الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض:آن الآوان للذهاب إلى الأمم المتحدة لتأكيد حقنا بإقامة دولتنا

نشر بتاريخ: 15/11/2009 ( آخر تحديث: 16/11/2009 الساعة: 10:07 )
رام الله-معا-قال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أنه آن الأوان للذهاب إلى الأمم المتحدة لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل حدود 5 حزيران عام 1967، بقرار أممي يلزم إسرائيل.

وطالب فياض المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأشار إلى أن المطلوب الآن تكثيف الجهود لاستكمال بناء مؤسسات الوطن، ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب أبناء شعبنا في مواجهة الاستيطان، وإلزام اسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وقال" اننا لا نريد دولة جدار, بل دولة مستقلة تشمل جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها أراضي عام 1967 وقطاع غزة والقدس الشرقية, وبعيداً عن جميع التصنيفات التي تدعى مناطق (أ.ب.ج) فكلها ارض محتلة وهي حق للشعب الفلسطيني".

وأضاف أن وثيقة برنامج عمل الحكومة تستهدف بشكل جوهري استنهاض طاقات شعبنا وتعزيز انخراطه الشامل لانجاز مشروع الوطني ، بصورة عملية وملموسة، من خلال توحيد جهوده في ورشة بناء تجعل من استكمال بناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية وسيلة اضافية، بل ورافعة مركزية، تعجل في انهاء الاحتلال، وتعيد لشعبنا ثقته بنفسه، وبقدرته على الانجاز، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته ازاء حقوق شعبنا الوطنية وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله.

جاء ذلك خلال استضافة رئيس الوزراء في جمعية الاقتصاديين الفلسطينين، في ندوة بعنوان " الجوانب الاقتصادية في خطة بناء الدولة المستقلة القادمة" في مقر الهلال الاحمر، والتي حضرها وزير الأشغال العامة والاسكان د. محمد اشتية، وعدد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والاكاديمية.

واستذكر فياض وثيقة إعلان الاستقلال للعام 1988، مبيناً أن وثيقة الحكومة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" تهدف إلى الإعلان الرسمي عن الاستقلال من خلال إقامة الدولة الفلسطينية خلال العامين القادمين حسب الوثيقة، وأشار إلى أن الوثيقة تعتبر تحدي للجميع، لتؤكد للمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته قادر على بناء دولته المستقلة، ومؤسساتها الوطنية، خلال الجدول الزمني المعد، بالعزيمة والعمل الجاد دون تعب أو كلل.

وشدد رئيس الوزراء على اهمية اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، وذلك للاسراع في اعادة الوحدة لشطري الوطن، ومؤسسات شعبنا الوطنية، وقال: "تفاجئنا من بيان لجنة الانتخابات المركزية التي أشارت إلى عدم إمكانيتها إجراء الانتخابات بموعدها الدستوري"، وقال" ان برنامج عمل الحكومة هو توحيدي يهدف الى تقوية اساس الدولة الموحدة والقادرة على الانجاز بعيدا عن كل الخلافات والضعف, ومهما كانت الخلافات في وجهات النظر الا انها لا يجب ان تعطل عملية البناء".

وأكد رئيس الوزراء أن لدينا ما يفوق ما كان متوفر للعديد من الدول التي نالت استقلالها منذ عشرات السنين، وأشار إلى أننا لا نراهن إلا على أنفسنا، وشعبنا يعلم أن طريقه ليست مفروشة بالورود، وأن الدولة الفلسطينية ستقوم إن أرادها الشعب الفلسطيني، وهو يريدها، لأن ذلك حق طبيعي له كي يعيش في وطن له كباقي شعوب العالم.

واعتبر رئيس الوزراء أن تهرب إسرائيل من التزاماتها في وقف الاستيطان، والاجتياحات، وبناء جدار الضم والتوسع العنصري، ماهو إلا نتيجة لعدم تمكن المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية، والإدارة الأميركية في الزام إسرائيل بالتقيد بخطة خارطة الطريق.

وقال فياض "علينا أن نعرض قضية الاستيطان بطريقة مختلفة عن السابق، حيث أن إسرائيل تحاول أن تختلق الأكاذيب حول المستوطنات وما تسميه 'بالنمو الطبيعي'، مبينة أنها مجرد إضافات صغيرة إنسانية لحضانات أطفال أو مدارس، وأضاف، "مطلوب منا أن نعلن أن لا مفاوضات ليس فقط بوقف الاستيطان، بل باتخاذ قرارات وأفعال جدية تلزم إسرائيل بقوة القانون بوقف الاستيطان بشكل جدي ونهائي".

وأشار رئيس الوزراء إلى ان فشل عملية انابوليس كانت لعدم وجود مرتكزات واضحة تقوم عليها عملية السلام, وعدم قدرة المجتمع الدولي لوقف اسرائيل عن خرقها للاتفاقات الدولية، وأضاف ان الولايات المتحدة وقفت عاجزة أمام الزام اسرائيل بوقف الاستيطان وأن العرض الاسرائيلي لعملية السلام ليس كافيا.

وشدد فياض على اهمية اشراك كافة أطياف المجتمع الفلسطيني ومكوناته الرسمية والأهلية والاقتصادية بالعملية السياسية، خصوصا بالمناطق المصنفة، والتي ترفض اسرائيل اقرار الحق الفلسطيني فيها، وكذلك المناطق المهددة بالجدار والاستيطان, ورفض الفكرة التي تدعيها اسرائيل بأن مناطق (أ.ب.ج) هي مناطق متنازع عليها, بل هي مناطق محتلة.

وشدد رئيس الوزراء على أهمية بناء واعمار كل ما سببه ويسببه الاحتلال من خراب وتدمير، والذي يشمل هدمالمنازل،واغلاق الطرق بين المدن والقرى الفلسطينية, وقال "كلما أغلق طريق سوف نفتح اخر واخر".

وأشار فياض الى ان منطقة الاغوار تعتبر المجال الحيوي للدولة الفلسطينية، وسوف نستمر في بذل الجهود للبناء والانشاء فيها لانها حق للشعب الفلسطيني, وأضاف ان الحكومة تقوم بالمتابعة مع المجالس المحلية في القرى والبلدات لتوفير ما هو مطلوب لتعزيز صمودهم وتثبيتهم على أرضهم.

ونوه رئيس الوزراء الا ان المساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني ليس لها أي ثمن سياسي, وشدد على اهمية الوصول الى المرحلة التي نستطيع بها انجاز ما هو مطلوب واستغلال كل القدرات للوصول الى الاكتفاء الذاتي، وقال ان "السلطة الوطنية سوف تكون دائما صريحة مع الشعب في العملية السياسية وغيرها, لتكون هناك مؤسسة واحدة قائمة على الوضوح والشفافية".

وشدد فياض على اهمية ان تسيطر السلطة الوطنية على المعابر الشرعية مما يدعم العجلة الاقتصادية ويزيد من طاقات شعبنا وموارده، وأشار الى اهمية البدء في اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بالاضافة إلى توفير كل الاجتياجات المطلوبه لدعم شعبنا هناك.

وأضاف إننا ندرك دور الاحتلال في تعطيل انجاز المشاريع الكبيرة، ولكننا سوف نستمر في انجاز ما نستطيع، باعتبار ذلك كله اساس هام للدولة الفلسطينية, فكل مشروع نقوم به يفتح مجالات لمشاريع اخرى تهدف الى خدمة أبناء شعبنا، وقال: " من المهم ان نخلق واقع ايجابي على الارض، وذلك مهم جدا لكي نوصل رسالتنا الى الاخرين بوجود دولة قادرة على النهوض والاستقلال".

وأكد رئيس الوزراء ان منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت الجامع لكل الفلسطينين، والممثل الشرعي والوحيد له، وأن السلطة الوطنية هي جزء لا يتجزأ منها.