السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

منفذ عملية تل ابيب شاب في العشرين غادر مقاعد الجامعة لسوء اوضاعه الاقتصادية

نشر بتاريخ: 17/04/2006 ( آخر تحديث: 17/04/2006 الساعة: 22:47 )
جنين - معا - سامي سميح قاسم حماد (21 عاما) منفذ عملية تل ابيب التي قتل فيها تسعة اسرائيليين واصيب العشرات بجراح ينحدر من عائلة متوسطة الحال تسكن قرية العرقة التي تبعد 12 كيلو متر غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية .

ويحتل سامي الترتيب الخامس في أسرته التي تتكون من 11 فردا منهم ستة ذكور وثلاثة من الإناث.

تلقى سامي تعليمه في مدارس قريته العرقة وأنهى الثانوية العامة قبل أن يلتحق بجامعة القدس المفتوحة في تخصص الخدمة الاجتماعية وترك الجامعة بسبب الظروف المادية الصعبة التي تواجهها العائلة .

فجر سامي نفسه بعد ظهر اليوم قرب أحد المطاعم في محطة الباصات القديمة في مدينة تل أبيب مما أدى إلى مقتل تسعة اسرائيين وإصابة العشرات بينهم عدد في حالة الخطر .

عمل في عدة أعمال بسيطة كان آخرها في متنزه سياحي بمحافظة جنين .

وينتمي سامي الذي صور شريطا قبل تنفيذه للعملية وهو يستعرض بأسلحة خفيفة لخلية الشهيد لؤي السعدي التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وظهر سامي في شريط مصور وزع على الصحفيين يقرأ وصيته المقتضبة حيث قال فيها إن عمليته "جاءت ردا على جرائم الاحتلال ومجازره وتأكيدا على استمرار المقاومة".

واهدى الشهيد سامي حماد العملية الاستشهادية التي قام بها للاسرى والمعتقلين القابعين في السجون الاسرائيلية بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني وذلك في شريط فيديو مصور وزعته سرايا القدس على وسائل الاعلام حيث كان يحمل الشهيد في الشريط بيد سلاحا وعلى جبينه عصبة سوداء كتب عليها سرايا القدس.

اما والد الشهيد سامي فيعمل عاملا في بلدية جنين بينما والدته ربة منزل وترتيب الشهيد الثاني بين اخوته الذكور حيث يعمل شقيقه الاكبر عامل بناء.

وعرف عن الشهيد نزاهته وحسن تعامله مع الناس وتدينه حيث عرف عنه انه من شباب المسجد ويداوم على اقامة الصلوات جميعها في المسجد.

هذا وقد تدافع اهالي بلدة العرقة الواقعة غرب مدينة جنين بعد ظهر اليوم الاثنين الى منزل المواطن سميح محمد حماد في الخمسينات من عمره لتقديم التهاني والتبريكات على نجاح العملية التي قام استشهد فيها سامر.

من جهتها قامت عائلة الشهيد فور سماع نبأ استشهاد ابنها باخلاء منزلين تابعين للعائلة حيث منزل والد الشهيد ومنزل شقيقه الاكبر تحسبا من قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدمهما بينما سمعت الزغاريد والاغاني التراثية القديمة التي تغنى للعريس من قبل والدة الشهيد وقريباته اما والدة الشهيد فقد احضنت صورته وقبلتها مرارا مرددة "الله يرضى عليك ويرحمك ويجعل مأواك الجنة".

اما اهل القرية فنظموا مسيرة رمزية لتشييع جنازة الشهيد انطلقت من امام منزله وجابت شوارع البلدة حيث رفعت الاعلام الفلسطينية وعلت هتافات المشيعين التي باركت نجاح العملية الاستشهادية ومؤكدين على خيار المقاومة والانتقام لدم الشهداء ومعلنين عن افتخارهم بما قام به الشهيد حماد.