أطباء بلا حدود ترفض لعب دور الملطف الاجتماعي لسياسات أمريكا والاتحاد الأوروبي
نشر بتاريخ: 17/04/2006 ( آخر تحديث: 17/04/2006 الساعة: 12:54 )
غزة- معا- رفضت منظمة أطباء بلا حدود بغزة قرار كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية ثم الاتحاد الأوروبي لاحقا تجميد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ووعدها في نفس الوقت بمواصلة المساعدات للسكان الفلسطينيين على الاستجابة للاحتياجات الأساسية عبر تحويل جزء من هذه المبالغ إلى الأمم المتحدة ومنظمات غوث دولية أخرى للتخفيف من حدة العواقب الاجتماعية والإنسانية لهذا القرار.
وعبرت بلا حدود عن قلقها إزاء مستقبل الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للشعب الفلسطيني الذي ما فتئ يعاني من سنوات الحرب والاحتلال الطويلة, التي بدأت تدق ناقوس الخطر و تحذر من ازدياد الوضع سوءا, خاصة في قطاع غزة حيث يعيش اليوم حوالي نصف السكان البالغ عددهم 1,4 مليون نسمة تحت مستوى الفقر, بالإضافة إلى التأثير الخطير النتاتج عن القصف الإسرائيلي المكثف للمنطقة و استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلي إغلاق معبر كارني التجاري.
ورأت أطباء بلا حدود أن العاملين في المجال الإنساني لا يجب أن يتحولوا إلى مجرد "ملطف اجتماعي" دوره التخفيف من آثار الإجراءات الجزائية على الشعب بأكملهم موضحة أن المنظمات الإنسانية ليست لديها الخبرة و لا الوسائل ولا المسؤولية للعب دور البديل للسلطة الفلسطينية وتقديم خدمات اجتماعية وإدارة المؤسسات العمومية ودفع الرواتب للموظفين, كما لا يمكنها أن تستجيب لحاجيات السكان المدنيين داخل الأراضي المحتلة فهذه مسؤولية القوة المحتلة حسب اتفاقية جنيف الرابعة والقوة المحتلة هنا هي دولة إسرائيل.
وأضافت بلا حدود أن خلط الأدوار والمسؤوليات يتعارض كليا مع مبدأ استقلاليتها ويمكنه أن يعرضها للخطر في سياق يطبعه عدم الاستقرار موضحة أنها اضطرت إلى سحب فرقتها العاملة في نابلس والخليل وغزة عدة مرات بسبب تدهور الوضع الأمني وبسبب عمليات الاختطاف الأخيرة التي طالت موظفين دوليين.
وقررت بلا حدود مراجعة وملائمة عملياتها في الأراضي الفلسطينية انطلاقا من قلقها حيال تدهور الأحوال المعيشية للسكان مؤكدة لكل الحكومات تشبثها باستقلاليتها المالية والميدانية عملها على ضمان أمن وسلامة موظفيها من الفلسطينيين والأجانب على أرض الميدان.
ومن الجدير ذكره أن أطباء بلا حدود تعمل في الأراضي الفلسطينية منذ 1989 وتقدم المساعدة الطبية و الاجتماعية والسيكولوجية للعائلات التي تعاني من آثار الانتفاضة وما خلفته من اضطرابات نفسية حادة خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها المرافق الصحية.
وقد عادت كل فرقها بعد الانسحاب الأخير إلى مواقع عملها بما في ذلك تلك المتواجدة في قطاع غزة.