين مؤسسة الرئاسة والحكومة قال رزقة:" رؤيتنا واضحة ومتكاملة، ولن يكون هناك صراع على الصلاحيات مع مؤسسة الرئاسة، وهدفنا هو تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، وسنقيم علاقات إيجابية مع كل من يمد يده إلينا من الفصائل ونحن نقبل النقد والنصيحة ونعتب للتجريح أو التحريض" وهذه العلاقة محكومة بقوانين ينظمها الدستور ولكل مؤسسة صلاحياتها حسب القانون.
وحول قضية الفلتان الأمني وفوضى السلاح في الاراضي الفلسطينية, قال رزقة:" فشلت الحكومات السابقة في معالجة هذه الأزمة بسبب توفر مصالح شخصية لبعض المنتفعين"، مؤكداً أن الحكومة الجديدة تسعى لإنهاء هذه الظاهرة من خلال نظافة يدها وخدمة الشعب معتبراً أن الأمن درع لحماية المواطن, وأضاف" ينبغي أن يكون لوزير الداخلية سلطة على الأجهزة لتحقيق الأمن وإعطائه مزيداً من الصلاحيات لضبط الشارع الفلسطيني من الفوضى".
وإستعرض رزقة التحديات المالية والإقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني فقال ان الحكومة عليها تحدي مالي وإقتصادي وهو ليس وليد الساعة فهو موروث قديم عانت منه الحكومات المتوالية، مشيراً إلى أن حكومة حماس تحمل رقم ( 10 ) وكان الغرب شحيحاً في مساعداته والآخرون يترددون في بعض المساعدات.
وبين رزقة أن الحكومات الغربية هي جزء من المشكلة الفلسطينية منذ نشأتها إبان وعد بلفور وحتى إحتلال الأراضي الفلسطينية، وان على الإحتلال أن يوفر الإحتياجات للشعوب المحتلة وأمريكيا تدعم إسرائيل فعليها دعم الشعب الفلسطيني" لأننا محتلون".
وحول التحديات الخارجية المفروضة على أبناء الشعب الفلسطيني قال:" شعبنا صابر ومتوكل على الله، ونعلم أن التحديات الخارجية لا تساوي شيئاً أم التحديات الداخلية، ويجب علينا أن نقف صفاً واحداً خلف كل مخلص ونوحد صفوفنا " مشيراً الى أن الحكومة تحظى بعلاقات وطيدة مع بعض من الدول العربية والأجنبية التي ساندت الخيار الديمقراطي.
ونفى رزقة إتباع الحكومة طريق الفساد, مؤكدا ان " الفساد بكافة ألوانه لن يكون جزءاً من قاموسنا وسنحافظ على المال العام لمصلحة شعبنا، وسنعمل بروح فريق العمل وسنستمد عزمنا وقوتنا من إرادة الناخب الفلسطيني والفصائل والقوى ونجاح الحكومة نجاحاً للوطن بأكمله".
ورداً على تصريحات باسم أبو سمية رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون حول دعوته لإستقالة الحكومة وإزدواجية الخطاب الإعلامي الفلسطيني أشار رزقه " لا أعتقد وجود إزدواجية لأن المنافذ الإعلامية ( وكالة وفا - التلفزيون - الفضائية ) تتبع الآن مؤسسة الرئاسة، نحن نحتاج إلى حوار هادىء ويفترض من الحكومة أن تأخذ حظها من دعم الرئيس في مجمل القضايا على الصعيد الداخلي والخارج".
وحول إدارة المعابر وتحكم جهاز أمن الرئاسة فيها ذكر رزقة " معبر رفح البري بمثابة زجاجة الأمن والأكسجين للشعب الفلسطيني، ولا نعترض عن إدارته، داعياً إلى أن يرتفع الحس الوطني الفلسطيني إلى مستوى التحدي, متسائلاً إلى متى ستبقى المعابر تحت السيف الإسرائيلي مشدداً على وجوب أن يتحرر المعبر من الرقابة الأجنبية وسلطان الإحتلال.
ومن جانبه أوضح عاشور اللحام مدير عام جمعية المزارعين أهمية هذه التظاهرة الفنية وإفتتاح مبنى الجمعية الجديد وذلك إحياءً لذكرى يوم الأرض، مشيراً إلى أن تنظيم التظاهرة الفنية للمزارعين يأتي في سياق جهود الجمعية في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية.
وقال اللحام إن الأرض الفلسطينية تتعرض لإنتهاكات خطيرة من قبل الإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل إعتداءاته عليها من خلال مواصلة بناء جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الأراضي الزراعية ويقضي على الحياة الفلسطينية، داعياً كافة المسؤولين إلى الوقوف بجانبهم ومساعدتهم.
وبدوره أشار أيمن سلامة المشرف على أعمال الملتقى الصحافي أن الصحافيين يتعرضون لضغوطات داخلية جراء تواصل الإنتهاكات بحقهم ومنعهم من ممارسة عملهم بكل حرية، مشيراً إلى مجمل الأوضاع التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية.
ودعا سلامة القائمين على وزارة الإعلام القيام بواجباتهم تجاه هذه الشريحة والعمل على تشكيل مجلس أعلى للصحافة يكون ناطقاً بإسمهم.