غزة- مختصون يوصون بالتوقف الفوري عن استخدام الخزان الجوفي
نشر بتاريخ: 17/11/2009 ( آخر تحديث: 17/11/2009 الساعة: 14:33 )
غزة- معا- أوصى خبراء ومختصين في مجال المياه في قطاع غزة بالتوقف الفوري عن استخدام الخزان الجوفي والعمل على استخدام مصادر بديلة للمياه مثل إقامة محطات تحليه لمياه البحر، محذرين من خطورة استمرار استنزاف الخزان الجوفي في القطاع.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ديوان المظالم اليوم الثلاثاء بعنوان "أزمة مياه الشرب في قطاع غزة" في مقر الهيئة وسط مدينة غزة.
المهندس منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه الساحل أكد ان نسبة "النترات والكلوريد" في مياه الشرب في القطاع تفوق بشكل كبير النسب العالمية للمياه مما يمثل خطر كبير على مستخدمي المياه وخاصة الأطفال والمواليد وقد تكون احد أسباب الإصابة بمرض السلطان.
وأوضح شبلاق ان الخزان الجوفي في القطاع يعاني من نقص شديد بسبب قلت معدل الأمطار ووجود المئات من الآبار العشوائية في منازل المواطنين والأراضي الزراعية مما أدى إلى انخفاض في مستواه بشكل كبير وسمح بدخول مياه البحر إلى الخزان الجوفي.
وأشار شبلاق إلى ضرورة قيام البلديات بتغيير خطوط المياه القديمة التي هي جزء من المشكلة والعمل على تثقيف المواطنين لترشيد استخدام المياه وتحسين الجباية من المواطنين حتى تتمكن البلديات من القيام بمشاريع لتحسين وضع المياه في القطاع.
بهاء الأغا الخبير في سلطة جودة البيئة أوضح ان قطاع غزة يعتمد وبشكل شبه كامل على مياه الخزان الجوفي بسبب عدم توفر مصادر بديلة وقلة مستوى مياه الأمطار بالإضافة إلى السياسات الإسرائيلية القائمة على سرقة الموارد الفلسطينية وخاصة مياه الشرب مما شكل ضغط كبير على الخزان الجوفي المحدود أصلا، متطرقا إلى قيام إسرائيل بمنع إقامة مشاريع تعمل على حماية الخزان الجوفي وخاصة إقامة محطات التحلية مما جعل الوضع في غاية الخطورة.
وذكر ان معظم المؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن تحدثت عن الموضوع وأصدرت تقارير تحذر من خطورة استمرار الوضع الحالي وكان منها تقرير البنك الدولي وتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي طالب بوقف الضخ من الخزان الجوفي لمدة 20 عاما وإلا فان الأضرار به تتزايد بشكل متسارع بالإضافة إلى التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية "أمنستي".
من جانبه أكد حمدان زيارة مدير دائرة المياه في بلدية غزة ان إسرائيل تقوم بعمل سدود لحجز المياه كي لا تصل الي قطاع غزة وتقوم بحفر أبار على طول الخط الفاصل مع القطاع مما أدى إلى هبوط مستوى الخزان الجوفي وبالتالي دخول مياه البحر إلى الخزان مما سبب درجة الملوحة العالية في المياه، موضحا ان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة من أكثر المناطق التي تواجه الملوحة في المياه بسبب قربها من الساحل وبعدها عن مصادر المياه الجوفية.
بدوره حذر المحامي صلاح عبد العاطي من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان من كارثة في ظل خطورة الوضع الحالي على جميع المناحي في القطاع، وقال: "تقريبا جميع مياه قطاع غزة غير صالحة للشرب بالإضافة إلى المياه المحلاة التي تباع غير صالحة ايضا"، مؤكدا ان القانون الدولي الإنساني يفرض على إسرائيل كدولة احتلال التزامات بتوفير المياه والحفاظ على الأمور الحياتية والصحية للسكان ولكنها على الرغم من ذلك تقوم بسرقة المياه وتخرق جميع الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة.
ونوه إلى انه لا يوجد جهود حقيقية لتجاوز هذه الأزمة ويتم العمل بشكل عشوائي بدون تخطيط وتنظيم، مطالبا الجميع بالعمل على عقد مؤتمر دولي للمياه من اجل وقف مصادرة إسرائيل للمياه وحماية البيئة الفلسطينية.