محطات من دورينا * بقلم :صادق الخضور

مرة أخرى يعاود استاد فيصل الحسيني احتضان محطة من محطات التواصل ، وهذه المرة في مناسبة تقترن بحضور المنتخب التونسي الأولمبي ، فأهلا وسهلا

تونس أيا خضراء...وبرشا
وها هو المنتخب التونسي الشقيق العريق يعلن انحيازه للنهضة الكروية التي ما فتأ وقع صداها يتردد في أروقة رياضتنا مذ أعلن الاتحاد إصراره على مراكمة المنجزات ، وفتح عهد كروي جديد .
يأتي الأولمبي التونسي بعراقته وحيويته ليسجل محطة أخرى من محطات إخضاع منتخبنا الأولمبي للاختبارات الجدية ، ليكتمل الاهتمام بعدد اللقاءات التجريبية مع نوعية الفرق ، فمنازلة تونس تعني مواجهة مدرسة كروية لها بصمات واضحة يحكمها طابع من التكتيك العالي والأداء الخططي المدروس .
بلقاء التوانسة تغدو صفحات الوفاء التي جسدها الأشقاء التونسيون فاردة سطورها ليطلع عليها من أراد تلمس الوقفة المتسمة بالشهامة لتونس وقيادتها وشعبها .
هنا ؛ حيث ل" برشا " أكثر من دلالة ، فهي كلمة تحبب لتونس وناسها ، ودلالتها تعني الكثير ، وثاني الدلالات " برشا " أي برشلونة الفريق ذي الطابع الكروي الذي يسلب اللب ، فتتداخل برشا التحبب ببرشا الفن الكروي ، وليغدو الوافدون قريبين من القلب والذاكرة.
بلقاء تونس ، تتواصل حلقات بناء منتخبات فلسطينية قادرة مستقبلا على فرض حضورها وتجاوز مرحلة المشاركة العابرة في المحافل .
تونس ..تأتي ، وهذا أكبر مكسب معنوي لتتوارى كل حسابات الربح والخسارة .
تونس الخضراء التي أفاضت أرضها بخصب العطاء ، وجاد أهلها بطيب الاستضافة واللقاء تعانق القدس في عامها الذي محور أيامه حول كونها عاصمة لثقافة العرب .
أهلا بالتوانسة من جديد ، وكل التمنيات بأن يشهد اللقاء تظاهرة كروية تحظى بالإقبال الجماهيري .

المكبر إذ يتصدر
المكبر يحلق في القمة ، لم يأت هذا من فراغ ، فاللاعبون أو النسور خطبوا ودّ الصدارة بالإصرار ، وحين ننتقد أي مجال فإننا لا نقلل من شأن ما يقدمه النسور من فنيات كروية ، فما هي أبرز مكامن قوة المكبر ؟
مدرب يحسن قراءة المباريات وتوظيف اللاعبين ، وتحقيق توازن بين الأداء الهجومي المتزن والدفاعي المنضبط .
ولاعبون يتميزون بالانتشار والسرعة وحسن التعامل مع المباريات ، بوجود جوكر مثل العمور الذي يمتلك لياقة خاصة ، ورؤية شاملة لأرجاء الملعب ، ودفاع يساند الهجوم في ميزة يمثلها حاتم كريم .
صناعة الألعاب ميزة أيضا ، وأحمد علان يتخلى عن طموح الظفر بلقب الهداف لصالح طموح جماعي للظفر بالبطولة وليمارس دوره كقائد ميداني بمعية جمال علان الذي يحضر في اللحظات الصعبة .
المكبر إذ يتصدر يضيف للعراقة التاريخية إبداعات كروية ، ويتشبث بالقمة وهو مؤهل للذهاب بعيدا في الصدارة ، فحين يلعب الفريق كل مباراة على اعتبار أنها بطولة ، فهذا مما يرتقي بالفريق .
المكبر يعاود التميز ، ويحفظ للمدينة المقدسة كبرياء تكتنزنه حواري القدس ، ولهذا كانت إطلالته مباركة في النصف الأول من دورينا .
نقطة أخيرة تثير الاستغراب وهي عدم الاعتماد على المبدع فهد هلسة الذي لم يأخذ فرصته كاملة.
مرة أخرى ؛ المكبر يستحق التمركز في منطقة الصدارة ، ووجوده ضمانة للإثارة .

دوري الأولى أ
انطلق على بركة الله ، وهو فرصة للوقوف على مواهب جديدة ، ومحطة لإدماج حكام جدد في المسيرة الكروية ، والمطلوب برنامج مدروس وهادف ومتواصل لإعطاء الطواقم التحكيمية الصاعدة فرصة تستحقها .
في دوري الأولى أ فرق واعدة فانتظروها ، العروب الوافد الجديد بحنكة مدربه ، ومركز جنين بالأداء المنطلق من المهارات الفنية ، وشباب نابلس بما يمثله من سلاسة الأداء ، ولا ننسى الرماضين برجولة لاعبيه وسرعتهم ، وبيت لقيا بما يضمه من لاعبين ذوي مهارات فردية عالية .
ما هو مطلوب ، أن يتم إيلاء اهتمام إعلامي خاص بهذا الدوري ، وأن يكون موضع اهتمام المدير الفني للمنتخب ، وحرص على رصد الإبداعات الموجودة فيه.
مع انطلاقة دوري الأولى أ ، نتأهب للأولى ب ، ولعل وجود فراغات في أجندة المسابقات فرصة لإطلاق المزيد من المسابقات لتكتمل دورة المشهد الكروي الناشط بفعل اهتمام أسرة الاتحاد بتكامل الأنشطة وتواصلها.
كل التوفيق لأندية الأولى ، والأمل أن تكون مبارياتها حافلة بالإثارة والندية والمهارات الفنية .

فهد عتال...واللاعبون الأكثر شعبية
بإدراج فهد عتال ضمن مسابقة اللاعبين العرب الأكثر شعبية ، نأخذ قسطا من حقنا في الظهور العربي ، ففهد رمز للاعبينا المثابرين ممن عكسوا مستوى احترافيا متميزا ، وكل التوفيق له في هذه المسابقة.
في ظل هذا الحضور ، نسجل آمالنا بأن يكون هناك سعي حثيث لإشراك فرقنا في كأس الاتحاد الآسيوي ، والبطولات التنشيطية العربية بعد أن تجمد دوري أبطال العرب للعام الحالي ، ونطالب الاتحاد ببذل جهود على هذا الصعيد.
لفقنا الحق في مفارقة دائرة المحلية ، والمطالبة باحتكاك قوي يرفع من مستواها ، ويزيد من فرصة الإفادة من خوض لقاءات كروية ترتقي بمردودها .