لم تر والدها المعتقل منذ ميلادها ...جمانا علاء أبو جزر ' مرفوضة أمنيا لانها لا تملك هوية
نشر بتاريخ: 17/04/2006 ( آخر تحديث: 17/04/2006 الساعة: 18:36 )
خان يونس - معا - " أنا الطفلة جمانا علاء أبو جزر مرفوضه أمنيا ، لماذا ؟ أنا كنت رايحة أزور بابا " علاء " في سجن نفحة عند اليهود ، فرجعني اليهودي عايز هوية مني .. وأنا بنت صغيرة ، من وين أجيب هوية ! " .
بهذه الكلمات البسيطة والعفوية تحدثت إلينا الطفلة جمانا ( 5 ) أعوام التي تسكن مع جدتها في حي الجنينة برفح جنوب قطاع غزة ، الذي أعتقل والدها على خلفية نشاطه السياسي والعسكري في إنتفاضة الأقصى وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن ( 17 ) عاماً عقابه له على وقوفه بجانب شعبه في محنتهم .
لعلها الظروف تتشابه أحياناً بين الأسر الفلسطينية التي عانت كثيراً بسبب وجود المحتل الغاصب ، فقدمت العديد من الشهداء والجرحى والمصابين والمعاقين .. وأيضاً الأسرى زهرات الشباب والرجال على طريق الحرية والإستقلال .
وقالت الطفله جمانا خلال لقائنا معها في بيت جدتها : " كل الناس لهم بابا ويعيش معهم إلا أنا لا يوجد لي أب .. لأنه بالسجن ، لقد حرمني اليهود من رؤيته .. كم أشتاق إليه " ..
وأعربت جمانا عن أشواق فاضت بالحب لوالدها التي لم تر وجهه قط قائلة : " نفسي بابا يطلع ويأخذني في حضنه كل يوم كباقي أطفال العالم .. " .
حقاً إعتقدنا أن هذه الدنيا واسعة بما رحبت الأرض ولكنها أصبحت ضيقة في نظر والدة الأسير علاء التي تدعي " مريم رمضان أبو جزر " ( 65 ) عاماً التي قابلناه في بيتها أيضاً .. إنها تعاني من عدة أمراض مزمنة ومنها القلب والضغط والسكر .. إلا أنها وهبت نفسها وحياتها لتربية الطفلة جمانا التي فقدت أيضاً حنان الأم بعد رحيلها إلى العلا وهي طفلة لم تتجاوز شهورا بسيطة .
حدثتنا " أم علاء " أن أبنها أعتقل في العام 2002 م على معبر رفح الحدودي بعد عودته من السفر بعد رحلة علاج لوالده المريض ، وأشارت أن الإحتلال حكم عليه بالسجن ( 17 ) عاماً بتهمه نشاط سياسي وعسكري .
وأوضحت أن زوجة أبنها الأسير علاء قد توفت وتركت طفلتها الوحيدة لي ، حيث فقدت هذه الطفلة حنان الأم وحرمت من رؤية أبيها .. " حسبي الله ونعم الوكيل .. " .
وأشارت وهي تجاهد غصة حزن في حلقها .. " أنني لا أعرف ماذا أفعل ، وإبني أسير في السجن ولم نره منذ فترة كبيرة ، حياتنا أصبحت صعبة ، فبالله عليكم أوصلوا صوتنا لكل المسئولين .. "
كل الأشياء من حولنا أصبحت دافئة ، عندما جلسنا بصحبة هذه السيدة التي يفيض قلبها حناناً على حفيدتها جمانا وشوقاً لعودة إبنها علاء .. ، تقول وقد سقطت دمعة ساخنة من عينها ، جففتها بطرف منديلها الأبيض : " لقد أصبحت حفيدتي هي كل حياتي نصحوا من نومنا مبكراً فأجهز طلباتها وملابسها وتذهب إلى روضتها القريبة من المنزل .. يعتصرني الحزن كما هي لأننا فقدنا أعزاء علينا ، أتمنى أن تجمعنا الأيام القادمة لتعود إبتسامتنا لضيف طال غيابه " علاء " .
ووجهت هذه الأم الصابرة والحنونة رسالة إلى كل العالم قالت فيها : " إن قضية الأسرى الفلسطينيين يجب أن تنتهي ، فأطفالهم محرومون من حنان آبائهم ، والشهداء نحسبهم عند الله ولكن الأسرى يعذبون يومياً .. " .
وشددت على ضرورة التعبئة الجماهيرية تجاه قضية الأسرى ووضعها على سلم الأولويات قبل أي قضية أخرى ، مشيرة إلى أن المعتقلين في سجون الاحتلال يعيشون ظروفاً اعتقالية صعبة بسبب الإجراءات التي تفرضها مصلحة السجون الصهيونية ضدهم ومن بينها حرمان المئات منهم من زيارة الأهل لفترات طويلة.
وطالبت أبو جزر الحكومة الفلسطينية الجديدة التطرق إلى قضية الأسرى الفلسطينيين الذين تدمرت أسرهم وذهب شبابهم ودفعوا حياتهم ثمناً لحرية وطنهم وكرامتهم ، داعية إياهم عدم التعامل مع أي ملف إلا ملف الأسرى وإنهائه عبر إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط .